باريس، باريس نُحِبُّك











باريس عمرها أزيد من عشرة قرون وتتحمل بضواحيها مايزيد عن عشرة ملايين من البشر بهذا فقد عَبَرت إلى المستقبل المتجه نحو اﻷبدية وبهذا هي محصنة ضد الانحناء.
العراقة ومركزها في التاريخ الحديث يغنيانها عن ردات فعل غبية كثيرة قرأناها أو سمعناها اليوم .الشر الذي طالها أمس ليس أول شر .إستثمار السياسة واﻹعلام له ليسا جديدين أيضا، الجديد الوحيد هو اﻹقرار بأن صناعة العدو انتهت وأنه جاهز و له جسم يمكن مهاجمته في بلاد العرب قبل غيرها. العمليات ضده كانت بدأت واستمرارها مشرع بالسياسة شفاهيا وبالسلاح عمليا للعربي اليوم أن يدافع عن مستقبله وأن يقاوم الوحوش التي تتشكل وأن يدرك حجم الورطة التي وقع فيها. له أن يرى ويستفسر ويفكر بعد أن ثبت أن الذهاب ولو بحماس بدون رؤية قد يوصل إلى الهاوية..
بعض اﻷشخاص تبنوا عبارة "أصلي من أجل باريس " فكان موقفهم هوليووديا وناسب عاطفة غوغائية تعودنا عليها وليس ينفع معها إلا أن نقول معكم باريس "Amène ".
آخرون  يتساءلون لماذا فرنسا؟ ولماذا باريس؟ يربطون الأحداث مع المواقف الحديثة إلى الحديثة جدا للسياسة الفرنسية وينسون نتائج السلوك الكولونيالي الفرنسي والسياسة الداخلية التي وفرت وجود أحياء متمردة تخرج عن سلطة البوليس ويصعب التحكم في فوضاها، مليئة بالمشاكل و حاضنة بدرجة حرارة ملائمة للإنفصال عن المجتمع والعمل ضده لا معه.
من لديه معرفة أو تعامل مع الإدارات الفرنسية أو حتى المتعامل مع الأشخاص ينتبه للاختلاف في نمط التصرف وطريقة الأداء ولا يتساءل لماذا باريس وليست برلين ام لندن؟هناك خصوصيات فرنسية لايأخذونها بعين الإعتبار.
أحد الصحافيين الجديرين بالتقدير تذكر أن شارع لا شارون شهد في الماضي مطاردات من الشرطة الفرنسية أدت الى موت عدة اشخاص في مظاهرة كانت تطالب باستقلال الجزائر.إستشهاده بالحدث الذي يعود لعام 1962 يناسب ما ذكرسابقا بشأن عراقة المدينة؛ باريس رأت وتجاوزت الخوف والتخويف. الشر كان ولازال موجودا كما كانت القيم وكان التحايل على تطبيقها من أجل المصالح: "الحرية والإخاء والمساواة "مثلا.
لاتحتاج المدينة ذت الأبواب ﻹدخال صورة العلم الفرنسي على صورنا الشخصية لن نصير بذلك أكثر إنسانية وإن بدا في ذلك شيء من التضامن؛ إنسانيتنا كل يوم على المحك ونحن نحاول ونتسامح ونستمر في العطاء مدركين أن العنف البشري لم يكتشفه جورج بوش اﻹبن ويخترع له كدواء "الحرب ضد اﻹرهاب ". ونحن نتعامل مع حياتنا وحياة اﻵخرين بحرص ومقدرة أكبر على الحب نشهد أينما مررنا بنجوميتنا الإنسانية المستقلّة عن الجغرافيا.
 نحبّ باريس وأماكن أخرى, تلقائيًا نصير ماهرين في الحبّ, تلقائيا لانُذْعِنُ للشرّ والهزيمة مثل باريس نكون ، نحن المنتمون لفصيلة الإنسان أوّلاً.
Nassira