شجرة السرو أعادتني إليك


 

لا تسأليني عن الرحيل أنا ماأدمنته إلاَّ هربا من حزن عينيك.
قبرت في ذاكرتي كل الصور وما علقت على الجدران شيئا منك و مني.
كنت وحدي أقابل وجه الصباح ، وحدي أصافح كف الخريف ، وحدي أمشط رصيف الليل الطويل .
صمت وسكنت مثلك حين تنصتين وحين لاتجرؤين.
نضب نهر الفرح الجاري وكان للقعر النصيب في تجميع ركام الأيام القاسية والانتباه طمرته كي لاأخاف.
شجرة
السرو التي ناداتني لملاقاة السماء أعادتني إليك.
يدي على غصنها ذكرتني بيديك حين يستبد الشتاء؛ وقفت أرنو للسماء و
شجرة السرو بجانبي.
السماء تعرفها كما تعرفني والأيام كما تمر عليها تمر علي هي لا تنحني و لا تشتكي ،هي مثلك.
هي تشبهك !
في ذاك المكان عادت كل الصور ، ذرفت عيني دموع الفراق الحبيسة .
كنت معي، لم يُجْدِ التنكر .
كنت معي ، لم أتحول كما ظننت.
'يا شجرة السرو ، بعض الماضي لا يموت ! ' قلتها لتشهد السماء و ارتفعت طيور .
إليك أعود، إلى نفسي ، إلى شملنا , هناك أرواح تتآلف ويسيجها الأمان حين لا تفترق.
Nassira