رحلة العثور على أبي

محكومة بموت أبي أكتبُ صدقيَ الشُّجاع وصدقيَ الجريح، ونصوصي التي تجرُّ سطورها كأحصنـة قطعت طرق الشتاء الجبليـة الوَعِــــرة دون أن يستقبلها مرج ربيعي فتستريح.
إلى ماخلف الانكسار ومابعد أنَّات الرحيل، إلى استدارات خطوط بصمات بقاء الأب في روح الابنة، إلـى العثـور عليــه.
ماسينتشلني من حالة التلاشي الآنـية المسافرة العائدة كموجة فيزيائية هو العثور عليه.
أنــا أبحث عن أبي بعيداً عن داره ،عن مشاويره اليوميـة، عن وجوه الجيران وكلام الناس والأوراق الرسميـة.
أبحث عن أبي العميق، التَّليد المقتفي آثار الصالحين والشجعان و ذوي الهمم كي أصافحـه ثم أستسمحه لوضع نياشين العرفان بالجميل وأوسمـة المحبة والتقدير على صدره.
''أتيتُ،عثرت عليه وانتصرت '' أقولها بفخر القياصرة والأباطرة ويبتعدُ الأُفق شِبرين. أتـوِّجُ لحظتي بابتسامته وانتصاري وأبكي بعد ذلك قدر انطفاء الأحياء.
ببساطـة وبمنتهى الصدق لن أضع إعلاناً في الجرائد أو على شاشات التلفزيون لكني أُعْلِنَها بملء الفاه وكامل الإدراك: أُحاول العثور على أبي خِلْسَةً ، مُتَحَاشيةً يقين الناصحين بعدم وجود اللاموجود .
طريقتي في البحث تخصني كما يَخصني أبي. وكشغفـه الذاهب حتى أقاصيـه أمضــي نحو العثور عليه، مخبئة أملي لحلكة اللامتوقع وليحسبه الآخـرون وهماً ــــ وهمي الشَّفيف المرهف لايحتمل تعديلاً أو تبديلاً.

Nassira 28_03_2013