حكاية قلم الرصاص باولو كويلهو - ترجمة نصيرة تختوخ

 
كان الولد الصغير ينظر إلى جدته و هي تكتب رسالة.
في لحظة معينة سألها : 'جدتي هل تكتبين حكاية عنا نحن الاثنين ؟أو ربما تكتبين حكاية عني أنا فقط؟'
توقفت الجدة عن الكتابة وردت :'أنا فعلا أكتب عنك ، لكن الأهم مما أكتب قلم الرصاص الذي أكتب به.
أتمنى أن تصير مثل قلم الرصاص حين تكبر.'
تأمل الولد قلم الرصاص جيدا لكنه لم يكتشف فيه شيئا خارقا .
قال:'لكنه قلم عادي ، لاشيء استثنائي '
أجابت:'هذا يتوقف على نظرتك له ، قلم الرصاص يمتلك خمس خصائص مميزة إن استوعبتها جيدا ستعيش بسلام مع العالم من حولك :
أولا : ستنجز ربما أعمالا هائلة لكن عليك أن لاتنسى أبدا أن هناك يدا تُسَيرك ، تلك اليد نسميها الله وسيظل الله يسيرك بإرادته.
ثانيا: من حين لآخر علي أن أتوقف من الكتابة، لأنجر رأس القلم. ذلك يسبب للقلم بعض الألم لكنه يجعله أكثر حدة. مثله عليك أن تتحمل بعض الألم لأنه يجعل منك إنسانا أفضل.
ثالثا: حين تكتب بقلم الرصاص بإمكانك أن تمحو أخطاءك دائما ؛ العبرة من هذا أن إصلاح أخطائنا ليس سيئا بل مهما لنستمر في الحياة بشكل صحيح.
رابعا: الأهم في قلم الرصاص ليس الخشب ولا منظره الخارجي إنما الغرافيت الذي بداخله؛ لذا إحرص على أن تهتم بما يجري بداخلك.
وختاما ، خامسا :الشيء المميز في قلم الرصاص أنه يترك خلفه أثرا ، تعلم أن كُلَّ ما تفعله في حياتك سيترك آثارا وحاول أن تعي ذلك جيدا '.
من كتاب كالنهر الجاري لباولو كويلهو