عن العصافير

أعرف عن العصافير كل شيء حتّى تحسم أمرها وتفضّل الجنوب. في طريقها إليه وبعد أن تصل يتغير مابيننا. تستعيد سِيَرَها هناك وأكون أتساءل عن عاداتي الحميمة قبل أن يضمني إليه الشّتاء.
أحاول أن آنس بأدائها القديم وسلوكها في الذاكرة لأستمّر ولايحاول البرد مع الظلام إلا التربص. لانتشال ألوان البحر منّي وقد جمعتها صيفًا كاملاً يتجرآن بقسوة يجيدانها.
العصافير المتنكرة لي في جنوبيتها لا يفلت منها واحد ليأتيني بوعد، أعذرها و أخذلني. أراها أحيانا تتقافز على أغصان شجرة مورقة، تتجاوزها لسور الحديقة فأقوم .أمرّ بالغرف المغلقة، أنزل الدّرج، أضع أقرب معطف تخطفه يدي من على المشجب على كتفيّ وأخرج.
أُسرع، لأحضر إلقاءها، أقرّر أن أحفظه عن ظهر قلب، فيتلقفني الظلام.
في العراء الفسيح لا أضيف بذهولي درجة حرارة واحدة لليل. لولا عينا القطّ الأسود ترمقاني لشردت أكثر، كنجمتين تهتديان لآخر عصفورة لم تطر، تسألاني صامتتين إن كنت ضللت الطريق إلى الجنوب وأمتنع عن البقاء.أعود أدراجي وتربكني فكرة أن العصافير قد تكون نادتني طويلا وأنّي أدرت لها ظهري وفيّةً للشمال.
Nassira 1_9_2015