زنابق الماء

زنابق الماء
رسم الفنان الإنطباعي الفرنسي الشهير كلود موني زنابق الماء في أكثر من لوحة فعلق الفيلسوف غاستون باشلار على الزهرة ورسم كلود موني لها وكتب:'زنبقة الماء لحظة من هذا العالم ،إنها صباح للعيون.إنها الزهرة التي تفاجئ فجرا صيفيا.
الدنيا تريد أن تكون مرئية:قبل أن تكون هناك عيون ترى،فإن عين المـياه الواسعة تكون شاهدت الزهور تذبل وفي هذا الانعكاس يستوعب العالم جماله .نفس الشيء حدث مع كلود موني منذ أن شاهد زنابق الماء صارت زنابق الماء الفرنسية أكبـر وأجمــل.
إنهن يطفين في ودياننا بأوراق أكثر وبهدوء أكبر، وديعات كصور أطفال اللوتس.

لقد قرأت ،لاأعرف أين،أنه كي تصيرالزهور أجمل في حدائق الشرق ولتتفتح بطريقة أسرع كانت تعامل بالكثير من العناية و الحب لدرجة أن ساقها المتينة التي كانت تعد بإطلالة زهرة فتية قوبلت بمرآة ومصباح.
هكذا كان بإمكان الزهرة تأمل نفسها ليلا وكان لها أن تتمتع بجمالها بلا نهاية.
قد يكون كلود موني ،الذي أضاف طوال حياته الجمال على ماكان يراه, استوعب رأفة الجمال الشاسعة تلك وذلك التشجيع الإنساني لكل مايميل للجمال.
كان عنده في جيفرني* حين صار غنيا ـ في فترة متأخرة ـ بستانيون متخصصون كلفوا بغسل أوراق
زنابق الماء العريضة لتسقط عنها الشوائب وتحريك التيارات المناسبة وتحفيز جذور الزهور و كذلك بالعمل على انحناء أغصان الصفصاف المتدلي الذي كان يشوش وجه الماء حين هبوب الريح.
باختصار ،في كل مراحل حياته وفي كل مجهوداته الفنية كان كلود موني خادما ومرشدا لقوى الجمال التي تَقُودُ هذا العالم.'
*جيفرني بلدة
فرنسية في النورماندي العليا أقام فيها كلود موني من 1883حتى مماته سنة 1926ومن بيته هناك رسم حديقته ولوحات الزنابق المائية .


**اللوحات التي ترافق النص هي للفنان كلود موني
Nassira
النص مقتطف من عدد من مجلة فنية فرنسية تدعى روفي فيرف Revue Verveترجمته من الفرنسية للعربية.

 
منظر من حديقة موني بجيفرني