عن فيلم '' الولد الصغير '' لألخاندرو مونتيفيردي-- نصيرة تختوخ

ولدٌ صغير بعاطفة جبارة قادرة على شحن الإرادة يقدمه لنا المخرج ألخاندرو مونتيفيردي ومعه مايكفي من فنٍّ وإتقان للإطاحة بالقلوب. 
جاكوب سالفاتي '' الولد الصغير '' الذي تجمعه علاقة استثنائية بوالده يشهد مغادرة هذا الأخير للالتحاق بصفوف المحاربين الأمريكيين، يتألّم عميقا لكنه لا يستسلم فيبدأ مشوار البذل والمحاولة لعل القدر يستجيب لمشيئته.
مخلصًا لنصيحة القس يعمل على استيفاء شروط اللائحة التي تقول:
* أطعم الجائع/ * آو المتشرد/  * زر السجين/ *أستر العاري/  *زر المريض/ *إدفن الميت. ومن يساعده في ذلك صديقه الياباني هاشيموطو (كاري ـ هيرويوكي تاغاوا) الذي كان في البداية مشروع عدّو وظهرت من خلال دوره إنسانية الإنسان منفصلة عن أحقاد الحرب والسياسة.
 الولد الصغير وإن استحوذ على حصة الأسد من استلطاف المُشاهد بسبب دوره وأدائه الموغل في نقاء وبراءة الطفولة فإنه لا يلغي الطاقم المتكامل الداعم له في الفيلم ومنه الأب المرح والمُحب مايكل رابابورت والأم المتقنة لدورها إيميلي واتسون، حيث جمعت بين الثبات والوفاء والحنان اللازم لطفل يغيب عنه شريكه وصديقه الأفضل، و الأخ الأكبر 'لندن ' (ديفيد هينري) الذي  لم يشتد عوده بعد فيسيء التصرف أحيانا وتغلب فطرته الطيبة وتربيته الحسنة أحيانا أخرى .
يحسب للعمل ككل بالإضافة إلى شخصياته المتنوعة جمال ديكوراته وسحر مشاهده فتبدو الكاميرا وكأنّها تتعمّد الإيقاع بالمشاهد في حالات من الحنين والانتباه لحُسْنِ تفاصيل زمن مضى، غاب وغابت معه ألوان وأزياء وممارسات.
مايزيد من قوّة فيلم '' الولد الصغير '' أيضا استخدام الفكاهة بطريقة ذكية أقحمت الصورة الحديثة في سياق قد سبقها وجمعت بين الرّقة والعاطفة العميقة وسذاجة التفكير الطفوليّ. 
يمكن الإيجاز بالقول أن ألخاندرو مونتيفيردي والمتعاونين معه أضافوا لرصيد عام 2015 السينمائي عملاً مميّزا تمّ الاشتغال عليه بحرفية وذكاء فكانت النتيجة أن احتمال وقوع المُشَاهد في  قبضة  الطفولة الآسرة صار واردًا جدًّا.