همسات ربيعية 4


 
'الإنسان هو الأثمن '
أزهرت شجرة المشمش في موعدها ككل عام وذكرته بها و بيديها تلبسان قفازات اتسخت بالتربة الطرية.
في مثل هذه الأيام كانت تنشط في حديقة بيتها،تعتني بما زرعت وتصبغ أرجل الكراسي إن صدِئت.
كان يحدث أن توقظه رائحة زكية تأخذه إلى أيام الطفولة دون استئذان، رائحة فيها حياة وحب ولذة و رقة سرعان ماكانت تكشف له مصدرها حين تهديه علبة المربى الزجاجية قائلة أنها صنعته على طريقة جدتها و أنها قطفت الفواكه البرية بيديها وغسلتها بيديها وأنها لم تستعمل أي مواد حافظة كجدتها أيضا.
على الطاولة البيضاء خربش بقلم الرصاص 'الإنسان هو الأثمن ' وتمنى لو كان رساما أو موهوبا بشكل ما ليخرج أحاسيسه بانطباعية أو شفافية أو حتى رمزية إلى الوجود . تأمل 'الإنسان هو الأثمن ' مجددا و صعد إلى غرفته.
كان يضع ثيابه القليلة في الحقيبة و في رأسه صوتها 'المزرعة غير بعيدة عن هنا،أقصد غير بعيدة جدا، ليست في بلد آخر على أية حال هذا هو العنوان؛ لاأعرف إن كنت سأنجح لكني ورثت المزرعة ولاأظن أنني سأرتاح إن سلمتها لغرباء لأستلم مقابلها أوراقا نقدية.
الأوراق النقدية لم تعن لي أبدا الكثير المزرعة بلى فيها ذكريات الطفولة و تراث العائلة و بصمات أصابع جدتي التي لاأريد للغرباء أن يمسحوها '.
Nassira
*******************
أرنب بري
ركض الأرنب البري أمامها فاجأها وجعلها تضحك لم تكن تتخيل أنه من الممكن أن تعيش أرانب برية في هذا المنتزه على بعد أمتار من بيتها.
انتبهت للبجعة المتنقلة على سطح مياه البركة كباخرة ملكية و أدركت أن الأرانب ليست وحيدة وأن الطبيعة تحتضنها بحميمية هي و البجع و حيوانات أخرى من دون شك .
إنسان المدينة الغير البعيد هناك لم يعد يخيف لا الأرانب ولا البجع.
Nassira
للمزيد من مواضيعي