المشاركات

عرض المشاركات من 2015

القصيدة التي لا تنتهي وحرية الشاعر--

صورة
القصيدة التي لا تنتهي وحرية الشاعر مجلة الجديد    نصيرة تختوخ  [نُشر في 01/12/2015، العدد: 11، ص(139)] تخطيط: حسين جمعان نبحث  عن قِطَعِنَا في الحياة وربما لا نكتمل إلاّ قليلاً. يفعل الشاعر هذا بكثافة متعكزّا على اللّغة؛ مهتديا ببصيرته الملقحّة بإحساسه؛ يذهب إلى داخله ليخرج به ويمسك الحبّات الرملية للزمن من أجل المواقيت الأخرى التي تمشي إلى ما بعد قضبان الواقع ملتمسا الواقعية. لكي يجد لا بدّ أن يرى لكي يرى لا بدّ أن يتجاوز القضبان، لكي يكون يريد يده الداخلية ويد الآخر وجهه الذي يلتقط به الإشارات صوتا وصورة ورائحة ووجه الآخر المستعدّ أن يخاطب ويرسل ويتلقى. حريته ليست من زاد الرحلة بل من مقوماتها، عندما نتساءل عن وظيفة الشعر أو نطالب بها قد يبدو وكأنّنا نريد تكليف الشاعر فيكون أوّل ما نفعله بذلك أنّنا نتعرضّ لحريته التي رأيناها أساسية. لكن ألسنا نريده أن يكون رُؤْيويا يسبقنا إلى الماضي والمستقبل؛ يقول عنّا، يجد لنا، لنفهم وننعكس، نتبرّك بالقصائد ونعطيها بعضا من خيوط القلب لتشدّها للواقع أو تحركّه ليطير ويسبح في فضاء لونيّ جديد وفسيح؟ يشبه فكتور هيجو في قصيدته “وظيف

إيذاء الذات والآخر: انتحاريون عرب في أوروبا

صورة
العربيّ هو الدمية التي تتلاعب بها المصالح الكبرى للدول الكبرى وتضحّي به لينتشر أشلاءً في كلّ بقعة من العالم. نشر في جريدةالعرب  نصيرة تختوخ  [نُشر في 29/11/2015، العدد: 10112، ص(11)] إلحاق الأذى بالجسد للتخفيف عن النفس أوالوصول إلى يوفوريا/نشوة عابرة، اضطراب نفسيّ معروف يبدأ عند كثيرين في مرحلة المراهقة وقد يستمر معهم إلى مرحلة طويلة ويتحوّل إلى إدمان يحتاج متابعة من الأخصائيين وعلاجاً. فعدم القدرة على استيعاب الضغط النفسي وترتيب الأحداث، وإخراج العنف المتكدّس بالداخل وإعلانه على الجسد للشعور بالراحة والاستقرار، ولو لفترة قصيرة، وتفضيل الألم الجسديّ على الألم النفسي كلها مسائل تحيلنا إلى المشهد الغائم بالنسبة إلى البعض عن الطبيعة النفسية لهؤلاء الذين يفجرّون اليوم أنفسهم، وقُدرة الآخر على تعبئتهم من أجل القيام بذلك. من سيبحث في سِيَرِ الذاهبين إلى حتفهم طوعا سيجد ظروف طفولة سيئة أو عدم قدرة على انخراط مُنْتِج في المجتمع أو سلسلة إخفاقات تبدأ بعدم القدرة على الحصول على شهادات تؤهّلهم لشغل مناصب مُرْضية تُيَسِّر لهم الدوران في فلك المجتمع والانتماء  إليه. إنّ حاجة الإنسان إل

رسائل صداقة 1: إلى صديقتي العزيزة هدى،---

صورة
إلى  صديقتي  العزيزة  هدى، أتمنى أن تكوني بخير وأن لا تكون الثلوج المتراكمة في كندا مع سواد الأحداث التي تدور حول العربي قد أوصلت الكآبة إلى أبواب قلبك. فلازلنا نحبّ ياهدى، لازلنا نحبّ! إن فرقتنا المشاغل أو الدروب وأبعدتنا عن الإنسان كما عرفناه بصدق ونقاء فإنّنا نحفظ الودّ كوردة لاتذبل، نتذكره ونجدها تصحو تُحَيِّينا وتذكرنا بالجمال في النفوس وبأننا عندما نتبادل الطيبة مُختارين لا مجبرين تبقى آثارها معنا ومُختارين مجددا ننتصر لها لتستمر . إنك الصديقة ولو خلف ألف بلد ولو خلف شهور وحتى سنوات من الغياب. كلامنا القليل الذي أطعمناه المحبة والصدق وابتساماتنا وتقاسمنا فيه مخاوفنا ولحظات انكسارنا نسج من الحزن والشجاعة والمواساة والفرح الجسور بين قلوبنا فما لنا بالمسافة إن كان الطريق بيننا ناعمًا مفتوحا وإن كنّا في المحبة من الناجحين. آخر ماكتبت لك كان ربما سطرين أو ثلاثة في العام الجديد لكنني اليوم بمناسبة إنسانيتنا المستديمة أُعاود مفاجأة بريدك وأُمطرك بالأماني المتعاونة إلى حدود آذار ونيسان والشمس المصيفة بعيدا الآن، العائدة إلينا موقظة حفلات الأزهار واستعراض فساتينها الذي لا يُمَلّ. هدى أتم

باريس، باريس نُحِبُّك

صورة
باريس عمرها أزيد من عشرة قرون وتتحمل بضواحيها مايزيد عن عشرة ملايين من البشر بهذا فقد عَبَرت إلى المستقبل المتجه نحو اﻷبدية وبهذا هي محصنة ضد الانحناء. العراقة ومركزها في التاريخ الحديث يغنيانها عن ردات فعل غبية كثيرة قرأناها أو سمعناها اليوم .الشر الذي طالها أمس ليس أول شر .إستثمار السياسة واﻹعلام له ليسا جديدين أيضا، الجديد الوحيد هو اﻹقرار بأن صناعة العدو انتهت وأنه جاهز و له جسم يمكن مهاجمته في بلاد العرب قبل غيرها. العمليات ضده كانت بدأت واستمرارها مشرع بالسياسة شفاهيا وبالسلاح عمليا للعربي اليوم أن يدافع عن مستقبله وأن يقاوم الوحوش التي تتشكل وأن يدرك حجم الورطة التي وقع فيها. له أن يرى ويستفسر ويفكر بعد أن ثبت أن الذهاب ولو بحماس بدون رؤية قد يوصل إلى الهاوية.. بعض اﻷشخاص تبنوا عبارة "أصلي من أجل باريس " فكان موقفهم هوليووديا وناسب عاطفة غوغائية تعودنا عليها وليس ينفع معها إلا أن نقول معكم باريس " Amène  ". آخرون  يتساءلون لماذا فرنسا؟ ولماذا باريس؟ يربطون الأحداث مع المواقف الحديثة إلى الحديثة جدا للسياسة الفرنسية وينسون نتائج السلوك الكولونيا

ماذا عن الشاعر؟ ألان بوسكيه-ترجمتي

صورة
قولوا, فيمَ ينفع الشاعر؟ ـــ يستبدل الكلاب بالأحصنة الخرافية ذات القرن  — — —  قولوا ، أليست لديه مواهب أخرى؟ ـــيُحْضِرُ الحلم لمن لايجرؤون على الحلم. — — —  قولوا، هل ترون هذا مجديا؟ — — —  ـ عندما يريد, يقنع المُذَنّبات بالتوقف قليلا عندكم. — — —  هذا الشخص يخِلّ بالنظام إذن. ـــ ليس أكثر من طيران خنافس ليس أكثر من قليل من الثلج على الكتف. — — —  قولوا، ينفع لملجإ الموشكين على الموت. ـــ سيحوله لقصر من البلور بألف موسيقى — — —  ليُقْتَدْ إذن إلى حفرة قبر هذا الشاعر. ــ عندَئِذٍ،سيستمر ديسمبر حتى نهاية يونيو. —  ألان بوسكيه--Alain Bosquet *ترجمتي__Nassira

شذرات لباول تسيلان أو بعض نثر من ضوءه المقابل--ترجمتي

*لا تغالط نفسك: هذا المصباح الأخير لا يعطى ضوءًا أكثر ـــ الظلام من حوله تعمق في نفسه أكثر. *كان الفصل ربيعا وطارت الأشجار نحو العصافير. *أربعة فصول ولا خامس ، لنستطيع اختيار واحد. *إدفن الزهرة وضع الإنسان على القبر. *قفزت الساعة الزمنية من الساعة، وقفت أمامها وأمرتها بأن تمشي بالشكل الصحيح. *كان يُدرِّس  قوانين الجاذبية ويقدم البرهان تلو الآخر لكنه لم يجد أُذنا تصغي. عندما رمى نفسه وبقي يدرس القوانين مترنحا في الهواء ــ قبلوها منه، مع ذلك لم يتعجب أيٌّ منهم عندما لم يعد من  الهواء . *عندما فُكّ المحكوم عليه بالإعدام من حبل المشنقة كانت عيناه لم تُكسرا بعد. بسرعة أغلقهما الجلاّد لكن المتفرجين لاحظوا ذلك وغضّوا بصرهم خجلا. لحظتها اعتبرت المشنقة  نفسها شجرة ولأن لا أحد كان فاتحا عينيه، لم يكن من الممكن التأكد إن كانت فعلاً لم تكن كذلك. ترجمتي--Nassira

ترجمتي لقصيدة ' عُدَّ اللّوز' لباول تسيلان--Zähle die Mandeln

عُدَّ اللّوز عدّ ماكان مُرًّا ومنعك من النوم عدّني معه بحثتُ عن عينك، حين فتحتها ولم ينظر إليك أحد غَزَلْتُ الخيط السماويّ حيث الندى ، الذي ظَنَنْتَهُ انزلق إلى أسفل الجرار، يحرس قولاً وجد قلبًا   ليس لأحد. هناك فقط   دخلتَ كاملا في الإسم الذي يخصّك، مشيتَ بقدم واثقة نحو نفسك، تأرجحتِ المطارق حرّةً ،في الأبراج ذات الأجراس، في صمتك، إندفع المسموع من أجله إليك، وضع الميت ذراعه أيضا حولك،   وذهبتم ثلاثتكم عبر المساء. إجعلني مُرًّا عُدّني مع اللّوز ترجمتي __Nassira ****************************

ترجمتي لقصيدة ' سيكون ' لباول تسيلان

صورة
سيكون سيكون هناك لاحقا شيء يملأ نفسه بك ويصعد إلى فمٍ. من أجزاء الوهم  المكسورة أقف  وأنظر إلى يدي، كيف تجذب  تلك الدائرة   الفريدة  الوحيدة. ****ترجمتي كتب تسيلان لناشره عام 1960:" الأيادي الحقيقية فقط تكتب القصائد الحقيقية، إنّي لاأرى فرقا مبدئيا بين المصافحة باليد والقصيدة ".

قوّة الخطاب وألق الموهبة في ' وحوش بلا وطن '

صورة
إفريقيا الأمومة و الطبيعة والإنسان تُوجِعُ عميقًا في فيلم " وحوش بلا وطن"   المقتبس عن رواية الكاتب إزودينما إيوايلا ذي الأصول النيجيرية التي تحمل نفس العنوان. يدخلها المُشاهد بسعادة مع بدايات العمل السينمائي ليجد نفسه سريعا في إحدى قضاياها الأكثر إيلامًا. تنتشل فوضى الحرب الأهلية الطفل أغو من طمأنينة الحياة الأسرية لتقذفه إلى كتيبة المتمردين فيصير ,مُرغما, مجندا يعايش العنف والقلق ويضطر لممارسة القتل بلا رحمة ولا تردد .  إمتحانات مؤثّرة عديدة يجتازها ليفقد رهفه الطفوليّ ويثبت ولاءه للقائد ؛الذي يتقن دوره النجم إدريس إلبا؛ إنّه يتدرب ويهتف ويتجاوب مع الأوامر، يتحمّل كما يتحمّل رفاقه الصغار، ينام في الغابات ويصحو فيها وحين يضطر للتنقل إلى أماكن أكثر تمدنا فللقتال والقتل. الطفل الغانيّ أبراهام أطاه في دور أغو  يثبت أنه جدير بالدور الصعب كما يشهد على ذلك حصوله على جائزة مارتشيلو ماستروياني في مهرجان البندقية لهذا العام. بذوبانه في الشخصية التي تقمصها يقنع المُشَاهد بالمراحل القاسية التي تصنع الجنديّ الصغير الذي لايفهم مالذي يحصل ولماذا لكنه مدفوعا بغريزة البقاء يُحاول أن

ترجمتي لقصيدة " بلور " لباول تسيلان

صورة
ليس على شفتيّ تبحث عن فم, ليس أمام البوابة عن الغريب, ليس في العين عن الدمعة. سبع ليال صعودا يقترب الأحمر حتى الأحمر, سبعة قلوب أعمق تدق اليد على البوابة, سبع وردات لاحقا  يهمس النبع. ترجمتي --Nassira °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° -Paul Celan - Kristall--

بورتريهات العصر الذهبي شهادات فنية أطول عمرا من السيلفي ــ نصيرة تختوخ

صورة
من المعروف  أن عددا من الفنانين رسموا بورتريهاتهم بأنفسهم. لماذا فعلوا؟ سؤال يتبادر إلى الذهن ومعه تأويلات قد تقترب أو تبتعد عن الحقيقة. في متحف ماوريتس هاوس بلاهاي يجد الزائر بعض الإجابات من خلال المعرض الذي يقدم مجموعة مهمة من البورتريهات لرسامي هولندا المنتمين للقرن السابع عشر والذي يُصطلح على تسميته بالقرن الذهبي في هولندا ,نظرا للازدهار والغنى والتقدم الذي عرفه البلد  آنذاك. أوّل ما يتم الوقوف عليه هو صعوبة إنجاز البورتريه الذاتي في تلك الفترة نظرا لضرورة الاستعانة بالمرآة أثناء الاشتغال الذي يتطلب أيضا حمل الريشة و لوحة الألوان. الفنانون اجتهدوا في أن يظهروا بأشكال لاتوحي باستعانتهم بالمرايا وحاولوا تقديم أنفسهم بالصورة التي تناسب رؤاهم من جهة ومستواهم الفني من جهة أخرى. عندما نشاهد بورتريه رمبرانت الذي رسمه في عامه الأخير فإنّنا نرى المعلم وآثار السنين على شكله لكنه يقنعنا بنظرته غير الآبهة بالزمن و بظروفه القاسية في اللوحة ، قبعته التي توحي بطابع شرقي والملابس التي لايبالغ في تجميلها ,والتي تبدو وكأنها تناسب قرنا مضى, تخرجانه من سطوة وقته إلى خياره ولمسته ونظرته الفنية الخا

الأمل الفلسطيني العجيب في أزرق سوزان أبو الهوى-نصيرة تختوخ

صورة
غزة قفص يجاور البحر تتذكره الإنسانية عندما تزوره نيران وآلات الحرب وكثيرا ما يُنسى، سوزان أبو الهوى تدخله روائية، تتحرك مع الزمن وتسبح مع الجن لتشهد على الإنسان الذي يولد ليحيا فيجد الباب بينه وبين العالم الآخر مفتوحا بينما تنغلق أبواب أخرى كثيرة أمامه . توظف الكاتبة مظاهر الثقافة السائدة في غزة، تأخذ من التاريخ و تستشهد بأحداث واقعية أليمة وتنجح كروائية في إيجاد الوصفة التي توازن بين الواقع و الخيال فلا توقع الرواية في التقريرية كما تنأى بها عن ورطة الموقف الذي قد يجعل القارئ يلمس تحاملا ما قد لا يرغب فيه . تبدأ الحكاية من قرية بيت دراس التي كانت تقع في القرن الثالث عشر في الطريق بين القاهرة ودمشق ، تمر بها القوافل التجارية الذاهبة لشمال إفريقيا وآسيا وجنوب شرق أوروبا .هناك حيث النهر الرقراق، الذي تجلس قربه مريم وصديقها خالد، يعرف الطريق إلى البحر الأبيض المتوسط تكبر الأخت الكبرى نظمية وأخوها ممدوح مع غرابات والدتهم، تبدو الحياة متصلة بماضيها المتوسطي إلى أن يقطع الهاجانا هدوء الليل ويلطخوه بالدم. نظمية الراكضة ضد التيار لنجدة أختها مريم لاتصرخ بعد أن تُغتصب عدة مرات فيهتدي ال

الموهبة الصغيرة و شهية النشر

صورة
يبتسم أحد زملائي دائما وهو يستشهد بمقولةٍ لوالده مفادها أن الموهبة الصغيرة عليها أن تقسو على نفسها وتثابر كثيرًا. الإبتسامة حسب تخميني ليست نابعة فقط من إستحضار الرجل لوالده وقفز الذكريات إلى المخيّلة بل من اللؤم والمرارة الموجودين في الحقيقة واللّذان يحولناها في بعض الأحيان إلى نوع من الفكاهة السوداء . المقولة صائبة ولاأشكّ في وجود حكم وأمثلة عربية وأجنبية تقترب منها لكن الإستثنائي والجميل فيها تزويج الموهبة بالحجم؛ فهي بوجودها باعثة على الأمل وبحجمها غير كافية وتتطلب أكثر لتكون مرضية . لن أدخل في البيداغوجيا وتطوير المهارات أو حتى عمل الدماغ سأمكث في الكتابة لأستمتع بفكرة أن مواهب صغيرة كثيرة في هذه اللحظة تؤلف " نصًّا " . العاطفة مدرارة والعقل لايحتاج لتشغيل عضلاته والتعرق و الكاتب لديه أصدقاء وقد سبق له النشر إلكترونيا و على الورق. لقد تم الإعتراف به بشكل ما، أكثر من ذلك هناك كاتب آخر كتب عنه. يمكن أن يبخل على نفسه لكن الحقيقة كما يراها أنّه كاتب أو شاعر وهذه الصفة الثانية تحديدا عزيزة ومعبرة وتقدّمه إلى زمالة أرتور رامبو وسيلفيا بلاث ونيرودا ولوركا؛ تتجاوز به الح

التميز والتساؤل مع' أنا وإيرل والفتاة التي سوف تموت '

صورة
" أنا وإيرل والفتاة التي  سوف تموت " كانت الرواية الأمريكية التي ألّفها جيسي أندروس وعرفت طريقها للقراء عام 2013 وأصبحت بجهد وموهبة المخرج ألفونس غوميز ريخون والطاقم المتعاون معه فيلما بديعا أخذ من الرواية أحداثها الأهم وأعطاها بإبداع الصور والحوارات وأداء الممثلين حياة وأبعادًا أكثر. ريتشل المصابة باللوكيميا تحتاج  لمن يواسيها ويسلِّيها و ليست هي من يطلب ذلك بل والدة غريغ (كوني بريتون)  التي  تدفع إبنها  كصديق طفولة سابق ليفعل فيشاركها الأب الغريب الأطوار (نيك أوفرمان ) في الإلحاح والدفع في نفس الاتجاه. غريغ (طوماس مان) يلبي رغبة والديه ويجد نفسه شيئًا فشيئًا يتعود و ينسجم مع ريتشل(أوليفيا كوك). يتعرف على وساداتها الكثيرة وتفاصيل غرفتها الزاهية التي ينتبه لها فيتحدث عنها وأخرى نكتشف معه دورها في آخر المَشَاهد. إنّه يستخدم فكاهته الفريدة ويجعل صديقته المريضة تضحك ويقرب المتفرج من سمات الصداقة الأدقّ. يهمل دراسته ولايهملها ويعرِّفُها بصديقه إيرل (رونالد كايلر  II ) لتكتشف فيما بعد الهواية التي تجمع خيال الاثنين وترافق يومياتهما منذ سنوات. ينكشف من خلال طباع الثلاثة أن

قطيع ذئاب في مانهاتن

صورة
الفضول مع بعض الجرأة دفعا المخرجة "كريستال موسيل " للتّعرف على أبناء " أنغولو " حين رأتهم يعبرون أحد شوارع نيويورك بنظارات سوداء وأزياء متشابهة و شعور طويلة. التعارف أفضى إلى صداقة جميلة ومشروع وثائقي يكون شغف الإخوة بالسينما ومحاولتهم الولوج إلى ميدانها موضوعه. فكرة حادت عنها المخرجة بعد أن استمرت الصداقة بضع أشهر وقادتها عبارة "أنت أوّل صديقة لنا " لحقائق أخرى. " موكوندا "، "نارايانا "، " غوفيندا"،" باغافان "، جاغاديش " ، " كريشنا " وأختهم " فيشنو " بأسمائهم الإلهية وأعمارهم التي كانت تتراوح في فترة تعارفهم مع كريستال بين الثامنة عشر والحادية عشر قضوا طفولتهم معزولين عن العالم الخارجي، مقتربين منه فقط من خلال الأعمال السينمائية. في الشقة التي لا يغادرونها إلاّ مرّات معدودة ، قد تصل في حدها الأقصى لتسع مرات في العام الواحد، تتلمذوا على يد والدتهم ، تفرجوا على كم هائل من الأفلام، نموا ونمت معهم قدراتهم على التخيل و الإبداع. يكتبون سيناريوهاتهم ويصنعون مايلزمهم من ديكور  وأدوات  ويم

عن العصافير

صورة
أعرف عن العصافير كل شيء حتّى تحسم أمرها وتفضّل الجنوب. في طريقها إليه وبعد أن تصل يتغير مابيننا. تستعيد سِيَرَها هناك وأكون أتساءل عن عاداتي الحميمة قبل أن يضمني إليه الشّتاء. أحاول أن آنس بأدائها القديم وسلوكها في الذاكرة لأستمّر ولايحاول البرد مع الظلام إلا التربص. لانتشال ألوان البحر منّي وقد جمعتها صيفًا كاملاً يتجرآن بقسوة يجيدانها. العصافير المتنكرة لي في جنوبيتها لا يفلت منها واحد ليأتيني بوعد، أعذرها و أخذلني. أراها أحيانا تتقافز على أغصان شجرة مورقة، تتجاوزها لسور الحديقة فأقوم .أمرّ بالغرف المغلقة، أنزل الدّرج، أضع أقرب معطف تخطفه يدي من على المشجب على كتفيّ وأخرج. أُسرع، لأحضر إلقاءها، أقرّر أن أحفظه عن ظهر قلب، فيتلقفني الظلام. في العراء الفسيح لا أضيف بذهولي درجة حرارة واحدة لليل. لولا عينا القطّ الأسود ترمقاني لشردت أكثر، كنجمتين تهتديان لآخر عصفورة لم تطر، تسألاني صامتتين إن كنت ضللت الطريق إلى الجنوب وأمتنع عن البقاء.أعود أدراجي وتربكني فكرة أن العصافير قد تكون نادتني طويلا وأنّي أدرت لها ظهري وفيّةً للشمال. Nassira 1_9_2015

عن فيلم '' الولد الصغير '' لألخاندرو مونتيفيردي-- نصيرة تختوخ

صورة
ولدٌ صغير بعاطفة جبارة قادرة على شحن الإرادة يقدمه لنا المخرج ألخاندرو مونتيفيردي ومعه مايكفي من فنٍّ وإتقان للإطاحة بالقلوب.  جاكوب سالفاتي '' الولد الصغير '' الذي تجمعه علاقة استثنائية بوالده يشهد مغادرة هذا الأخير للالتحاق بصفوف المحاربين الأمريكيين، يتألّم عميقا لكنه لا يستسلم فيبدأ مشوار البذل والمحاولة لعل القدر يستجيب لمشيئته. مخلصًا لنصيحة القس يعمل على استيفاء شروط اللائحة التي تقول: * أطعم الجائع/ * آو المتشرد/  * زر  السجين/ *أستر العاري/  *زر المريض/ *إدفن الميت.  ومن يساعده في ذلك صديقه الياباني هاشيموطو (كاري ـ هيرويوكي تاغاوا) الذي كان في البداية مشروع عدّو وظهرت من خلال دوره إنسانية الإنسان منفصلة عن أحقاد الحرب والسياسة.  الولد الصغير وإن استحوذ على حصة الأسد من استلطاف المُشاهد بسبب دوره وأدائه الموغل في نقاء وبراءة الطفولة فإنه لا يلغي الطاقم المتكامل الداعم له في الفيلم ومنه الأب المرح والمُحب مايكل رابابورت والأم المتقنة لدورها إيميلي واتسون، حيث جمعت بين الثبات والوفاء والحنان اللازم لطفل يغيب عنه شريكه وصديقه الأفضل، و الأخ الأكبر 'لندن