المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

شاعر على صهوة حصان شاميّ ( الشاعر الفرنسي جيرار دو نيرفال(1808ـ 1855) على مشارف بيروت) ترجمتي من كتابه ' رحلة إلى الشرق '

صورة
  عندما استيقظت وجدت الشّاب موسى جالسا أمام بابي، على عتبة الفناء. الحصان الذي أوصله كان متوقفا أسفل الدرج، برجل مطوية تحت البطن بواسطة حبل وتلك طريقة العرب في ربط الخيل. لم يكن عليّ إلاّ أن أنحصر في واحد من تلك السّروج العالية، وفق الموضة التركية، والتي تضغط المرء كملزمة وتجعل السقوط مستحيلا. الركاب عريضة من النحاس على شكل مجرفة المدفأة مربوطة على ارتفاع كبير بالنسبة للمرء وهو جالس بساقين مثنيتين؛ الزوايا الحادة تستخدم لوخز الحصان. لقد ابتسم الأمير قليلا لورطتي وأنا أحاول اتخاذ هيئة فارس عربي وأعطاني بعض النصائح. كان رجلاً شابًّا بطلعة منفتحة وصريحة؛ أُعجبت باستقباله منذ البداية. كان اسمه 'أبو ميران ' وينتمي لفرع من عائلة 'حبيش ' الأبرز في كسروان. حتى ولو لم يكن الأغنى كانت لديه سلطة على عشرات البلدات التي تشكل مقاطعة، وكان يعيد رسومها لباشا طرابلس. عندما صار الجميع جاهزا نزلنا إلى الطريق التي تحاذي الضفة، والتي في مكان آخر غير الشرق ستعتبر مجرد ممرٍّ ضيق بسيط. بعد حوالي فرسخ أشاروا لي على الكهف الذي خرج منه التنين الذي كان مستعدا لافتراس ابنة ملك بيروت عندما ثقبه ال

قصيدة 'أصدقائي ' للشاعر الباكستاني فيض أحمد فيض كتبها في منفاه عام 1980 في بيروت .(ترجمتي عن الإنجليزية)

صورة
عندما يُفْتَحُ الباب على مكاني الحزين، يصل أصدقائي: هاهو المساء جاء لينشر الكآبة حولنا؛ هاهي الليلة المقمرة ذات النجوم تتحدث عن خيباتها؛ ها هنا الفجر، حادٌّ كمِبْضَعٍ ليشتغل على قروح الذاكرة المفتوحة هاهو مابعد الزّوال يصل بسياطٍ ملتهبةٍ في كُمَّيْه. كلّ أصدقائي الذين أنا معهم على تواصل، ليل نهار هنا. متى أتى من و من متى غادر، عيناي و قلبي حقًّا لايعلمون عقلي الذي يمضي مسرعا في اتجاه بلادي يركب الأمواج، حاملاً آلاف الشكوك والهواجس، يفكّر في أسئلة كثيرة !

أحيانا، عندما تصمت...للشاعرة الهولندية م.فازاليس(ترجمتي)

صورة
  ترجمتي لقصيدة للشاعرة الهولندية م.فازاليس (م.فزاليس إسم الشهرة لمارغريتا دروخايفر فورتاون -ليينمانس التي درست الطّب والأنثروبولوجيا وتخصصت في مجال الطب النفسي وبقيت تعمل كطبيبة نفسية حتى بلغت من العمر سبعين عاما. ولدت عام 1909 وتوفيت عام 1998 وهي إحدى الشاعرات الهولنديات المعروفات واللواتي يحظين بتقدير كبير من طرف النقاد والقرّاء معا. نشرت في حياتها ثلاثة دواوين ونُشِرَ لها ديوان بعد وفاتها تضمّن قصائد كانت لم تنشر من قبل.) أحيانا، عندما تصمت وتنظر من النّافذة يقبض عليّ جَمَالُكُ كيأسٍ يأسٌ لاتطفئه أيّ مواساة، لا بالكلام ولا بالقُبل، بحجم وجودي، وبقَدْرِ عمري أن أراك وأن لاأستطيع أن أكونك، أن أكون منفصلة عنك بعينيّ، أن تكون جالسًا هناك، ومولودًا خارجي، أمرٌ مؤلم كالولادة. عندما تصمت وترى من النافذة تأتي الريح وتحرّك شعرك، الواقف على حافة جبينك، كقصبٍ نهري على ماء راكد. أحيانًا تأتي غيمة مبحرة في السّماء، فأرى الظلال تمرُّ على عينيك. حينها تكون وكأنّك أبديّ بالنسبة لي، وكأنّه مسموحٌ لي أن أكون للحظة فقط في حياتك، وكأنّ وقتيّتي تفصلني عنك، ثمّ يحدث أن تدير رأسك وأرى ضحكتك. *على الصور:

لشجرة في فوندل بارك ــ قصيدة للشاعرة م. فزاليس ( ترجمتي)

صورة
هناك شجرة مطروحة أرضًا بخصلات خضراء طويلة تنهدت هامسة كطفل وهي تهوي وماتزال مليئة بريح الصيف. لقد رأيت العربة التي اقتلعتها. آه، كأنها رجل شابّ، كأنّها هكتور مشدودًا للعربة، بشعرٍ طويل يلامس الأرض ورائحة صبا تسيل من جروحه الجميلة، الرأس الفتيّ سالم و الجذع الفخور غير منهزم.

ترجمتي من مقطع من حوار بول فان دير فيلده مع الصحافي فوكه أوبيما: 'مامغزى الحياة؟'

  بول فان دير فيلده أستاذ الديانات الأسيوية في كلية الفلسفة والثيولوجيا والعلوم الدينية في جامعة رادباود بمدينة نايميخين الهولندية ترجمتي من مقطع من حواره مع الصحافي فوكه أوبيما. الصحافي: 'مامغزى الحياة؟' بول فان دير فيلده:' هناك نكتة لطيفة بهذا الشأن. تقول عندما خلق الإله الأرض وعرض أجمل ما ابتكره على الإنسان. سأله هذا الأخير: 'لكّن مامغزى كلّ هذا؟ ' فكان ردّه:' وهل يجب أن يكون هناك مغزى؟ ' فأجاب الإنسان:'أجل بالتأكيد.' بعدها عقّب الإله:' جميل، ليكن لك إذن أن تبحث عن المغزى.' لاأدري إن كان هناك مغزى لكّني أعلم أننا نقضي أيّامنا باحثين عن إيجاد مغزى وإعطاء مغزى، الجميع ينشغل بهذا باستمرار حتّى ولو بدون وعي. ليس مفهوما بالنسبة لنا أن لايكون هناك مغزى ولدينا حاجة عميقة لاكتشافه. لقد بحث الإنسان عن المغزى في الأديان والفن والعلم. لكّن الأمر يتعلّق بتلك الحاجة العميقة. نبحث عن شيء يرفعنا عن اليوميّ لأنّنا لانريد الوجود فقط لاستهلاك أيّامنا. ــ الصحافي: 'من أين تأتي تلك الحاجة؟ ' ـ بول فان دير فيلده: ' الأمر يتعلّق بعدم الفهم المطلق ل

لبنان 1982 و الحضور الإيراني القويّ والوسيط الإيرانيّ/ السوريّ ( ترجمتي من كتاب موجة سوداء لكيم غطاس)

عندما سمع الشيخ صبحي الطفيلي بأخبار رتل الدبابات الإسرائيلية التي دخلت لبنان في ذلك الصباح من يونيو، لم يحس لا بالخوف و لا بالكارثة بل فقط بالاهتياج. لقد كان في مطار دمشق ينتظر رحلة إلى طهران لحضور مؤتمر نظمه الحرس الثوري وقسمه الخاص بالحركات التحررية. لقد فكّر الطفيلي في الإمكانيات التي يمكن أن يتيحها ذلك الغزو. كان رجلاً في الثلاثينات مكتنزا وقويا بوجه صارم، شفاهٍ ممتلئة وعمامة بيضاء. كان الطفيلي من قرية بريتال في بعلبك، ناحية تكثر فيها زراعة القنب الهندي ومعروف عنها الخروج عن القانون والصراعات الإثنية. كان قد درس عشر سنوات في النجف عند محمد باقر الصدر، مؤسس حزب الدعوة الشيعية، رجل الدين العراقي الذي ساند ولاية الخميني وأعدم عام 1980. تزامن وجود الطفيلي في النجف مع وجود الخميني أيضا هناك مع رجال دين شيعة آخرين قادمين من منطقة البقاع، السيد عباس الموسوي والشيخ محمد يزبك. أحد الطلبة الآخرين كان حسن نصر الله في الثامنة عشر من عمره؛ سيصير معروفا فيما بعد كقائد ميليشيا... بعد عودتهم إلى لبنان وفي فترة اندلاع الثورة الإيرانية تحدث كبار رجال الدين مع الإيرانيين في مسألة تنظيم مقاومة إسلام

عن اختفاء موسى الصدر من كتاب موجة سوداء للكاتبة كيم غطاس (ترجمتي)

لقد كان موسى الصدر أوّل من دفع الثّمن لما أثاره بالنسبة للناس الذين كانوا يتوقون للحريّة. إختفاؤه لم يكن لغزا بالنسبة للقريبين من دائرة الخميني، أو بالنسبة للخميني نفسه، حتّى وإن لم توجد تقارير بذلك. بعد إقامة الإمام الصّدر في طرابلس في شهر أغسطس المصيري عام 1978 كان من المفروض أن يسافر إلى غرب ألمانيا حيث سيلتقي سرًّا مع مبعوث من الشّاه .حسب ماقيل فقد كانت هناك مخططات لإعادة الصّدر إلى طهران وتشكيل كتلة دينية معتدلة ضد الخميني، وربّما لجعله رئيس وزراء في حكومة تحت سلطة الشاه لإنقاذ الملكية. لقد كان الشاه قلقا جدًّا عندما سمع عن اختفاء الإمام. لانعرف إن كان خبر اللقاء السريّ وصل لدائرة الخميني لكن كان من الواضح أنّ الصّدر يشكّل تهديدا لمخططات آيات اللّه. لقد كان الصّدر رجل الدّين الوحيد ذا القامة والكاريزما الذي يمكنه أن ينافس آيات اللّه المُبْعَد. لقد كان محبوبا ومشهورًا جدًّا في قم وكانت لديه صلات وثيقة مع رجال دين سامين كانوا يخافون من الخميني من بينهم طالقاني وشريعتمداري. لكّن الأهم أن الصّدر كان يمتلك خبرة سياسية: لقد أقام وعمل في العالم الحقيقي، بعيدا عن عزلة محيط الحلقة الدي