وشوشت لـي كسـتـنـاءة

دَنَت كستناءة تُوَشْوِشُ لي بأن أيلولـها أتاني بِؤنس فاستغربت حديثها الخافت وأنا لاأرى غير ورق ذابل يسقط دون موعد وفِطْرٍ بُنِي يغزو الأركان الخجولة.
عدت أدراجي أدوس التربة الرخوة وأسخر من تغريد طيور نسيت طريقها لبلدان الشموس فذكرتني من غير قصد بعشية أمس ورواية لتشيخوف جمعتني بوجه جديـد.

كان يسأل عن حقيقة الوهم و ترسبات أوهام الخيال في ذهن كاتب ومضيت معه أتوه في دروب فلسفية كغواصة تاهت بثقلها في سحر المحيـط.
لم يخرجنا من شباك الحديث غير عطس عجـوز أيقظت حساسيته أوراق الكتب.
عُدْنا لما حولنا وتجَسسنا على ساعاتنا لنتوادع مسرعِين وكأنَّا أخيرا وصلنا لشط النجاة وصار متاحا لنا أن نهرب.
تساءلت بعد صحوة الذكرى عن صدق حديث الكستناءة وراودتني رغبة في العودة لذات المكتبة.
وضعت وشاحا يحمل رائحة "يورك " القديمة و معطفا ألفته منذ سنة وخرجتُ واثقة كغجرية قرأت عرَّابتها كفها .
لم يكن أمام نفس الرفوف ولا في كل المكتبة، لم يكن هناك حتى ذاك العجوز الذي طالما رأيته وطالما عطس.
خرجت دون رواية في يدي لكن بوهم شعرت أنه يكبر مع خطاي و يثقل إلى أن سمعت ذاك النداء. نداء لِ"تاتيانا"لا تلتفت، نداء كان يقترب حتى ربط قدماي وجعلني أنظر خلفي.
كان هو وكنت أنا "تاتيانا" المرأة التي لم يعرف إسمها فاقترض إسما من عند " بوشكين" ظنا منه أني كنت أحمل روايته يوم أمس وأخطأ ظنا، لكني كنت أعلم أن لتشيخوف أيضا تاتيانا وضحكت ,مداعبة وشاحي, دون أن أخبره .
Nassira