كالكرز والرحيق

كم مشيتُ في تلك الدروب حائرة، تائهة أبحث عنك. كنتَ هنا وكنا معا. نسعد ونحتار وندخل حقول الذهول. أرتمي في قعر خيالك حورية تسبح وتغني وتتساءل إن كان لك في خيالك زعانف للحاق بها. أربكتني دوما، رششتني بالدهشة والقلق وأخضعتني لآلاف التحولات دون أن تدري. لو أخبرتك بما يحدث أشك أنك ستصمت. لا أخالك إلا ضاحكا كما لم تضحك من قبل. تخيل أني صرت يوما، في وجودك، حبة كرز. حلوة كالرحيق، حمراء كالحب، طيبة كقلبك حين يرق. عندما اقتربت يدك تشبثت بغصني. خطوط يدك فضحتك وأخافتني.
سطور العشق المكتوبة عليها كثيرة وعطور حدائق الحرملك المنبعثة منها ذكرتني بشهريار.
وقتها شعرت أنني أبهت. أنني واحدة كأي واحدة وأنني في أجمل مواسمي مجرد واحدة . ابتعدت يدك. لم تلتقطني, وانقطعت أغنية الإشتهاء. غصني رفعني .
عدت أنثى تلون خيبة الأمل بالابتسامة والحديث. فكرت بعدها طويلا في مغامرة الإرتماء ولم أرتم. فضلت أن أبقى معلقة أنتظر عودتك وفرصة ثانية أحاول فيها إعادة القراءة لعلي أكتشف خطأ في السطور أو خبرا مثيرا.
لأنني واحدة كأي واحدة أَلهيتُ نفسي بصنع عطر يهزم كل العطور. ولأني تركت احتمال تحولي إلى حبة كرز مفتوحا. قررت أن أُعِدَّ حمرة تسكر الشفاه.
في انتظارك وفي حضورك يحدث هذا الجنون الحلو كالكرز والرحيق وأنشغل به.

Nassira