المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٣

نحو ابتسامــــة

إشتهيت ابتسامة كتِلْكَ الصغيرة المخبأة بحرص في طرف قوس قزح تحت حراسة طاوس أبيض. انتظرتها لعلها تُفلت حين يتبختر الطير وتنعكس ألوان الطيف على ريشه لكنها ظلت حبيسةً وأطلَّت الوجوه غائمة أشعرتني بنُدرة الحظ في يوم لم يهادن أمسه المطر. مرَّ الخولي قلقاً متوجسا على سرب الحمام وعطاء زهور الشمس إن بقي الموسم على ماهو عليه ، أسقط ساعي البريد نصف ما...حملته حقيبته في الوحل في لحظة عدم اتزان و ظل لوح شباك شرفة السيدة عواطف يتأرجح مع الريح كما كان منذ يومين...كِدت في شرودي أطأ ضفدعا لزجاً قفز في آخر لحظة وكأنه تردد طويلا قبل اتخاذ قراره. شدني تباطؤه، تبعته قليلا ثم تابعت المشوار إلى طريق القصب. يقال أن أَحدهم ذات زمان أقام خيمـة هناك، قبل أن يُشَقَّ الطريق ويُوزع القصب على الحافتين، وأنه صنع من القصبات عشرات النايات كلما عزف عليها ليلاً توقف نقيق الضفادع ودخل الناس أحلامهم هادئين. لم يعد للخيمـة أثر ، مرَّرت أصابعي على بعض السيقان الأسطوانية النحيلة. كان يتحسسها قبل أن يصنع ثقوبه ويَمْزِج بعد ذلك الهواء بالشجون ليخرج منها مُنعتقا منطلقا نحو الفضاء الرَّحب. كم كان في وقته من وقت وكم أخذ من وحداته

كل يوم وأنت بخير ياسيدة حبي ياأمـــي.

صورة

عندما يحلو للأزهار أن تتصور بعدستي

صورة

خطوة خطوة..

أَذِنْتُ للزنابق أن تعـلو وتطول ولليلـك أن يتسلق آخر الشـبابيـك وللضـباب أن يسيـجنا. لتلبـسْ أي زهـرة تستشعر البرد معطف بتلاتها ولتغطـس النـحلـة في الرحـيـق حتـى نسمح لها بالتنقـل، وليسكـت المــاء. أرجـوك لاتُعِد علي أن المكان ممتلـئ وسـاعدنـي في تحرير الفراغ ومحـو الأدوار. أخـاف أن يباغتنا حفيف جناح فراشـة أو يشعل انتباهنا تمايل ورقـة . أخبر من تبقوا بلغتهم أن الحديـث مباح لنا فقط. تعال أهمس لك كيف تتحدث الأغصان وكيف تقنعـها وكيـف توصل الكلام إلى اللقالق وكيـف يغدو الكـون، حين ينطفئ فضـول الكائنـات، جميـلا. لكن قبـلها أحب أن أوصيـك بـي. أطْفِئ ظِلـِّك إن لامس طيـفي واخفض صوتـك إن أغمضت عينـي وابسـط راحتك إن سقـطت دمـعة منـي، لتمـوت حيث تشتـهي. إذا نـامت كل البجعـات ستشهد البحيـرة الصامتة أننا أروع الكائنات وأن طقوسنا أكثر بيـاضا من جناح البجع. وقد تبـوح بذلك ذات ليلة للقمـر . خطوة خطوة تمهل هنـاك زمان ذائـب وزمان ذاهب إلى الـسعـادة سنفتح بوابته. Nassira

ثقتك

ثقتك من أين جاءت وكيف جاءت وبما تعززت وعلى ما اقتاتت؟ أظـل أَهُـزُّها، أُرْبـِكُها، أمتحنـها وتخرج من كل امتحاناتي منتشية بنصرها قاتلة للظنـون. تَجْعَلُها درعي الشفاف الذي تحميني به. فأستسلم لممارستك باسمـة مُسقِطـة لحركاتي. أود أن أنبهها ،أن أُعَلِّمها عَدَّ الاحتمالات وتُغْرِق كل احتمالاتـي في بحـر يقـينها. هبةُ قَدَرٍ ثقـتك، واحدة من أحـلى هبات القدر. تدخلني مدارات البكـاء حين أخشـى أن تكبر أكثر من حقائقي، ومدارات الفـرح حين تتجلى في موعدها ومداراتك دونما حذر. Nassira

أبي الذهاب والبقاء

في الصباح الذي توفي فيه والدي خرجتُ من العالم راكضة في حزني مُمَزِّقَةً كل الأسلاك الشائكـة بين الواقع والأماني كي أحول أمنية بقاء الغالي إلى حقيقة وخُيِّلَ لي أنِّي فشلت. عدتُ منهكـة بعد أن غاب موكب الجنازة عن الأنظار ولم يكن لأحدٍ أن يتبين المسافات التي قطعتها والجروح النازفـة التي انفتحت بداخلي ولُذْتُ مسالمة للصمت. اكتظ البيت بالكلام والدموع والأشياء واللام رئي الوحيد الحاضر كان أبي. أبي الهادئ الذي حدث أن أنهكته السخافات العابثة بالطاقة، أقَرَّ الجميع أنه غادر إلى الأبديـة. معنى ذلك أنه لن يعود جسداً ليجالسنا ويكلمنا ويروح ويجيء على مدار النهار. معنى ذلك أنه ماتَ فعلاً وأن لا ركضي ولا دعائي ولا بكائي أعادوه. بدا أنَّني فشلت وهذه الجمعة مثال مضاد يشهد بالعكس. لم يَغب أبٌ له ابنة تستحضر الجمـيل فيه وتُذَكِّرُ بوجوده الممتد بروعـة في دنيا الأحيـــاء. تدعو له بتلك الرحمـة الإلهية الرحبة وبذلك الرِّفق الرَّؤوف وتلك الجنـة التي كان يرومها لينعم فيها راضياً، مرضياً بلا مضايقات ولا إزعاج. تُحبه كأمس، ككل يوم بصدق ، بعاطفـة رائـعة تنجح في التَّشُكل عندما يكبر الأبناء في ظلال نفوس

ماأشعر به. قصة للكاتبة ليديا ديڤيس ـــ ترجمة: نصيرة تختوخ

هذه الأيام أحاول أن أقول لنفسي بأن ما أشعر به ليس مهما. قرأت هذا لحد الآن في عدة كتب : أن ماأشعر به مهم لكنه ليس مركز كل شيء. ربما أصدق هذا لكن ليس بالشكل الكافي الذي يجعلني أتصرف من خلاله. أحتاج لتصديق هذا بعمق أكبر. كم سيكون مريحا لو حدث ذلك. لن أحتاج للتفكير فيما شعرت به طوال الوقت ومحاولة التحكم فيه، بكل مايشوبه من تعقيدات وكل النتائج المترتبة عن ذلك. لن أكون مضطرة لمحاولة الانتقال لشعور أفضل طول الوقت. في الحقيقة إذا لم أعتقد بأن ما شعرت به كان مهما، من المحتمل أن لا أحس بكثير من الاستياء ولن يكون الانتقال للإحساس بالتحسن صعبا للغاية. لن أكون مضطرة للقول، آه أشعر بإحساس فظيع وكأن نهايتي هنا، في غرفة المعيشة المظلمة هذه ، في وقت متأخر من الليل، والشارع المظلم خارجاً خاضع لعواميد النور . أنا وحيدة جدا، كل من في البيت نائمون، ليس من سلوان في أي مكان. وحدي هنا في الأسفل لن أستطيع أبداً تهدئة نفسي لأنام، أبدا لن أنام، أبدا لن أستطيع المرور لليوم الموالي، لن أستطيع، لن أستطيع العيش ، حتى للحظة الموالية. لو لم أصدق أن ماأشعر به هو مركز كل شيء، لما كان مركز كل شيء. لكان شيئا جانبيا فقط،

المختبئ خلف الأبيض

أَيُّهَا المختبئ خلف الأبيض تشجع قليلاً، الربيع فَتَّحَ في القلب وردةً فاح عطرها وانتشى المكان. انسحبَ كُلُّ القلق ليُورِقَ الصباح ، تَدْلِفَ الحياة بأُغْنِيَةٍ ترفرفُ على وادي الأماني وتنتثرُ البسمات. يلاعبُ النسيم ظِلَّه اللامرئي، يَدْفَعُ البتلات من غصن الشجرة المُزهرة إلى الماء. أَيُّها المختبئ، كلماتي ظِبَاءٌ تَمشي في موكبها، تَثِبُ حين يحلو لها لَعُوبَة ... ً، لا خَائفـة . وَدَّعْتُ هواجسي، روضت كواسر الكوابيس وأَنِسَ لي شعب الذِّئاب. طاب للبلاب التسلق، تَعَلَّمْ مِنْهُ رشَّ الأناقة على الكثافة وازحف بحلمك صاعداً، مُرْبِكاً خط الوصول. الحياة للماضين فيها، لمن للنَّهار يخرجون. لاتُحْرِج الأبيض أكثر، اتركه لتشريع المراكب المندفعة نحو الدِّلتا واملأ سطورك. وردتي تشحذ شوكتها الخامسـة و الثامنة على الشمال، ليس بعد العطر الأذى وإنَّما تحمي نفسها سيدة الدَّلال. Nassira

أَفْرَغْتُ قَلْبِي

أفرغت قلبي . وضعت الأوقات في الساعات ، شردت الأشخاص في طريق صحراوي وأطلقت الكلام في الهواء، حتى ذلك الذي كان يعرج وكان مهدَّداً بكسور جديدة. لم أفكر في المصائر، لم يثبت أحدٌ أن التفكير في المصائر من اختصاص اللاَّمسؤولين عنها. إخلاء القلب يعفي من العاطفة ويفك الارتباط بين الإحساس والواجب، يحرر من الوجوه والأمكنة والماضي ولو كان م ... نفلتا بلحظة. يأتي الصباح محايداً وتُحَرِّك الرِّيح شجيرة المانوليا في الحديقة برفق، أود أن أخبرها أن بإمكانها أن تهزها بعنف أيضا لأن العلاقة بيني وبين مستقبل المانوليا اختلفت، لكني أنشغل بالعقعق المتنقل كلِّص حذر على الجدار. يفحص العشب الأخضر بنظراته من الأعلى، احتمالُ أن يكون واحداً من تلك الطيور التي تعودت على فتات الخبز الذي أتصدق به يوميا واردٌ جدّاً. يمنحني القلب الفارغ فرص ممارساتٍ جديدة . أُعِدُّ فطوري هادئـة. وقد زاح الارتباط العاطفي بيني وبين الفنجان الأحمـر يمكن أن أتناول قهوة بنكهة الفانيليا والكاكاو في كأس زجاجي طويل، عريض إلى حدٍّ ما، شفاف أو في أي فنجان فخاري مجهول الانتماء. سأكتب لاحقاً بعد رشفتين أو ثلاث بعد تدوين التاريخ: 11ـــ05ــ2013 &

إلى أختي في عيد ميلادها

صورة
كُلَّمَا عاد أيَّار إلى أحضان الربيع تعود ذكرى ميلادك لتزيد عمرك شمعـة. تحتفي بك الأزهار في باقاتها والبسمات على شفاه أحبتك ويزهو اليوم بحضورك كأنك تنزلين فيه لأول مرة. تفضلي إلى الفرح، إلى نشوة الدفء في قلوب تحبك، إلى محطات العمر الفاتحة شبابيك تذاكر الأحلام والأماني ولا تترددي . مازال بعد الغد غد مازال بعد الحلم حلم مازال الحب يورق ويزهر مازلنا على الدرب نسير ونلتقي ، نذكر الماضي الجميل ونرفع أشرعة الحنين ليأخذنا إلى ضحكات الطفولة. يوم جئت للدنيا انطلق صوتك أنشودة عذبة في قلب والِدَينا وكل يوم مثله أنت أنشودة في الدنيا حلوة. ياحبيبتي، لَكِ ألف أمنية وأمنيـة جميلـة. لَكِ أكوان حُبٍّ تدور حولك. لك الكلام الصاعد شفافا، رائعاً محلقا حتى يصلك ويخبرك أنني أحبك جدّاً وأسعد دوماً حين تسعدين فدامت لك الأوقات المسكونة بالرضا والفرح ودمت بخير. كل عام وكل يوم وكل لحظة وأنت بخير. Nassira 12-05-2013  

ثقب العجلة

خذلته الدراجة و ثُقب عجلتها يمنعها من الحفاظ على الهواء. أدرك أنه سيتأخر عن الموعد واحتار فيما يفعل. استسلم لقدره ومشى يجر دراجته . في طريقه صادف سيدة عجوز تتحدى العمر، قالت بعد أن حَيَّته أنها تقاوم ألم المفاصل بالرياضة وتمنى لها هو حظا سعيدا وابتسم. ظل يجر دراجته و يحمل ابتسامته إلى أن وصل ، اكتشف أن الموعد لم يكن مهما جدا و أن العطب لم يكن مضرا للغاية وأن العجوز كانت جميلة بشيء ما فيها . Nassira

وجه الصباح

عندما بللت قطرات الندى أوراق القصب وحط النورس كالتائه على سقف القرميد كان وجه الصباح بشوشا ينظر إليها وهي تقف أمام خزانة الملابس، تتردد  بشأن ما سترتديه. ضحك وجه الصباح وتنحى لتمر حزمة أشعة بعثتها الشمس. إرتسمت أقواس قزح على جنبات المرايا فاتخذت قرارها باسمة. لَبِسَتْ ألوانًا وألوانًا وفتحت النافذة ليدخل المزيد من الصباح. Nassira  

للأسف أو لحسن الحظ...

لاأستطيع الانسجام مع جميع الأشخاص،  فبعض الأشخاص مثلاً من مواليد عام البَقّْ. Nassira 8-5-2013

وداعة

صورة
لأنك كنت وديعا كالقمر وصافياً كنبع الماء، وددت لو أرتب حلمك كباقات الأربعاء: أضع زهورها في المزهريات التي تناسبها، فَتُعْجَبُ بها العيون وتنشرح لها الصدور وتقول الشفاه: يا الله ! Nassira للمزيد من مواضيعي

بعدستي 3-05-2013

صورة

الأشياء الضائعة ـ قصة قصيرة جدا للكاتبة ليديا ديڤيس ـــ ترجمة نصيرة تختوخ

لقد ضاعت، لكن في نفس الوقت لم تضع بل هي في مكان ما في العالم. معظمها صغيرة، مع أن اثنين منها أكبر: أحدها معطف والثاني كلب. من الأشياء الصغيرة بالتأكيد خاتم ما و زرٌّ ما. ضاعا مني ومن المكان الذي أنا فيه لكنهما بالتأكيد لم يتبددا. هما في مكان ما وهما هناك لشخص آخر ربما. لكن إذا لم يكن الخاتم هناك لشخص ما، فإنه لن يكون قد ضاع من نفسه، سيكون هناك، فقط في غير المكان الذي أتواجد فيه؛ والزر أيضا هناك، باقٍ، فقط في غير مكاني. Nassira

سلوك غريب ـــ قصة قصيرة جدا للكاتبة ليديا ديڤيس ــ ترجمة: نصيرة تختوخ

 أنت ترى كم العتب على الظروف. لَسْتُ في الحقيقة شخصا غريبا عندما أضع أكثر فأكثر قطعا صغيرة من قصاصات المناديل الورقية في أذني وأربط رأسي بوشاح : عندما كنت أعيش لوحدي كان لدي كل الصمت الذي أحتاجه. Nassira

بعدستي هذا الصباح

صورة

مجتمع ــــ قصة لفرانز كافكا ـــ ترجمة: نصيرة تختوخ

نحن خمسة أصدقاء. جئنا في مرة متتابعين من بيت. في البداية جاء واحد ووقف بجانب الباب، ثم أتى الثاني، أو من الأفضل القول انزلق، بخفة كما تنزلق قطرة زئبق، من الباب ولم يقف بعيدا كثيرا عن الأول ثم الثالث والرابع والخامس. في النهاية وجدنا أنفسنا جميعاً في صف واحد. لاحظنا الناس، كانوا يشيرون إلينا ويقولون :'' هؤلاء الخمسة؛ جاؤوا من ذلك البيت ''. منذ ذلك الحين ونحن نعيش سوية؛ وكانت ستكون حياةً مسالمة لو لم يأت ذلك السادس ويحاول الانضمام إلينا. إنه لا يفعل لنا شيئا، لكننا نجده صعبا وهذا يكفي. لماذا يفرض نفسه في مكان هو غير مرغوب فيه؟ نحن لا نعرفه ولانريد تقبله في مجموعتنا. نحن الخمسة لم نعرف بعضنا في الماضي ، لكن ماهو ممكن بيننا ومحتمل ليس ممكنا مع السادس وليس محتملاً. أكثر من ذلك نحن خمسة ولانريد أن نكون ستة. ومامعنى أيضا أن نكون باستمرار معاً وما قيمة ذلك، حتى بالنسبة لنا نحن الخمسة لا معنى لذلك. لكننا الآن مجتمعون وسنبقى كذلك ولانريد ارتباطاً جديدا، تحديداً، بناءً على تجاربنا. لكن كيف يمكن إقناع السادس بهذا. محاضرات الشرح الطويلة قد تعني أننا قبلناه في مجموعتنا. من الأفضل أل