المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

وردةٌ لكل مَارّ --نصيرة تختوخ

استيقظت أمس في قطع من الليل شعرت في كل واحدة منها بأن التعب في حقيبة دماغي. في المحطة الأخيرة التي سبقت نومي حتى الصباح فتحت هاتفي وقرأت قصيدتين لأنسي الحاج. الآن وأنا أشرب حليبا بالنسكافيه تخرج امرأة اسمها إيمَّا تحمل سلة ورد من زمن الفكتوريين، نظرتها وادعة وكلُّها يؤهلها لمهمة صباحية مثل :'' وردةٌ لكل مَارّ ''. إِيمَّا لاتقول شيئا، في حمرة الورد المستلقي اختبأت الرسائل. وجودها ودورها الجديد هما من يفعلان العجيبة التي تجعلها تتحرك نحو من يقترب من السطر وتعطيه وردة تُوقِفُ الزمن الذي رُزِقَ به العالم. الياء تجر الحروف بالموسيقى كعربة ملكية ، مالايُنْطَق عزف بيلي جويل على البيانو. '' خذ/ خذي وردةً '' ''اجعلها /اجعليها وردتك ، حرة حمراء من سلة إيمَّا إلى صباحك ''. إيمَّا لاتضحك. الإضافة فاكهة الخيال حين تتجاوب تفوز بلذتها. ليكن صباحك لذيذا جدًّا ! هنيئا لك الوردة، لأنك مررت وبدون تردد توقفت. Nassira23-4-2014

الخروج بنمر بورخيس ـ نصيرة تختوخ

على العشب أفكر بأن الشعراء يتركون كائناتهم رهينة مصائرها لتتورط في التصرف فيها بعدهم، فلا تتصرف. هكذا رأيت أقداما وبرية لاتتقدم خطوة واحدة ونمر بورخيس يصاب بتساقط الخطوط السوداء اكتئابا. لو غفوت قليلا ربما أدخل بأنسِ متوسطية ، عربية باللغة ، في محاولة لتعديل مدار النمر في المتاهة. أحكي له عن دايدالوس وإيكاروس مثلاً وعن العالم المفتوح من ممر ما يبدو مستحيلا ويصير متاحا بالإرادة. ''إلبس يا نمري خطوطك ، أظنها ثقيلة ومن العار أن أحملها وأمشي خلفك. بصدق أكبر أشك أنني أقدر على إضافة وزن إلى وزن روحي المثقلة. خلفي أو إلى جانبي كما تريد ''. يستجيب النمر فسرُّ الأسرار في عينيّ امرأة متعبة متوسل ــ آمر. يرقص العشب قصيرا طربا بالريح في أواخر أبريل هذا ما يراه جار يتلصص من طابق علوي. لا يدرك بالبصيرة أن المرأة التي تقرأ الشعر تخرج بالنمر بخطوطه كاملة وتترك شالها على الكتاب ميّتا إلى أن يُبعث حين تلمسه يداها. Nassira 21-4-2014

غابرييل غارسيا ماركيز لا حدود للبقاء الذي فتحت--نصيرة تختوخ

آخرُ ما كتبت عن الكاتب غابرييل غارسيا ماركيز كان في مذكراتي بتاريخ 14 فبراير من هذا العام،عيد الحب، دوّنت :'' تخطر ببالي قصة لغابرييل غارسيا ماركيز كانت البطلة فيها تعتقد أنها ستموت وعلَّمت كلبها أن يبكي وأن يزور قبرها الذي رتبت أموره بأكملها استعدادا لموت خالته قريبا. شَعَرَتْ بالرضا بعد أن وجدت طفلة تتمنى تبني الكلب وأخبرتها أن عليها فقط أن تتركه يغيب من حين لآخر لينجز مهمّةً ثم يعود. التصرف جعلني أتساءل عن حاجة الإنسان للوفاء والولاء، عن الحب الذي يبقى بعد الموتى، عن طمأنينة قلب كبير في لحظات عمله الأخيرة . يبدو أن الحب الذي يتنقل بين القلوب كائن يواسي الأحياء والوجود؛ أن الموتى الذين صنعوا الكثير من الحب يتركون لغيرهم حقيبة إسعاف للأوقات الصعبة وأنهم ساعة الاستنجاد بهم يجيئون بما تأتّى لهم من أدوات ولنا من إيمان ،مآلذي تفعله أيها الحب بالموتى؟'' كانت القصة تحمل عنوان شخصيتها الرئيسية'' ماريا دوس برازيريس '' التي انضمت انضماما مُستحقا لشخصيات ماركيز التي تتحرك وتتصرف لتلبس في الخفاء خطوات تعبر إلى عالم القارئ وتتدخل في أحاسيسه بإنسانية أحاسيسها. الآن

رائعة الشاعر نوري الجراح "الأيام السبعة للوقت"--نصيرة تختوخ

صورة
ندخل ديوان الشاعر نوري الجراح "يومُ قابيل والأَيّامُ السَّبْعَةُ للوقت"ونجدنا بما يشبه كولوسيوم ملتف علينا، ومفتوح على السماء. كُلُّ ما يحدث تشاهده السماء، كل مارأته أبصارنا ونسيته من صور الحرب في سطور الصحف،وتقارير الأعلام يتعاقب ويُعاقِبُنَا أو يجازينا . لنا أن نرى الأمر من الزاوية التي تناسبنا فهل تؤلم التراجيديا أم تمتع؟ تزلزل الحس الإنساني كي يصحو أم تواسي آلامه بتصغيرها أمام الآلام العملاقة؟ ''دمُ مَنْ هذا الذي يجري في قصيدتكَ أيها الشاعر؟ ''سؤال الشاعر القاهر المتكرر الذي يقف على مشارف الانفعال الصاعد كل مرة مع المشاهد الموالية له، والتي تحيل إلى الواقع فتهزم القارئ الإنسان. يقول مثلا: ''الأمهاتُ يُهرعن بالصِّبْيَةِ من حائطٍ إلى حائطٍ، ويخبِّئن العذراءَ في ركامِ الستائرِ جدرانُ الطِّينِ تتهاوى وسنابلُ الصيفِ تَتَقَصَّفُ...'' فتحاصرنا جدران الإنسانية وتأبى أن تكون كالكولوسيوم الذي استقبلنا ببوابات مفتوحة مقوسة، لأنها ترفض نوم الضمير، ولا تُشَرِّعُ الانسلال المريح. لاتترك قصيدة "الأيامُ السَّبْعَةُ للوَقْت" مجالا للعودة إلى

على غفلة وصل الملاك

على غفلة وصل الملاك  لم ينتبه الورد  كان يراقب الساعة مثلا  لم تنتبه الشمعـة  انشغلت بالبكاء  وحدي شعرت باقتراب الأبيض  عرفت أنه في مهمة  قدمت له بسمة تليق،  حلوة كالأحمر  إقترب أكثر ازدحمتُ بالأبيض  صارت السحابة وثيرة  تَأَنْسَنَ قليلا ، انسحبنا طويلا  حتى المنتصف  انطفأت الشمعة  ولم يبك الليل  تبَدَّلت أسراري بنجوم  وشعري بمسحوق وردي يسبح حولي  ظهرت فراشات تتبعني  انتشرت حقول القطن  سألته أول مرة  إن كان هذا يحدث كل أول مرة  فاكتنز القطن وضحك الحقل  انفتح كون  أنساني السؤال  غاب الفَرَاش  زادت النجـوم  طاف الفاكهون مسرورين  همس:  ''دخلنا المحبة''. Nassira

إلى أُمِّي ــ 21-3-2014

سيدتي وأنت تنتظرين أن أكتب لك. إسألي المساء أوَّلاً أين ذهب بأحمر الشفاه لأختم الظرف بقُبْلَة. ليس معي مايكفي لطابع بريدي عليه صورتك. منذ أن تَوَّجْتُكِ ملكتي وأنا أخبئ طوابعك النادرة في الذاكرة وأستعين بالقبل في الطوارئ. أيتها الجميلة التي تنام بي في حُلمها، تمشي بي في قلقها، تحبني منذ أن كُتِبْتُ طفلة لاتكبر في قَدَرِها، أ هنئك وأطالبك بأن تتخلَّصِي مِنِّي قليلا لأُمَرِّنَ لك المانوليا على اهتزازات متوسطية. اشتقتُ للبحر الأبيض المتوسط كما تشعرين، ألم أقل لك تخلصي مني قليلا كي لاأولمك ؟ كيف أسامحني ياعذبة الروح على طبعي الغريب؟ اتركيني أهنئك دون دموع، اتركيني أصعد بالحب حُبِّكِ ذي الجناحين والفخامة. ياسيدتي مالنا والدموع اليوم مناسب جدًّا ليبدأ الربيع، لأكتب فوضاي المزهرة، لتضحكي . سأخبرك بآخر مشروع بعد رحلة ڤرساي القادمـة: سيكون نيسان وتصفو السماء كعادتها، تغرد العصافير صباحا... سأفعلها ويطيعني الأزرق. النِّيَةُ لوحدها وصول ومُثُول كما تعرفين. من الأبيض القطني أملأُ لك وسادة الحلم على عجل وعلى الأزرق أحملك ريثما أسحب الكون المريض أُبَدِّلُهُ بالوجود السعيد الذي يليق بك. ياواحدة م

الحياة بين نبضتين

لاتفقد حماستك! شيء كهذا يجب ألاَّ تفعله أبدا. حافظ على قلبك مشتعلا حتى يتلقفك فرح عارم. أردت في هذا الصباح الهادئ أن أُفَجِّرَ ألعابا ، وأن يأخذ العالم إجازة من دموعه وحروبه لنلتقي حول أنوار البهجة. هل تذكر كيف تبتهج وتضحك وتضحك حتى يصاب الألم بالخدر يفقد ذاكرتيه القصيرة والبعيدة المدى؟ إن كنت لا تذكر؛ استسلم لتجربتي التي سأحاول وصفها: استيقظت كالعادة بكرنفال داخلي وعلى غير العادة على الساعة الرابعة مساءً ما زال الكرنفال قائما، والسر كُلُّه في صدفة في عمقي الذي لم أعرف عنه بعد كل شيء. النتيجة هي الأهم اترك نفسك لتُلْهَم. الحياة هنا. في أنفاسك ومن حولك ،وحتى بين نبضتين. إنها تضمك، في أشرس لحظاتها وجنون ساديتها تضمك، وأنت تتمنى الفرار منها ويبلغ سخطك ذروته تعانقك بشدة. اقبلها مثلي أرجوك! لا تبذل جهدا للتعاطي معها؛ التصاقها الكبير واقع جَنِّبْهُ العتب من فضلك.  توحد مع حياتك لترفرف الأعلام البيضاء بداخلك أيها المهزوم الباسم. ينطلق الدفء دوما من التناغم الناجي من الدخلاء، وكُلُّ ما يحاول تعكير صفوك دخيل.. أغلق مجاله بالحفاظ على حالتك المزاجية الاحتفائية. بماذا تحت

لي وحدي

عندما تبدأ رقصتي الداخلية كونوا أو غيبوا. لاتنتمون، لاتُفْتنون، لاتعرفون من المشهد إلاَّ البريق في عينيّ إن اصطادته نظرة منكم لبعض وقتٍ. وكُلُّ الوقت المُنْفَلِتِ من وحداته بَيْنِي وبَيْنِي. لايستعجلني , لايُذْهِلُه إلاَّ يُسْرُ العبور. لست وِزْرَ غيري ولا انتظاراتٍ , أُمنياتٍ , مَدَّ عواطف أو جزرها. أنا على إيقاعي ومعه، بِالحركة المتقدة بنور الروح وَسَطَ المكان, خارِجـه. أَلْعَبُ لُعْبَتي بلا شريك ـ لا شركاء لي. لاأُنافس لا أتنافس، أتنفس لِرِئَتِي الحياة بنشيد عصافير الصباح وطِيبة البنفسج , تجيء رطبة بلا جهد. أُغْنِيَّةُ الطبيعة ، جمهور خلايا مليئة بالحب، خفيفة كبسمتي، تواصلي منفرد . يُلائمني أن انفصل حيث ينْفَتِحُ السِّر على أريحية دُخولي. ياأوراقاً طالها الشحوب ، ياأغصان الشجر النحيلة، ياطاقة الضعفاء، للأرض عودتكِ، أراك وأراني ذاهبة بسعادتي. ريثما أعـود ارقصي دون تداخلٍ معي فجوانيتي لي وحدي. Nassira  26-10-2013