شاعر على صهوة حصان شاميّ ( الشاعر الفرنسي جيرار دو نيرفال(1808ـ 1855) على مشارف بيروت) ترجمتي من كتابه ' رحلة إلى الشرق '
عندما استيقظت وجدت الشّاب موسى جالسا أمام بابي، على عتبة الفناء. الحصان الذي أوصله كان متوقفا أسفل الدرج، برجل مطوية تحت البطن بواسطة حبل وتلك طريقة العرب في ربط الخيل. لم يكن عليّ إلاّ أن أنحصر في واحد من تلك السّروج العالية، وفق الموضة التركية، والتي تضغط المرء كملزمة وتجعل السقوط مستحيلا. الركاب عريضة من النحاس على شكل مجرفة المدفأة مربوطة على ارتفاع كبير بالنسبة للمرء وهو جالس بساقين مثنيتين؛ الزوايا الحادة تستخدم لوخز الحصان. لقد ابتسم الأمير قليلا لورطتي وأنا أحاول اتخاذ هيئة فارس عربي وأعطاني بعض النصائح. كان رجلاً شابًّا بطلعة منفتحة وصريحة؛ أُعجبت باستقباله منذ البداية. كان اسمه 'أبو ميران ' وينتمي لفرع من عائلة 'حبيش ' الأبرز في كسروان. حتى ولو لم يكن الأغنى كانت لديه سلطة على عشرات البلدات التي تشكل مقاطعة، وكان يعيد رسومها لباشا طرابلس. عندما صار الجميع جاهزا نزلنا إلى الطريق التي تحاذي الضفة، والتي في مكان آخر غير الشرق ستعتبر مجرد ممرٍّ ضيق بسيط. بعد حوالي فرسخ أشاروا لي على الكهف الذي خرج منه التنين الذي كان مستعدا لافتراس ابنة ملك بيروت عندما ثقبه ال...