خطوة خطوة..

أَذِنْتُ للزنابق أن تعـلو وتطول ولليلـك أن يتسلق آخر الشـبابيـك وللضـباب أن يسيـجنا.
لتلبـسْ أي زهـرة تستشعر البرد معطف بتلاتها ولتغطـس النـحلـة في الرحـيـق حتـى نسمح لها بالتنقـل، وليسكـت المــاء.
أرجـوك لاتُعِد علي أن المكان ممتلـئ وسـاعدنـي في تحرير الفراغ ومحـو الأدوار.
أخـاف أن يباغتنا حفيف جناح فراشـة أو يشعل انتباهنا تمايل ورقـة .
أخبر من تبقوا بلغتهم أن الحديـث
مباح لنا فقط.
تعال أهمس لك كيف تتحدث الأغصان وكيف تقنعـها وكيـف توصل الكلام إلى اللقالق وكيـف يغدو الكـون، حين ينطفئ فضـول الكائنـات، جميـلا.
لكن قبـلها أحب أن أوصيـك بـي. أطْفِئ ظِلـِّك إن لامس طيـفي واخفض صوتـك إن أغمضت عينـي وابسـط راحتك إن سقـطت دمـعة منـي، لتمـوت حيث تشتـهي.
إذا نـامت كل البجعـات ستشهد البحيـرة الصامتة أننا أروع الكائنات وأن طقوسنا أكثر بيـاضا من جناح البجع.
وقد تبـوح بذلك ذات ليلة للقمـر .
خطوة خطوة تمهل هنـاك زمان ذائـب وزمان ذاهب إلى الـسعـادة سنفتح بوابته.

Nassira