لستني

داهم الموت دورة الحياة وكنت أنتظر الربيع وغزوة النرجس الأولى.غادر بعد أن أودعني دوامة الغياب. أوقفني على هامش الأماني بلا خجل.
لستني حين تشرق الشمس ولاتدغدغ فيَّ أدنى إحساس بالوجود ، لستني حين أمشي وترافقني المناظر كلوحات زائفة ، لست سيدة الأمـل وهو يسقط كتفاحة بين يدي ولا أكلف نفسي حتى عناء التساؤل عمَّا يمكنني أن أفعله به.
يبتلعني بحر الإرهاق، أنام لأصحو وأتعب سويعات بعد صحوي.
''كُلُّ هذا من أثر خيانة الحياة لي '' أقولها في نفسي كي لا أردد أن أبي غادر الدنيا وما فيـها، أن بطلاً من سلسلة يومياتنا العائلية قد انطفأت شمعته ليبدأ رحلـة الابتعـاد الواقية من اللمسات والنظرات.
أصبح المستقبل مقبلاً بفجره وظُهره وأفول شموسه دون صلوات ودعوات أبي وعليه أن يتعود على فراغ غرفته من خشوعها.علَيَّ قبله أن أُقنع نفسي أنه حدث أن باغتتنا سطوة الموت قبيل الربيع وفي غمرة نضال صفرة النرجس للتحرر من قبضة التراب والغشاء الأخضر.

بين الزمنين وبعدهما ستسمع الكائنات والسماوات همستي اليومية ''إلى جنات الخلد ياأبتي و رحمة الله الواسعــة'' ولتتعود عليها كطقس جديد يرافقني، كابتسامة تلبسُ شفتي تزول ثم تَعُود .
Nassira