الخروج بنمر بورخيس ـ نصيرة تختوخ

على العشب أفكر بأن الشعراء يتركون كائناتهم رهينة مصائرها لتتورط في التصرف فيها بعدهم، فلا تتصرف.
هكذا رأيت أقداما وبرية لاتتقدم خطوة واحدة ونمر بورخيس يصاب بتساقط الخطوط السوداء اكتئابا. لو غفوت قليلا ربما أدخل بأنسِ متوسطية ، عربية باللغة ، في محاولة لتعديل مدار النمر في المتاهة. أحكي له عن دايدالوس وإيكاروس مثلاً وعن العالم المفتوح من ممر ما يبدو مستحيلا ويصير متاحا بالإرادة.
''إلبس يا نمري خطوطك ، أظنها ثقيلة ومن العار أن أحملها وأمشي خلفك.
بصدق أكبر أشك أنني أقدر على إضافة وزن إلى وزن روحي المثقلة. خلفي أو إلى جانبي كما تريد ''.
يستجيب النمر فسرُّ الأسرار في عينيّ امرأة متعبة متوسل ــ آمر.
يرقص العشب قصيرا طربا بالريح في أواخر أبريل هذا ما يراه جار يتلصص من طابق علوي. لا يدرك بالبصيرة أن المرأة التي تقرأ الشعر تخرج بالنمر بخطوطه كاملة وتترك شالها على الكتاب ميّتا إلى أن يُبعث حين تلمسه يداها.
Nassira 21-4-2014