المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١١

عندما استيقظ صاحب الدراجة في الذاكرة

صورة
كان منظرنا مضحكا و نحن نرتمي على الأرض.تشابكت عجلات الدراجتين والتوت يدي نظارتك وهربت اوراقي المطوية من محفظتي ، كل شيء بدا مبعثرا وطفوليا حولنا مع أننا كنا لحظات قبلها ماضيين بهدوء وتناغم كشخصين متحضرين متاح لهما أن يرمزا لتوازن الكون. لم أعلم أن المعدن الذهبي يصير مطاطيا بين يديك وأنك ستعيد نظارتك إلى شكلهما السابق لتتأملني مليا وتعتذر فيشابك اعتذارك اعتذاري ونضحك. من كان المخطئ لاأدري فلم نكن على عجل ولم يكن هناك ازدحام لكنني أعترف بأني كنت حالمة،صور جميلة كانت تمر في ذهني مروج من لوحات رونوار ومقاطع من ربيع فيفالدي ومناظر زنابق كانت تستقبلني على أعتاب بيت جدتي.. لم يصبني أذى ولاأنت و أوراقي المطوية كانت فارغة ولم يضرني اتساخ بعضها؛ وقفنا لنمشي جنبا إلى جنب ونكتشف أننا نقصد نفس المكان. لا أعرف لماذا سعيت لتجديد اعتذاري ، ربما هي عادة من عاداتي اللصيقة التي أسعى بها للتخلص من كل الذنوب و التطهر أمام نفسي، لكنك طمأنتني وقلت أنها لعنة صاحب الدراجة ربما! لم أفهم فاسترسلت في الشرح. للدراجة حكاية، فهذه الدراجة مارست عليك فن الغواية، كانت تتطلع إليك كل مساء وأنت عائد إلى بيتك وترميك

حقل السنابل و الغربان لفينسنت فان خوخ /الحزن و الوحدة و نهاية إنسان

صورة
ظهرت الحقول في أكثر من لوحة لفينسنت فان خوخ خاصة بعد تواجده في فرنسا وتأملاته للطبيعة هناك لكن لوحة حقل السنابل و الغربان التي تظهر فيها السحب الداكنة و الغربان السوداء و الطريق الطويل الذي يبدو منتهيا في خلفية اللوحة واحدة من أكثر لوحات فان خوخ تعبيرا عن الحزن و الوحدة . لا عجب أن  يقرأ البعض في حقل السنابل و الغربان دنو الفنان من الموت ويأسه و يرشحون اللوحة أن تكون آخر ما رسمه الفنان مع أن لا تأكيد حقيقي على ذلك. فينسنت فان خوخ الذي دأب على تطوير فنه و جرب الكثير من المزج في الألوان و الأنماط وتعرف على عديد من الفنانين و أعمالهم لم يلاق في حياته الشهرة و النجاح و الاستقرار الذي يريحه . نوبات المرض التي أنهكت الفنان و فشله في تحقيق الاستقلال المادي و تجاربه الغير المرضية جعلته يطلق النار على نفسه يوم 27 يوليوز 1890 لتوافيه المنية يومين بعدها و أخوه بجواره . هذا الأخيرالذي ارتبط  بأخيه الأكبروجدانيا لم يطق فراقه فمات بعده بستة أشهر و دفن إلى جانبه في أوفير سير أواز Auvers sur Oiseبفرنسا. Nassira قبرا الأخوين فينسنت و تيو فان خوخ Vincent van Gogh & Theo van Gogh

لن تستطيع تجاهلي لأنني شمس

 لن تستطيع تجاهلي لأنني شمس". قالتها وهمت بالنهوض لولا أنه أمسك بيدها و حدق في عينيها مستنكرا :'ومن أكون أنا وماذا تريدينني أن أكون ؟ عباد شمس؟". لم تكن تتوقع منه ردة فعل كهذه ولا جملة غريبة بهذا الشكل، قسمات وجهه لا تبدو عليها مظاهر المزاح . لقد كان رافضا ، جادا و حائرا ، وأذهلها للحظات ، لكن صورة عباد شمس سامق أطلت في مخيلتها و انفجرت ضاحكة. "عباد شمس، أ ... نا شمس وأنت عباد شمس ' قالتها واستمرت في ضحك لا ينقطع و لم يستطع هو أيضا تمالك نفسه . غيَّر طريقة إمساكه ليدها وحركها كراشد يريد أن يمشي صبية . ككل مرة انتهى الخلاف بقفزة إلى عالم الغرابة واللامنطق ودلفا مجددا إلى زمن متعة الإنسجام. لاامرأة كانت تستطيع أن تأخذه إلى آفاق جديدة مثلها ، لا امرأة كانت خيالية وطفولية ومبعثرة و منسقة مثلها، "كالشمس 'لا .. لقد أَخطَأَتِ الوصف . كانت تشبه الأسطورة لا الشمس ، بل الأساطير لا الشمس ، هذا ماكان يقوله في نفسه حين قاطعته متحمسة: 'أتعلم أن هناك أسطورة من بيرو عن الشمس وعباد الشمس؟ لكن قل لي قبل ذلك .. هل نقول بيرويين أو بيروفيين أم ماذا؟'. أجاب:

أوليس /أوديسيوس وغناء الحوريات

صورة
من بين حكايا رحلة أوليس الشهيرة التي رواها هوميروس في الأوديسا، حكاية أوليس مع الحوريات اللواتي كان يغرين البحارة بغنائهن فينتهي بهم الأمر إلى تحطم سفنهم على الصخور والضياع إلى الأبد. ليتفادى أوليس هذا أمرأفراد طاقم سفينته بسد آذانهم و تكتيفه على أحد حوامل الأشرعه بحبال تجعله لا يتمكن من الخلاص إلى أن تعبر السفينة منطقة الحوريات سالمة و فعلا نجا أوليس بعد عدم تمكنه من فك الحبال من الخضوع لسحر غناء الحوريات المضلل و الذي أودى ببحارة كثيرين قبله. ظهرت قصة أوليس مع الحوريات في أعمال فنية متعددة على مر العصور بأشكال مختلفة، حيث تظهر الحوريات في بعضها على شكل مخلوقات نصفها إنسي ونصفها طير. اللوحتان أعلاه تظهران القصة أيضا الأولى لبابلو بيكاسو و الثانية لجون ويليام واترهاوس.  Nassira

غيمات الدموع في صدري

غيمات الدموع في صدري ثقيلة كالرصاص،داكنة كليل بلا قمر. ليتها لم تولد و لم تكبر و لم تكن. ليتني لم أكن أنا و لا كان صدري عشا. أصمت كالغيم و الحجر. أصمت ويتحرك الوتر . عليه نوتات من عزف أمي وبصمات من أصابع العابرين. ريح الحنين ، قيثارة باكية تعصر لب الغيم و الشجن ، تسكبه دمعا غزيرا كالمطر. Nassira  

كنت أمام نفسي من حروف

إنني أنمـو كل يوم أكثر وأمشـي في طريق الذي حسبته مستحيـلا. قلت لي :"'ضمي الحروف إليك،أحبيها لتطيـعك" ووثقت في مصداقيتك وفي خصوبة الحب التي تورق فيها الطاعة طواعيـة. الحروف في حضني لم تسكن،إئتلفت و افترقت،رقصت وعربدت كونت أشياء ا لامنتهية وفي لحظة تَمَلكني الوهم بأنني أدركت وأن الحقيقة أن كل الأشياء حروف إلى أن رأيتها تنادي بعضها لتشكل اسمي. كنت أمام نفسي من حروف،كل تاريخي وحاضري حروف وحتى المخفي من غدي الذي لاتسمح الحكمة بالكشف عنه. إستيعابي لنفسي صار أكبر والمسافة بيننا كلما تضاءلت سكبت حبا للحروف وتقاطرت طاعتها لي. أفقي الذي يتسع يرسل شعاعا للخوف يخترقني و دُنُوِّي مما بدا مستحيلا بانت أهوالـه. بت أفهم حقد الكهنة على غاليلي ورغبتهم في قتل حقيقة تقلب الموازين ،طاعة الحروف تجعلني أنموو أعلو وأحتاج لفضاء أكبر قد لاتمتلكه،مايحدث لي يوحي بأنك قد تعجز يوما عن احتوائي لهذا فإن ما بعد المستحيل مخيف. قلت لي:'ضمي الحروف إليك، أحبيها لتطيـعك" وأقول قبل النهاية: 'ضمها معي لننغلق معا عليها لأنني لاأريد مع طاعتها أن أغادر عالـمك ". ضمني لننغلق عليها معا ونن

حكاية الذئب المتنكر من'كتاب الراعي 'لجو آن ديفيس. ترجمة:نصيرة تختوخ

كان الذئب جائعا لدرجة أن لعابه كان يقطر من على أنيابه الحادة، كم كان يتمنى أن يسطو على خروف يكون عشاء ليلته و كم كان مستعدا لتقديم أي شيء من أجل ذلك! لكن وجود الراعي كان حائلا بينه وبين أمنيته؛ لماذا كان الراعي حريصا وحذرا بهذا الشكل؟ أولا لأنه كان يحب قطيعه ، كانت خرفانه تقترب منه ليلا تؤنسه وتدفئه بصوفها وثانيا لأن الخرفان كانت مخلوقات غير مؤهلة للدفاع عن نفسها ليست لها أظافر أو أنياب لاتملك سرعة فائقة أو قوة لحماية نفسها من الأخطار. الخرفان لم تكن تقدر على مواجهة أي حيوان مفترس. لذا كان الراعي ينام كمن ينام بعين مفتوحة ماجعله يحيل اقتراب الذئب من قطيعه استحالة. في يوم من الأيام وجد الذئب جلد خروف مكسو بالصوف مرميا. قال في نفسه :'لو كسوت نفسي بهذا الجلد لن يعرف أحد أنني ذئب،سيظنون أنني خروف وسأتمكن من فعل ماأريد '. بسرعة فعل الذئب ماشاء وتسلل إلى وسط القطيع ؛ عندما اشتم الحمل الصغير رائحة أمه في الصوف التي تغطي الذئب بدأ يتبع هذا الأخير وتحول بذلك إلى وجبة شهية للمتنكر المحتال. سأل الولد الراوي :'وماذا أتعلم من هذه الحكاية؟' فأجاب:'تذكر بأنه رغم وجود الكث

قلبي متعب كعينيك الذابلتين

  قلبي متعب كعينيك الذابلتين يتمنى لو يغفو ويصحو على صوت بلبل غريد يعلن وفاة التاريخ . كم كرهت التواريخ تظل محفورة في سجلاتي، مربوطة في يومياتي تقيدني بمصائر لم أخترها. تنوء الأحزان بكمنجاتها على باب قلبي فتتراقص على نغماتها التواريخ كحيَّات إعتادت الإختباء والظهور والتماوج مع صدى الألحان وعيناك دون بريق. عيناك الذابلتين أضاعتا لغتي واستسلمتا لعادة النظر دون قراءة وأنا معهما تركت نفسي للتواريخ تُخرج لي ماتشاء وتزحف لخنق ياسمين غدي. قلبي المتعب ماعاد فيه كمين للفرح قد فضل الإنهزام وأسر التواريخ مادامت الشعلة في عينيك قد إنطفأت ونثرت رمادها على مقبرة أُلْفَتنا. Nassira  

زنابق الماء

صورة
زنابق الماء رسم الفنان الإنطباعي الفرنسي الشهير كلود موني زنابق الماء في أكثر من لوحة فعلق الفيلسوف غاستون باشلار على الزهرة ورسم كلود موني لها وكتب:'زنبقة الماء لحظة من هذا العالم ،إنها صباح للعيون.إنها الزهرة التي تفاجئ فجرا صيفيا. الدنيا تريد أن تكون مرئية:قبل أن تكون هناك عيون ترى،فإن عين المـياه الواسعة تكون شاهدت الزهور تذبل وفي هذا الانعكاس يستوعب العالم جماله .نفس الشيء حدث مع كلود موني منذ أن شاهد زنابق الماء صارت زنابق الماء الفرنسية أكبـر وأجمــل. إنهن يطفين في ودياننا بأوراق أكثر وبهدوء أكبر، وديعات كصور أطفال اللوتس. لقد قرأت ،لاأعرف أين،أنه كي تصيرالزهور أجمل في حدائق الشرق ولتتفتح بطريقة أسرع كانت تعامل بالكثير من العناية و الحب لدرجة أن ساقها المتينة التي كانت تعد بإطلالة زهرة فتية قوبلت بمرآة ومصباح. هكذا كان بإمكان الزهرة تأمل نفسها ليلا وكان لها أن تتمتع بجمالها بلا نهاية. قد يكون كلود موني ،الذي أضاف طوال حياته الجمال على ماكان يراه, استوعب رأفة الجمال الشاسعة تلك وذلك التشجيع الإنساني لكل مايميل للجمال. كان عنده في جيفرني* حين صار غنيا ـ في فترة متأخرة

كنت البجعة الوحيدة ...

صورة
كنت البجعة الوحيدة التي رفضت التحول إلى امرأة كاملة الأنوثة والرقص على بلاطه البلوري . رحلة زهدي الطويـلة علمتني أن أرى ماخلف شفافية البلور وماوراء سخاء العطايا.حملت وفائي لك ثقلا مضنيا كاد يغرقني أكثر من مرة وزاد تعبي لكنني ماتراجعت وماأسقطته. صقيع الكلمات التي كانت تهب من هنا وهناك كان يجمد حركتي فأضع عنقي الملتوي على صدري وأتمنى أن تذيب حرارة مشاعره القديمة كل شيء. قليلون هم من تخلو نفوسهم من الفضول وأقل منهم من يتنحون من طريق غيرهم عناية ومحبة وحرصا لأنهم خَيِّرون ليس إلا ، لهم فقط كنت أتوقف أبادل الرحمة بالتصافي وبياض الروح. لكل الفصول لحن مختلف و انبعاث فريد ،يتبدل يوما بِيَوْم،ٍ حرصت على أن أشهده وأن توثقه ذاكرتي بإتقان لأخزن الماضي بكل تفاصيله وأنت غير موجود. رمادي الغمام نام في عيوني وإن قرأ غيري فيها زرقة و أوراق الخريف إلتصقت ذابلة بأجنحتي وأبيت أن أغتسل للتطهر من خريفي الحزين. الآن فقط وأنت معي سأكون أنثـى وسأفرح حتى تطير البجعة لتبقى المرأة التي لاتمـوت؛سأرقص حافية كغجرية تلمس قدماها الأرض فينطلق صوت الحياة سرمديا متعاليا ليصافح السماء. Nassira

c'est comme du bonheur

صورة
c'est comme du bonheur quand on se voit et qu'on se parle Je poursuis tes lévres qui se touchent et se lâchent et tes yeux qui s'attendrient. Des mots désertent ton ciel et regagnent le mien et les miens s'affolent et m'echappent. Drôle d'embarras quand je tombe dans un silence brusque et que je commence à chercher un ajout ou une réponse. Heureusement je m'en sors comme avec magie et nos âmes continuent leurs swing sans effort. C'est beau de s'entendre, merveilleux de se donner des ailes!. je t'ensorcelle m 'as tu dis l'autre jour et tu fais de même je l'avoue aujourdhui. Nassira

Une petite place

صورة
J ai pour toi une petite place dans mon cœur Une petite place ou je te plante des lilas de tendresse , des jonquilles d affection et des jasmins de gratitude. J ai pour toi une petite place a la quelle j envoie des rayons de bonté pour te réchauffer et des gouttes de rosée pour te rafraichir. Une toute petite place dans l abri ou rien n ose te déranger et ou personne n a l audace de t expulser. Les petites places ne sont ni les plus immenses ni les plus vastes mais elles sont les plus sure, les plus intimes et celles qu’ on revisitent souvent. Avec le temps on devient mure et grand mais on a toujours la nostalgie de ce temps ou l on était petits et c est ainsi qu’ on se met a rechercher les petites places chastes pour chambrer ceux dont on exige rien et qui exige rien de nous car ils n ont qu’ une petite place. Nassira

Dans l’écriture comme dans l’amour

صورة
Ecrire et aimer c’est pareil. dans l’écriture comme dans l’amour on se confie, on partage, on veut être aussi nous même que nous sommes et simultanément plaire comme on est . L’autre , qu’il soit de papier ou de chair , nous est cher et précieux. L’instant qui nous unit avec lui porte le fardeau de nos souhaits, de nos attentes et nos vœux sur son dos. On cherche l’apaisement, le soulagement et l’enchantement sachant que cela n’est pas toujours accessible ni réalisable. Fantaisie et Chimère nous malmènent des fois et pourtant rien ne mérite le regret . L’idée la plus futile et le désir le plus fou font les futurs souvenirs qui ornent nos vies. L’écriture , comme l’amour , flamboient de passion, offrent des ailes et ouvrent les portails des rêves . Comme on écrit ,comme on choisit nos mots parcimonieusement , on veut bien s’exprimer et s’éloigner des confusions comme on est soigneux quand on aime et qu’on ne trouve aucun mal a dorloter cet autre qui jouit de notre affection et at

Murmures de nostalgie

صورة
Des mots d’amour pour me bercer et de tendresse pour m’accueillir, j’étais sans doute le caprice de tes matins et la geôlière de ton cœur. Je me voyais une fée lumineuse captive de tes beaux yeux et une reine majestueuse à laquelle s’étalaient tes tapis rouges. Je me demandais où se cachait le secret ? dans le cocon de ton amour ou dans la chenille de ma ? beauté  J’étais heureuse ,vois tu, comme le sont les princesses des contes de Grimm quand tout finit bien et quand triomphe la bonté. Hier, de ma tasse de café jaillit un chuchotement : ’contemple ma noirceur - m’avait elle dit- et ‘ressens mon arôme ‘ . elle était pure, forte et un petit trésor d’énergie. Je la vis en froidissant perdre sa splendeur et son attirance, sur sa face flottait notre amour jaunâtre comme une feuille d’automne. « que devrai je faire ? » me suis-je dis « pour redevenir la cavalière de tes brumes d’émotions« . Ma main vint frissonner sous la tienne pour chercher l’abri de ta paume et la chaleur de tes

إن لملم القذافي خيمته ستفرح ليبيا زنقة ــ زنقة

صورة
يستمر القذافي في إلقاء خطاباته التي تمتزج فيها الجغرافيا بالتاريخ بنظريات الكتاب الأخضر  ولاأدري كم مواطنا ليبيا و كم مواطنا عربيا وعالميا يتمنى الخلاص من الهيستيريا القذافية التي تمطر وسائل الإعلام لكن الأكيد أن العدد كبير  وكبير جدا. زعيم ليس رئيسا وممثل لشعب يتنكر لسلطته و ثائر يرفض ثورة شعبه عليه،الثوار في بلده منتمون لتنظيم القاعدة حسب قوله لكن زعيم القاعدة  رجل مسكين لم تنجح أمريكا في إلحاق الهزيمة به حسب قوله أيضا. قدر الليبيين أن يتحملوا الحالات القذافية 'زنقة ـــ زنقة ' ، 'دار ــ ـدار 'و أن يدفعوا ثمن الصمت و الصبر على حكم العقيد لما يزيد على الأربعين عاما أرواحا و عتادا و مادة. زعيم بعثر و أبناءه أموال ليبيا في أصقاع الدنيا على أهوائهم وحين فتح الشعب فاه و قال : كفى ! قالوا له: إنك يا شعب لا تفقه و لا تعي فأنت يا شعب أكثر شعوب الأرض عزة وحرية و غنى لكن ليس الذنب ذنبك هي حبوب الهلوسة و المخدرات و تنظيم القاعدة  من لعبت بعقل بضع شبابك والحل هو أن تقصف و تدمر وأن تتحول ليبيا إلى ساحة سلاح و نار و جمر. لم يدرك الزعيم و سيف إسلامه الذي أشهره في أوجه الليبيي

تعال نَدْخُلُ دنيا الضبـاب

تعال نَدْخُلُ دنيا الضبـاب ونهرب من عراء الواقـع. ألملم لـك ريشـا أبيضا وأنسق لك جناحين بطول ذراع الدالية؛تطيـر وتحملني معك لنحط على أول غيـمة في السماء،نسافر على متنها في دعة ونغزل من قطنـها حُلماً. من ليل تدلَّى تقطف لي نجمة تزين شَعري و نستسلم لهذيان القمر. تنبت للحلم بعد أن نغفو أيدي ليَلْبَسنا ويغطينا معا. إن نزلنا وكانت النجمة إنطفأت أبلل وجهك بنُتَف حلمٍ تبخر ونضحك لتُفتح باب ضباب يرتحل. Nassira

ياتلك البعيدة لاتتعذبي...

صورة
تأتي الأخبار كصفير القطار القادم من بعيد ياتلك البعيدة لاتتعذبي ، لا اللوم يجدي ولا البكاء بانت تباشير الحصاد الغلة تبن تذروه الرياح ضاعت أيام الشقاء ثمنا لشقاء بلا ثمر النضج لف القشر المجعد على النوى واللب راح خان العمر ياتلك البعيدة لاتتعذبي، صبي جراحك في المنام الليل يشحذ مديته ،حتى الصباح يعزف على نفس الوتر ضمي الورود اليابسة في حلقك المذبوح اتركي أنينك يلفظه الصدى ياتلك البعيدة لاتتعذبي Nassira

أنا امرأة ككل النساء ياعزيزي..

صورة
نعتونا بمئات الصفات ونسجوا لنا آلاف الأساطير والحكايات ،بعضها بسيط و جميل ومطرز بنهايات سعيدة لكن الكثير مليء بالشجن و الدموع وبالغ العمق و التشابك والتعقيد. نحن النساء حوريات هذا الكوكب المبحرات في قلوب من حولنا لا نسلم من الجراح مهما فعلنا،نطبع قبلاتنا على جبين الحب ونمسك بيده ويهرب منا آخذا القبلات و عطر الأيادي الملساء. مهما كبرت قوتنا وعلت ترانيم صبرنا فإن رهف القلب يغلبنا . حين لاتُسمع أنَّاتنا فإنها تخرج خفية ،تعدو ،تخترق جوف الليل وتعوي مع غمغمات رياح الحزن والوحدة. حين تُكتم دموعنا ولا تبلل وجوهنا المشرقة فإنها تستسلم لدفء الوسادات تسيل عليها رقراقة و صامتة كجداول خرساء. عزيزي، أنا امرأة ككل النساء يرتجف قلبي خوفا وتطبق علي لحظات الحيرة ،أهرب من غيري إلى نفسي وأكسر زجاج المرايا التي تطاردني بصور من أعتزلهم. في قمة قسوتي ينفجر بركان عطف وحب يحرق تمردي ويذيب كل القرارات الصخرية التي تقف في طريق ليونتي ومرونتي. أفتح أحضاني بساتين لاستقبالك كربيع عائد وأغلق دائرة شَعري بقرنفلة تنتظر أصابعك لقطفها فتنساب الخصلات على كَتِفَيْ كما تحبها غجرية . أنا إمرأة ككل النساء ياعزيزي تنت

تأثير الفن الياباني على: إدوارد ماني و كلود موني و فينسنت فان خوخ

صورة
مع بدايات النصف الثاني من القرن التاسع عشر و انفتاح اليابان أكثر على أوروبا دأب الكثير من الفنانين الأوربيين خاصة الفرنسيين و البريطانيين منهم على استكشاف الرسوم والرواشم اليابانية على الخشب وغيرها. لاقت أعمال فنانين كهوكوساي و هيروشيغه وفناني مدرسة الكايجيتسودو اهتماما وإعجابا . تقنيات إنجاز أعمالهم تميزت بأشياء مختلفة من بينها طريقة رسم الأبعاد و الحدود بينها والخطوط الرفيعة وغياب الظلال . تهافت فان خوخ على اقتناء الرسوم و الرواشم اليابانية في آنفرس البلجيكية كما في باريس خاصة وأن ثمنها كان زهيدا حوالي ال 15عشر سنتيما كما ذكر في إحدى رسائله لأخيه طيو Theo . جمع فان خوخ حوالي 400من تلك الرسوم من متجر صاموئيل بينغ الذي كان يتردد عليه بكثرة في باريس و كلها تثري اليوم متحف فان خوخ بأمستردام و قد جعل هذا الأخير رساما أصغر منه سنا كإيميل برنارد يتأثر و يعجب بتلك الأعمال أيضا. ظهر التأثير الياباني جليا في إنجاز فينسنت فان خوخ لأعمال مثل: شجرة البرقوق المزهرة و جسرتحت المطر (نقلا عن أعمال هيروشيغه ) و نجده حتى بعد أن غادر باريس وأقام في آرل ينجز لوحة المقهى الليلي و يكتب عنها لأخيه :

القط الصغير الأسود.للكاتبة الفرنسية: كوليت/ ترجمة نصيرة تختوخ

صورة
لقد عشت القليل في الدنيا حيث كنت أسودا؛أسودا كليا دون أدنى بقعة بياض على صدري أو أثر نجمة بيضاء على جبيني. لم تكن لي حتى تلك الشعيرات الثلاث أو الأربع البيضاء التي تكون عند القطط السوداء في طية الحنجرة أسفل الذقن. كنت قطا أسودا بمعنى الكلمة، مكسوا بكثافة بفرو قصير خام؛ أحمل ذيلا نحيفا هوائيا وبعيون بلون نبيذ العنب الأخضر ونظرات تبعث على الريبة. أبعد ذكرياتي تعود لمسكن التقيت فيه بقط أبيض، أتى من قاعة طويلة مظلمة. قط أبيض صغير دفعني إليه إحساس غامض فوقفت أمامه. وقفنا الأنف مقابل الأنف،قفز إلى الخلف وقفزت في نفس اللحظة إلى الخلف أيضا. لو لم أقفز ذلك اليوم ربما لعشت لحد الآن في عالم الألوان و الأصوات والأشكال الملموسة. لكني قفزت و القط الأبيض ظن أنني ظله الأسود.حاولت بلا جدوى إقناعه بأنني أيضا أملك ظلي الخاص لكنه أبى إلا أن أكون ظله و أقلد كل حركاته بلا مكافأة ولا ثناء. إذا رقص كان علي أن أرقص و إن شرب كان علي أن أشرب و إن أكل كان علي أن آكل وأن اصطاد صيده هو. لكني كنت أشرب ظل مائه وآكل ظل اللحم الذي يأكل وأنتظر انتظارا مملا في المخبإ تحت ظل العصفور. لم يكن القط الأبيض يحب عيوني

زغاريد العودة

صورة
زغردت أم يحي وحفيدها سليمان يأتيها راكضا ،لاهثا، صارخا :'لقد عادوا ، لقد عادوا..' ماكادت زغرودة الجدة تخرج صادحة من الدار حتى تشبثت بها زغرودة أم سليمان وترافقتا معا لتليهما زغاريد بدت تتظافر كأصوات في كورال تلقائي وَحَّدَه الإحساس بالفرح وأيقظ فيه لحن الوجود. خرج أهالي البلدة في فوضى لم تعترف بالأعمار و لا الأجناس ولا الوقت . الكل يريد أن يقابل العائدين، أن ينثر وردا وحبا وشوقا، الكل يريد أن يحتفل بهم و معهم وأن يحول شمس الظهيرة إلى شمس عيد تدفئ ولا تحرق ، تسطع و تشهد ولاتكشف شيئا أصغر من الفخر. كم مرة أشرقت ليُظهر نورها وجه الدمار القبيح ،كم مرة تسلقت السماء و الدموع تغسل الوجوه و أبناء من البلدة تبتلعهم الأرض ويواريهم الثرى. حتى في صباحات الشتاء كان يحدث أن تتلثم بغيمة و تحضر ، ترى ما لاتصوره العدسات، باسم الأمن و التفتيش تمتد يد محتل على جسد بنات البلدة العفيفات و تستفزهن و هن ذاهبات لمعاهدهن وأعمالهن و هن عائدات منها،توقظ انحناء ات الجسد طمع الغريب وينقلب التفتيش لغزل و تحرش ورفض وصفع . الشمس كانت في كبد السماء وأبو سالم يطلق رصاصاته في الهواء،رصاصات لاتخيف من بندقية

أريـد فستـانـاً

صورة
أريـد فستـانـاً,فستانا زهريا،غجريا بتموجات مزاجي ألبسه فيناسبني وكأن المُصمِّمَ يعرفني من زيارة سرية متخفية لأحلامي وكأن الخياط استوحى مقاساته من شكل الكُمَين وحجم الأزرار ونعومة القماش الذي سيغطي الكتفين . فستانا وحيدا لا يوضع في الواجهة ولا تشير إليه الأصابع، لايشبه الذي بجانبه ولا الذي خلفه. تمتد إليه يدي فيطاوعها و يرتمي مستلسما. أختلي به أمام المرآة فيجعلني إمرأة جميلة . أنزعه عن جسدي فيحزن و يتوق الاثنان لبعضهما. أدفع ثمنه غير آبهة برقم ينقص من رصيدي ليضاف إلى ثروة تاجر. أحمله في كيس كطائر كناري مولوع بي يعلم أن إقامته في القفص مؤقتة وأنني أبادله الحب. أدخل بيتي وأطلق سراحه ليطير إلي ، ومجدداً أمام المرآة أعشقه وأسكب عطرا تكافئ رائحته جمال الفستان وأنوثتي لنتحول ثلاثتنا إلى لقطة عمر متناغمة سعيدة . Nassira

لقاء. قصة للكاتب الأبخازي: جيورجي غوليا.ترجمة:نصيرة تختوخ

الآن عليكم أن تخبروني إن كنتم عايشتم مايلي : تحسون فجأة أنكم تصعدون إلى السماء السابعة و فجأة وفي رمشة عين تهوون على الأرض بكل ماتعنيه هذه العبارة من تواجد في الأسفل ــــ على الأرض. شيء كهذا حدث لداوْد من قرية غوپي . ماحدث بالضبط هو الآتي: كان يمشي بجانب آنطونينا بويسوفنا في إحدى شوارع موسكو العريضة. آنطونينا كانت قد أتت من كارفايفو من كوستروما إلى موسكو. كان داود يكلف نفسه عناء الإجابة على أسئلتها. 'أين توجد قريتي يا طونيا؟ ...توجد خلف قريتي جبال و حولها جبال، تلك قريتي! '. تسأله آنطونينا: 'لا شيء إلا الجبال ؟'. فيرد: 'لا، لا يا طونيا توجد كذلك صخور و ثلوج '. آنطونينا:'لا شيء آخر ؟ '. يقف داود ،يتوسط الرصيف، يحدق في آنطونينا، يغمض عينيه قليلا وكأنه يفكر بعمق فيما قد يميز قريته و بينه بين نفسه يقول :'فتاة كهذه لم أرها من قبل إنها واحدة ممن يمكن أن يقال عنهن ' إمرأة تشبه الملاك '. تسأله آنطونينا :'لماذا توقفت ؟ '. تضحك هي التي يُصَغَّر اسمها و تنادى طونيا و ينعكس ضوء الكهرباء على كتفيها . شعرها من ذهب ووجهها من حليب و دم

كولفي و الولد. من كتاب 'كتاب الراعـي'لِ جوآن ديفيس ترجمة: نصيرة تختوخ

  أعلن كولفي أنه سيقوم بعرض وأتى الناس من مناطق شتى ليشاهدوا الرجل القصير بعمامته البيضاء وشاربه الكثيف الأسود وهو يقوم بعرضه. عندما أتوا كان كولفي جالسا القرفصاء على أعلى ربوة وأمامه سلة بها ثعبان. سأل الجميع بأن يدعوا من أجله ليحفظه الله و يهدأ الثعبان ثم أغمض عينيه وملأ بطنه بالهواء . ماهو إلا وقت قصير حتى خرجت النغمات ناعمة ساحرة من مزماره. كان الوقت يمضي ولا شيء يحدث ؛ هل بإمكان كولفي الكبير إخراج الثعبان من السلة؟ بدأ الناس ينزعجون ويتحركون فقد دفعوا الكثير ليروا مهارة كولفي وهم يتوقعون عرضا مبهجا. تماما في اللحظة التي بدأ صبرهم فيها ينفذ طار غطاء السلة وظهر رأس الثعبان ،كان مخلوقا أصفر عليه بقع لها شكل الماس ،تحرك يمنة ويسرة وبدا وكأن الموسيقى تشده وتثبته. آهات الإعجاب ارتفعت وتساءل الناس كيف بإمكان كولفي أن يقوم بذلك؟ وأي رجل هو؟ عندما استقام الثعبان كاملا ورقص في الهواء انحنى كولفي إلى الأمام .كانت الجموع متأثرة، مرتبكة تتساءل عما يريد الرجل القيام به. هناك مد كولفي عنقه واقترب رغم الخطر أكثر من الثعبان وقَبَّله. تجاوز هذا توقعات وتطلعات الجمهور الحاضر الذي أصابه

حبة بحجم بيضة دجاجة. قصة للعملاق الروسي تولستوي. ترجمة نصيرة تختوخ

ذات مرة وجد الأطفال ،في قناة حفرها المطر، شيئا بحجم بيضة دجاجة ينتصفه خط ويشبه حبة قمح. رآه شخص مسافر كان مارا بالمكان فاشتراه منهم ببضع كوبيكات* . حين وصل للمدينة باعه للقيصر على أنه شيء نادر. جمع القيصر الحكماء و كلفهم بمهمة البحث في طبيعة الشيء : هل هو بيضة أم نوع من الحبوب؟ فكر الحكماء مليا و ظلوا يتمعنون في الشيء دون جدوى. كان الشيء محطوطا على حافة النافذة ، طارت دجاجة للداخل وبدأت تنقر الحبة بإلحاح إلى أن أحدثت بها ثقبا و هناك أيقنواأنها حبة وقابلوا القيصر قائلين :'إنها حبة شيلم '. تعجب القيصر و كلفهم بمهمة البحث عن متى وأين كانت تزرع مثل هذه الحبوب. ظل الحكماء يفكرون مليا و يقلبون في صفحات الكتب لكنهم لم يجدوا شيئا. حين عادوا لمقابلة القيصر قالوا :'لم نجد الإجابة في كتبنا ، لم يكتب على هذا النوع من الحبوب شيء ؛ علينا أن نسأل الفلاحين أو العجائز منهم إن كانوا سمعوا عن تريخ ومكان زراعة مثل هذه الحبوب '. أرسل القيصر رسلا في مهمة إحضار فلاح طاعن في السن ليسأله, ونجحوا في ذلك . أحضروا له رجلا شاحبا بدون أسنان يمشي متكئا على عصايين . حاول القيصر أن يريه ا

إمرأة لم تكشر عن أنيابها .قصة للعملاق الروسي أنطون تشيخوف. ترجمة نصيرة تختوخ

  في الأيام الأخيرة دعوت مربية أبنائي ،جوليا فاسيلييفنا،لغرفة مكتبي لأصرف لها راتبها. ـ قلت لها: تفضلي بالجلوس جوليا فاسيلييفنا ! أريد أن أحسب راتبك معك . قد تحتاجين بعض المال لكنك خجولة لدرجة أنك قد لا تطلبين ذلك أبدا...لكن هيا ..لقد اتفقنا أن أعطيك ثلاثين روبل كل شهر. ـ أربعين ـ لا، ثلاثين لقد دونت ذلك في كُتَيِّبي لقد كنت أدفع للمربيات دوما ثلاثين روبل ..هيا..أنت عندنا منذ شهرين ـ شهران و خمسة أيام ... ـ لا، بهذا اليوم شهرين. لقد دونت ذلك في كتيبي. في المجموع علي لك ستون روبل نقتطع منها تسعة آحاد..في تلك الأيام لم تنشغلي ب 'كوليا' و كنت تخرجين ..و كذلك ثلاثة أيام أعياد.. بدأت جوليا فاسيلييفنا تنفعل وتمسك بأصابعها على طرف ثوبها و كأنها تنزع عنه شوائبا لكنها لم تقل و لو كلمة واحدة.. ـ ثلاثة أيام أعياد ..ستكون اقتطاعا لاثني عشر روبل ..'كوليا' مرض أربعة أيام ، لم يتلق فيها دروسا ..في تلك الأيام كان عليك العناية ب 'ڤاريا 'فقط وأنت بدورك عانيت ثلاثة أيام من ألم الضرس، ومنحتك زوجتي إعفاء ا فيها من العمل بعد الظهيرة...إثنا عشر و سبعة هذا يعني تسعة عشر روبلا

كاثوليكي و مسلم .پاولو كويلهو/ ترجمة نصيرة تختوخ

على مائدة الغذاء كا ن من ضمن المتواجدين معي قس كاثوليكي و شاب مسلم. تقدم النادل و قام كل واحد بتناول مايريد ماعدا المسلم ، كان صائما حسب مايمليه عليه دينه. حين انتهى الغذاء و انصرف الناس لم يستطع أحد المدعوين أن يمنع نفسه من إبداء ملاحظته قال؛'أترون كم هم هؤلاء المسلمون متعصبون ! لحسن الحظ أنكم مختلفون '. رد القس الكاثوليكي :'لسنا مختلفين كثيرا، كلانا يحاول التقرب إلى الله لكننا نتبع تعاليم أخرى فقط '. وختم :'مؤسف أن يرى الناس الاختلافات فقط، الاختلافات التي تفرقهم . لو حاولوا النظر بحب أكبر كانوا سيرون أوجه التشابه ؛ نصف مشاكل العالم كانت ستحل بذلك ". من كتاب كالنهر الجاري

حكاية قلم الرصاص باولو كويلهو - ترجمة نصيرة تختوخ

صورة
  كان الولد الصغير ينظر إلى جدته و هي تكتب رسالة. في لحظة معينة سألها : 'جدتي هل تكتبين حكاية عنا نحن الاثنين ؟أو ربما تكتبين حكاية عني أنا فقط؟' توقفت الجدة عن الكتابة وردت :'أنا فعلا أكتب عنك ، لكن الأهم مما أكتب قلم الرصاص الذي أكتب به. أتمنى أن تصير مثل قلم الرصاص حين تكبر.' تأمل الولد قلم الرصاص جيدا لكنه لم يكتشف فيه شيئا خارقا . قال:'لكنه قلم عادي ، لاشيء استثنائي ' أجابت:'هذا يتوقف على نظرتك له ، قلم الرصاص يمتلك خمس خصائص مميزة إن استوعبتها جيدا ستعيش بسلام مع العالم من حولك : أولا : ستنجز ربما أعمالا هائلة لكن عليك أن لاتنسى أبدا أن هناك يدا تُسَيرك ، تلك اليد نسميها الله وسيظل الله يسيرك بإرادته. ثانيا: من حين لآخر علي أن أتوقف من الكتابة، لأنجر رأس القلم. ذلك يسبب للقلم بعض الألم لكنه يجعله أكثر حدة. مثله عليك أن تتحمل بعض الألم لأنه يجعل منك إنسانا أفضل. ثالثا: حين تكتب بقلم الرصاص بإمكانك أن تمحو أخطاءك دائما ؛ العبرة من هذا أن إصلاح أخطائنا ليس سيئا بل مهما لنستمر في الحياة بشكل صحيح. رابعا: الأهم في قلم الرصاص ليس الخشب ولا منظره ا

أيها الفتى الأندلسي..

صورة
لست فتى أندلسيا ،أعلم ،لكنك تشبه ذاك الفتى الأندلسي الذي عبر البحر ومضى يجوب بلدانا وصحارى باحثا عن غده . كلما اقتَرَبْتَ مني رأيت في عينيك البريق ذاته وبدت لي طفولتك مرفرفة كفراشة في حدائق إشبيلية؛ حنينك يلف روحك كطيف شفاف وتأبى أن تجعل منه وثاقا يقاوم الترحال ، لكن معي أراك تحط الأمتعة وتستأنس لِلْقاء وأتساءل :أيَرَاني غجرية تأخذه إلى رُبى برائحة زهر البرتقال و خضرة الزيتون؟؟.. أم يجد فيَ أنوثة أثمرت كنخلة غير آبهة بفراغ الصحراء؟ أبحث عن أجوبة خلف كلماتك وسكونك ولايوقفني إلا يقيني بنفسي وعودتي إليها . أيًّا أكن ليس قلبي كنزا بل صندوقا فارغا وإن فتحته بمشيئتي أو خلسة لن تجد ما يدعو للمجازفة؛ امتدت أيادي الأيام قبلك وسلبت ونهبت تماما كما فعلت بك واستبدلت أندلسك بحقائب السفر . أشاء أن آخذك لأحضان المتوسط مع تشكيلة وجبات غنية وأصوات منبعثة من مرتفعات تراقب التاريخ لكن الوقت يعيدنا إلى المكان و الواقع ,فأضع بين شفاهي ابتسامة لتبحر إلى شفاهك وآمل حين نفترق أن لَيْلَكَ سيمر دون عويل رياح الوحدة الموحشة . آمل أن تزورك نسائم الخزامى البنفسجية التي سألتني من أين أتت لتسكن راحتيّ فلم أجبك

شجرة السرو أعادتني إليك

صورة
  لا تسأليني عن الرحيل أنا ماأدمنته إلاَّ هربا من حزن عينيك. قبرت في ذاكرتي كل الصور وما علقت على الجدران شيئا منك و مني. كنت وحدي أقابل وجه الصباح ، وحدي أصافح كف الخريف ، وحدي أمشط رصيف الليل الطويل . صمت وسكنت مثلك حين تنصتين وحين لاتجرؤين. نضب نهر الفرح الجاري وكان للقعر النصيب في تجميع ركام الأيام القاسية والانتباه طمرته كي لاأخاف. شجرة السرو التي ناداتني لملاقاة السماء أعادتني إليك. يدي على غصنها ذكرتني بيديك حين يستبد الشتاء؛ وقفت أرنو للسماء و شجرة السرو بجانبي. السماء تعرفها كما تعرفني والأيام كما تمر عليها تمر علي هي لا تنحني و لا تشتكي ،هي مثلك. هي تشبهك ! في ذاك المكان عادت كل الصور ، ذرفت عيني دموع الفراق الحبيسة . كنت معي، لم يُجْدِ التنكر . كنت معي ، لم أتحول كما ظننت. 'يا شجرة السرو ، بعض الماضي لا يموت ! ' قلتها لتشهد السماء و ارتفعت طيور . إليك أعود، إلى نفسي ، إلى شملنا , هناك أرواح تتآلف ويسيجها الأمان حين لا تفترق. Nassira

أغاني الحوريات

عندما تبدأ الحوريات بالغناء تلبس السماء ثوب السهرة الداكن و تنثر عليه ملايين النجمات. تقف ليلى وسط طريق البوح ، تتلعثم أمام أوليس الشرق تمتلئ عيناها دموعا و تتقد نظرات النسر في عينيه. من أجلها تسكع و تاه وسأل الناس ،غامر بشرب الإكسير و هو لايعرف إن كان حقا يمد العمر و لا يقتل. ليلى تحمل في اسمها كل الأسرار، كل الأيام التي ضاعت و شعاع الروح الذي يسطع حين تزحف سموم الهجر. ليلى ، يضع يديه على خديها و لو صرخ لخرجت من صوته حمم تُحْرِقُه و تحرقها و يجن الغد. في الحب عذابات الدنيا و في السعي إليه مغامرة قد تجر أذيال الخيبة أو سعفات النصر. دموع ليلى تجري ، تنزل على أصابعه تتسلل إلى راحتيه ، تتفرق على معصميه و تتقدم الجميلة في طريق البوح خطوة . تقول أمام وجهه المتعب :أحبك ثم أحبك جدا و ترفع السماء وشاحها قليلا ليطل القمر الساهر . في ضوءه تذوب قبلة أُجِّلَ مولدها منذ زمان ، تعيش القبلة لحظات هي كل العمر، تغتسل برحيق الحب و ترحل كأول حورية تتم الغناء. Nassira  

عُدْ لنا بالشمس

  خذ هذه الزهرة الفواحة و ارمها في مخدع الشمس لاتأت إلا و الشمس خلفك إن لاقيت ظبية في الطريق خذها معك وإن صادفت الفردوس خلف خرير الوادي لا تنس المهمة كانت لنا الأيام و كنا نشتكي من صياح الديك ،من حديث الجار،من حبة رمل ترميها الريا ح لم نعلم الغيب خذ بلسما خذ منديلا خذ تذكارا إن صادفت قبرة اتركها تقرأ لك تراتيل الربيع وغن إن شئت قبل أن تودعها كل الرهان عليك كل الآمال معلقة على أعلى سنديانة في البلد ترقبك الصلوات سحب في السماء ستتبعك التاريخ سنعلمه النشيد سنبكي و نضحك ونحيا لن نموت ونحن ننتظر. Nassira

مشوار صاحب الناي

مشوار صاحب الناي--قصة قصيرة بقلم نصيرة تختوخ عندما تعب صاحب الناي من التجوال في ربى القرية قصد بيدرا فارغا إلا من أكوام تبن بنيت بعناية وإتقان كصومعة عتيدة منتصبة على الأرض. تمدد ووضع قبعته على وجهه و نام كحارس نهاري لمكان مقدس لا باب له و لا مدخل. إستيقظ على وخز في ساقه و لفحة هواء بارد تضرب وجهه و هو يسقط القبعة. خاطبه الواقف أمامه:' من أنت؟ وماذا تفعل هنا في هذا الوقت؟ ' فرد مرهقا ،مبتسما ... : 'أنا عابر سبيل ، لاأعرف شيئا عن الوقت الآن لكني كنت متعبا جدا فغفوت هنا '. انتبه المزارع للناي على الأرض و لملامح صاحبه ، كانت فيها براءة عجيبة تشي بإنسانية لم تعلق بها الشوائب وزا دتها الابتسامة طيبة. بعض الابتسامات تهزم كل الفضول و الحذر و تنجح في استصدار المعاملة الحسنة من أكثر النفوس ريبة، تقرب المسافات وتمهد بشفافيتها الطريق للتواصل. قال المزارع : 'إذا لم تكن زائرا لبيت قريب من هنا فمرحبا بك ضيفا عندي هذا المساء ولك أن تقضي الليلة في بيتي إن شئت '. و ترافق الاثنان إلى البيت الذي لم يكن يبعد عن البيدر إلا بأمتار . أخبر المزارع زوجته بمقدم الضيف و سمعته من ا