رسالة إلى أختي الحبيبة وإخوتي الأحباء


 نحن الإخوة أنهارٌ من خير وإحسان نبعت من كرم والدي وحنان أمي.
مُختلفون لأن والدينا لم يضغطا أنا أي واحد منا ، منفصلون عموما في ميولنا وشخصياتنا وأذواقنا و متقاطعون مثنى مثنى أو أكثر في بعض سلوكياتنا وهوايتنا.
تتوازى مساراتنا و حين لا تتلاقى لانأبـه ولا يجب أن نأبـه لأننا المؤمنون بصحة الاختلاف وجماليـة التنوع وغِناه.
إنَّنا الباعثون على الأمل، الواصلون الأمس
باليوم والغد.
نحن الامتداد السارح متينا كجسر مديد لا تقهره الكوارث وغيرُ ذلك تفاصيل وشوائب ليس لها أن تغير في الأمر كثيراً.
تعلمت من والدي أن أقرأ محاسن كل واحد فيكم وأُثَمِّنَها، وتعلمت من والدتي أن أحترم تفرد وخصوصية كل واحد منكم وأيقنت أن ذاكرتنا الجماعيـة أرشيفنا الذي يجب أن نعود إليه كلما تَوَّهَتْنَا الدروب.
ليست الحكمة حكراً على من يكبروننا سنا ولا على الرجال دون النساء ولسنا محتاجين لإملاءات من أوصياء. هو سِجِلُّ المحبة الصادقـة والوفاء لأيام الطفولة وأحاديث الصباح والمساء على مائدة كانت تجمعنا، إن أبقيناه مفتوحـا سنهزم الجفاء متى أطَـلّْ ونقمع المسافـة إن راودتها رغبة التمطط.
إِنْ قُلْتُ أنَّ حُبِّي لكم هو الأكبر قد ترون في ذلك نرجسيـة أو انتقاصا من حجم حبكم لبعضكم ومع ذلك أتحداكم بحُبِّي الكبير وحبي العميق وحبي السعيد الساخر من رمادية أراغون وأبتسم.
إنسانيتي التي لاتتعب من السعي نحو الأفق حمامـةٌ بيضاء تبسط جناحيها لتقترب السماء بكل الرَّحَابـة تنعكس في وجداني الفسيح، فيوقن قلبي الشادي بحب والديّْ أنِّي القادرة على أن أحبكم بصفاء خالص وإخلاص نادر واتـساع لايطويـه الخيال، وأنكم مثلي يقيدكم الماضي بحلاوته وأمانه وظلال السخاء والعطاء النافي لأيّةِ أنانيـة.
كل الخير أتمناه لكم دوماً وكل النجاح. وأدعو بالرحمـة لوالدي الذي سقانا بالرعاية وماء المكرمات و أنبتنا نباتاً حَسَناً رُفقة سَيِّدَة حُبِّي . أُمِّي الصبورة الرائعـة التي يخجل النُّبْلُ من نُبْلِها وترتمي الطيبة في كَنَفِ طيبتها ويهمسُ الحنان لحنانها ''علِّمني كيف أغدو أجمل''.
أدام اللَّهُ عليها نعمة الصِّحَـة وشَمِلَها برعايته وحِفظه.
وفقكم الله ودُمْنَا له حامدين على ماأسبغ علينا من نِعَمٍ ظاهرةٍ وباطنة.
Nassira 24-03-2013