سيدة الرَّبيع

إن لم أكن سيدة الربيع والأمل فماذا سيحصل؟
ستنحني سيقان الزهر ويرحل المطر تحضر مكانه ندف قطنية مبعثرة تتوه قبل أن يشربها الهواء ويكتئب الفصل الوديع يتسلل للتقويم ويسكن بجانب أقحوانة.
ماذا أصيرُ إن استقلتُ من تشكيل البسمات وصقل الشجاعة؟ إن ارتمت كلمات المواساة في سلالي ولم أبدلها بتُوَيْجَات السعادة المنشودة؟
مخلوقاً جديداً ربما عابراً كغيره، صامتاً كصورة في إطار أو متحركاً كورقة تدفعها الريح حيث تشاء...
لا لن أتنازل عن مشيئتي، عن المشي أماماً، عن مسح دموع غيري قبل دموعي عن سيرة الحنان والرقة والإنسانية.
مـرحباً بآذار الذي دوَّن في سجل أسبوعه الأول تاريخ وفاة والدي الحبيب ومرحبا بالغد والسلام والتصافي معه .
مرحبا بالربيع الذي طوى شتاءً انسدلت عليه ستارة سوداء هذا العام وغادر وأنا أودع أعز الناس في كفن.
كل الترحيب أيضا بكلمات تسقط على صفحتي ولا تخذلني تتمنى أن أرسم بها بنفسجة أو نرجسة وأختار أن أُخرج من ثناياها حمامـة بيضاء وسماءً صافيـة زرقاء ودُعاءً يرتفع ليرافق رفرفة الجناح.
سأظل سيدة الربيع ياآذار، فاطْلِق العنان لتغريد الطيور ونبهني صباحاً بوخز شعاع إن غفلت حواسي عن إدراك ماطلع من جوف الأرض ليتمايل والنسيم .
لـم أكن مُخَيِّبَةً للأمل ولن أكـون، فأنا الرَّاضـية بالـقدر وصديقة الصَّبـاح- نصيـرة الرَّبيع الذي يرفض أن تجفَّ القلوب كمداً ويأساً وتهنَ العزائم حزناً .

Nassira 23-03-2013