عن اختفاء موسى الصدر من كتاب موجة سوداء للكاتبة كيم غطاس (ترجمتي)

لقد كان موسى الصدر أوّل من دفع الثّمن لما أثاره بالنسبة للناس الذين كانوا يتوقون للحريّة. إختفاؤه لم يكن لغزا بالنسبة للقريبين من دائرة الخميني، أو بالنسبة للخميني نفسه، حتّى وإن لم توجد تقارير بذلك. بعد إقامة الإمام الصّدر في طرابلس في شهر أغسطس المصيري عام 1978 كان من المفروض أن يسافر إلى غرب ألمانيا حيث سيلتقي سرًّا مع مبعوث من الشّاه .حسب ماقيل فقد كانت هناك مخططات لإعادة الصّدر إلى طهران وتشكيل كتلة دينية معتدلة ضد الخميني، وربّما لجعله رئيس وزراء في حكومة تحت سلطة الشاه لإنقاذ الملكية. لقد كان الشاه قلقا جدًّا عندما سمع عن اختفاء الإمام. لانعرف إن كان خبر اللقاء السريّ وصل لدائرة الخميني لكن كان من الواضح أنّ الصّدر يشكّل تهديدا لمخططات آيات اللّه. لقد كان الصّدر رجل الدّين الوحيد ذا القامة والكاريزما الذي يمكنه أن ينافس آيات اللّه المُبْعَد. لقد كان محبوبا ومشهورًا جدًّا في قم وكانت لديه صلات وثيقة مع رجال دين سامين كانوا يخافون من الخميني من بينهم طالقاني وشريعتمداري. لكّن الأهم أن الصّدر كان يمتلك خبرة سياسية: لقد أقام وعمل في العالم الحقيقي، بعيدا عن عزلة محيط الحلقة الدينيّة. الأورثودكسي آيات الله بهشتي، حليف الخميني القريب الذي كان سيقابل الصّدر في طرابلس (ليبيا)، إتصل بالقذافي وطلب منه أن يحبس الصدر لأن النّصر كان قريبا جدًّا ولا يمكن لأتباع الخميني أن يسمحوا لأحد بأن يعرقل الطريق إلى طهران. الصدر ومرافقاه حبسوا لأشهر في ليبيا وفي تلك الأثناء كان الخميني وبهشتي مشغولان بكتابة دستور جديد لإيران. في صيف 1979 لم يريدوا أن يظهر من جديد، لقد دام الأمر سنواتٍ حتى تظهر هذه المعلومات عبر مصادر فلسطينية لملفات الإستخبارات الأمريكيّة. كان لبهشتي، لكن عرفات أيضا، صلة بالمساعدة على اختفاء الرّجل الذي تجرأ على منح الشيعة فرصة قيادة الفلسطينيين اللبنانيين .
--ملاحظات حسب الكتاب وغيره:
طالقاني مات في ظروف غامضة بعد اعتراضه على إضافة ولاية الفقيه للدستور.
شريعتمداري مات في إقامته الجبرية عام 1986.
بهشتي أغتيل في انفجار في مقر الحزب الجمهوري عام 1981.