أيها الفتى الأندلسي..

لست فتى أندلسيا ،أعلم ،لكنك تشبه ذاك الفتى الأندلسي الذي عبر البحر ومضى يجوب بلدانا وصحارى باحثا عن غده.
كلما اقتَرَبْتَ مني رأيت في عينيك البريق ذاته وبدت لي طفولتك مرفرفةكفراشة في حدائق إشبيلية؛
حنينك يلف روحك كطيف شفاف وتأبى أن تجعل منه وثاقا يقاوم الترحال ، لكن معي أراك تحط الأمتعة وتستأنس لِلْقاء وأتساءل :أيَرَاني غجرية تأخذه إلى رُبى برائحة زهر البرتقال و خضرة الزيتون؟؟.. أم يجد فيَ أنوثة أثمرت كنخلة غير آبهة بفراغ الصحراء؟
أبحث عن أجوبة خلف كلماتك وسكونك ولايوقفني إلا يقيني بنفسي وعودتي إليها.
أيًّا أكن ليس قلبي كنزا بل صندوقا فارغا وإن فتحته بمشيئتي أو خلسة لن تجد ما يدعو للمجازفة؛ امتدت أيادي الأيام قبلك وسلبت ونهبت تماما كما فعلت بك واستبدلت أندلسك بحقائب السفر.
أشاء أن آخذك لأحضان المتوسط مع تشكيلة وجبات غنية وأصوات منبعثة من مرتفعات تراقب التاريخ لكن الوقت يعيدنا إلى المكان و الواقع ,فأضع بين شفاهي ابتسامة لتبحر إلى شفاهك وآمل حين نفترق أن لَيْلَكَ سيمر دون عويل رياح الوحدة الموحشة.
آمل أن تزورك نسائم الخزامى البنفسجية التي سألتني من أين أتت لتسكن راحتيّ فلم أجبك وقلت إن الأسرار تفتح شهية الخيال ولم تسمع البقية, همستها لنفسي فقط :
"الأسرار تفتح شهية الخيال وأنا أحب أن يظل خيالك معي حيا وصاحيا."
Nassira