أَفْرَغْتُ قَلْبِي

أفرغت قلبي . وضعت الأوقات في الساعات ، شردت الأشخاص في طريق صحراوي وأطلقت الكلام في الهواء، حتى ذلك الذي كان يعرج وكان مهدَّداً بكسور جديدة.
لم أفكر في المصائر، لم يثبت أحدٌ أن التفكير في المصائر من اختصاص اللاَّمسؤولين عنها.
إخلاء القلب يعفي من العاطفة ويفك الارتباط بين الإحساس والواجب، يحرر من الوجوه والأمكنة والماضي ولو كان م...
نفلتا بلحظة.
يأتي الصباح محايداً وتُحَرِّك الرِّيح شجيرة المانوليا في الحديقة برفق، أود أن أخبرها أن بإمكانها أن تهزها بعنف أيضا لأن العلاقة بيني وبين مستقبل المانوليا اختلفت، لكني أنشغل بالعقعق المتنقل كلِّص حذر على الجدار. يفحص العشب الأخضر بنظراته من الأعلى، احتمالُ أن يكون واحداً من تلك الطيور التي تعودت على فتات الخبز الذي أتصدق به يوميا واردٌ جدّاً.
يمنحني القلب الفارغ فرص ممارساتٍ جديدة .
أُعِدُّ فطوري هادئـة. وقد زاح الارتباط العاطفي بيني وبين الفنجان الأحمـر يمكن أن أتناول قهوة بنكهة الفانيليا والكاكاو في كأس زجاجي طويل، عريض إلى حدٍّ ما، شفاف أو في أي فنجان فخاري مجهول الانتماء.
سأكتب لاحقاً بعد رشفتين أو ثلاث بعد تدوين التاريخ: 11ـــ05ــ2013
''أحبائي على الطريق الصحراوي
هل تعانون من التعب والعطش؟ لم أقصد تعريضكم لأي أخطار مطلقا.حسب تصوري فإن أبناء آوى هاجروا الصحاري منذ زمن سحيق ليسكنوا نفوس البشر، هذا في حد ذاته أمر مطمئن لكم.
أنا بصدد شحن قلبي بطاقة البقاء للاستمرار وبالتخطيط لاستكشاف الأحاسيس قبل الانخراط فيها أو الانصياع لها.
تستوعبون طبعا محاولة الخلاص المطلق من العذاب الناتج عن إحساس يبدأ إيجابيا ويتحول إلى مُنْهِكٍ سلبي في آخر المطاف.
سأحب بطريقة مُبتكرة تتيح لي فرصة فصل المشاعر بتوازن أكبر.
أليس لوناً من القهر مثلاً أن أُحِبَّ أبي ذلك الحب الخالص واللامتناهي وأن يتسبب لي فراقه في اشتياق يضاهي حبه اتساعاً ويزِنه لوعـة؟
يجب أن يكون هناك سبيل سلس يحرر الحب من الشوق المضني و الألم الموجع.
لأنكم تحبونني لايساورني شك بأنكم تتمنون نجاحي.
سيُنْزِلُ ذلك فرحاً يحملكم على متنه كسحابة مريحة تقودكم إلى واحة غناء أو ترتفع بكم إلى عُلُّوٍّ تطوف فيه السعادة بأباريق وكؤوس لترتووا.
النُّبل يفرض مبادلة العطاء بكرم أكبر، لو نجحت لا أستبعد أن أَدْعَمَ فرحكم بأمنية تطيل مشواركم إلى أسرار السماء.
سأتمادى، أقول لو حصل أكلفكم بما يناسب المقام( أُسَمِّيه تكليفاً وهو رجاء فبين الأحبة تلتبس الرَّغبات بالواجبات). أطلب منكم حينها إفشاء سلام وديعٍ كالنسيم، ناعم كبتلات الورد ، حنونٍ كلمسة الماء ، حتى تأكدكم من امتزاجه بما حولكم وصعوده خفيفاً حيث لا تعلمون.
أجزم أن إحساسا سيطلق صرخته الأولى في قلبي ، ولن ألوم نفسي إن بكيت متأثرة بروعة بسمـة أبي وهو يستلم سلامي المليء بمحبتي السَّمْحَة المتحررة من شوقها.
في النهاية للمشهد الموغل في المحبة شرف إراقة الدموع.''

Nassira 11-05-2013