ماأشعر به. قصة للكاتبة ليديا ديڤيس ـــ ترجمة: نصيرة تختوخ

هذه الأيام أحاول أن أقول لنفسي بأن ما أشعر به ليس مهما. قرأت هذا لحد الآن في عدة كتب : أن ماأشعر به مهم لكنه ليس مركز كل شيء.
ربما أصدق هذا لكن ليس بالشكل الكافي الذي يجعلني أتصرف من خلاله. أحتاج لتصديق هذا بعمق أكبر.
كم سيكون مريحا لو حدث ذلك. لن أحتاج للتفكير فيما شعرت به طوال الوقت ومحاولة التحكم فيه، بكل مايشوبه من تعقيدات وكل النتائج المترتبة عن ذلك.
لن أكون مضطرة لمحاولة الانتقال لشعور أفضل طول الوقت.
في الحقيقة إذا لم أعتقد بأن ما شعرت به كان مهما، من المحتمل أن لا أحس بكثير من الاستياء ولن يكون الانتقال للإحساس بالتحسن صعبا للغاية.
لن أكون مضطرة للقول، آه أشعر بإحساس فظيع وكأن نهايتي هنا، في غرفة المعيشة المظلمة هذه ، في وقت متأخر من الليل، والشارع المظلم خارجاً خاضع لعواميد النور .
أنا وحيدة جدا، كل من في البيت نائمون، ليس من سلوان في أي مكان.
وحدي هنا في الأسفل لن أستطيع أبداً تهدئة نفسي لأنام، أبدا لن أنام، أبدا لن أستطيع المرور لليوم الموالي، لن أستطيع، لن أستطيع العيش ، حتى للحظة الموالية.
لو لم أصدق أن ماأشعر به هو مركز كل شيء، لما كان مركز كل شيء. لكان شيئا جانبيا فقط، شيئا من الأشياء الكثيرة ، ولكان بإمكاني رؤية وإعارة الانتباه لكل تلك الأشياء ذات الأهمية نفسها. بهذه الطريقة كان من الممكن أن أشعر ببعض الراحة.
لكن من المثير للفضول مدى تصديق صحة فكرة ما وعدم تصديقها بالعمق الكافي للتصرف من خلالها.
هكذا أنا مازلت أتصرف وكأن أحاسيسي مركز كل شيء، ومازالت هي تؤدي بي للوقوف وحيدة في ساعة متأخرة من الليل أمام النافذة في غرفة المعيشة.
ما اختلف الآن تبني للفكرة الآتية: عندي فكرة أني عما قريب، سوف أكف عن الاعتقاد بأن أحاسيسي هي مركز كل شيء. وهذا فيه مواساة لي. لأن المرء إن يئس من التقدم وفي نفس الوقت قال لنفسه بأن مايحسه ليس مهما ربما، فإنه من المحتمل أن يتوقف عن اليأس من التقدم أو يستمر في اليأس من التقدم دون تصديق ذلك كليا بعدها.
Nassira