همسات ربيعية 5


غراب
اخترق المائدة عمود المظلة الكاكية وغطى الظل كرسيها و كوب القهوة وصحن الحلوى الصغير.
ماإن جلست حتى رن جرس الهاتف، تفاجأت و هي تسمع صوت صديقتها منى تملأه النشوة.
قالت منى أن عرسها بعد أسبوعين وأن عقد زواجها كتب يوم أمس و كانت هي تجهل تباشير مشروع كهذا في حياة صديقتها.
عادت لحديقتها و كرسيها بعدوى النشوة .وجدت غرابا يحاول حمل قطعة حلوى حين رآها فشل .
شطرت القطعة إلى نصفين رمت بنصفها على مربع العشب ونظرت إلى الغراب ضاحكة : 'ظلموك حين اتهموك بالشؤم '.
****************


شجرة اللوز
كانت النحلة تطوف على زهور إكليل الجبل الزرقاء و شجرة اللوز تصفف أوراقها بجوار حباتها التي تكتنز كل يوم أكثر .
أوقف محمود سيارته و قابل وجهه منظر العروس الحبلى.
كان والده يسمي شجرة اللوز العروس حين تلبس أغصانها الزهور البيضاء و يسعد بحملها للثمار كما يسعد بهواياته.
خمس سنوات بعد أن ابتعلت الأرض الأب و الشجرة لم تغير من عاداتها شيئا لازالت تورق ،تغير كسوتها ، تطرح ثمارها ...
فكر محمود في وجوده وفي الهوايات والسعادة و العروس.
تقدم نحو باب البيت و في نفسه ذكريات تصحو و قناعة بأن الأعمار لها امتداد و ثمر.
Nassira