كنت البجعة الوحيدة ...

كنت البجعة الوحيدة التي رفضت التحول إلى امرأة كاملة الأنوثة والرقص على بلاطه البلوري .
رحلة زهدي الطويـلة علمتني أن أرى ماخلف شفافية البلور وماوراء سخاء العطايا.حملت وفائي لك ثقلا مضنيا كاد يغرقني أكثر من مرة وزاد تعبي لكنني ماتراجعت وماأسقطته.
صقيع الكلمات التي كانت تهب من هنا وهناك كان يجمد حركتي فأضع عنقي الملتوي على صدري وأتمنى أن تذيب حرارة مشاعره القديمة كل شيء.
قليلون هم من تخلو نفوسهم من الفضول وأقل منهم من يتنحون من طريق غيرهم عناية ومحبة وحرصا لأنهم خَيِّرون ليس إلا ، لهم فقط كنت أتوقف أبادل الرحمة بالتصافي وبياض الروح.
لكل الفصول لحن مختلف و انبعاث فريد ،يتبدل يوما بِيَوْم،ٍ حرصت على أن أشهده وأن توثقه ذاكرتي بإتقان لأخزن الماضي بكل تفاصيله وأنت غير موجود.
رمادي الغمام نام في عيوني وإن قرأ غيري فيها زرقة و أوراق الخريف إلتصقت ذابلة بأجنحتي وأبيت أن أغتسل للتطهر من خريفي الحزين.
الآن فقط وأنت معي سأكون أنثـى وسأفرح حتى تطير البجعة لتبقى المرأة التي لاتمـوت؛سأرقص حافية كغجرية تلمس قدماها الأرض فينطلق صوت الحياة سرمديا متعاليا ليصافح السماء.
Nassira