غزة تستحق حياة بلا تهديد وحصار وهواجس اعتداءات

سيجوا منطقة لاتعجبهم تطل على البحر وقالوا لسكانها:'' أنتم مستقلون عنا، غير متحررين منا فمتى شئنا نستهدفكم ومتى ناسبنا نقض مضاجعكم ومتى أخطأتم في حق أمننا أو استشعرنا أنكم قد تخطئون سنعاقبكم .
لامفر بوابات الهروب مغلقة والبحر والجو مراقبين''.
الأمر كله يبدو كلعبة حقيرة شعارها التعاسة للمهزومين'' Vae Victis'' .

وللأسف الشديد هي لعبة واقعية دامية حد النزيف المميت وسقوط الأجساد والأعضاء وارتفاع الأرواح متسارعة في أيام مدوية .
إنها الحقيقة المُرَّة المتنافية مع النظم والقوانين والمواثيق الإنسانية المتعارف عليها دوليا.تتعرى في غزة كل مرة وتكشف هشاشة وعود السلام ووجه الصهيونية الذي يذكر بالذي مضى.
قد يطل مسؤول من غزة أو من الضفة يشجع ويرفع المعنويات أو يندد بالعدوان ويتوعد بالرد ، وقد تسقط صواريخ تدوي لها صفارات الإنذار تزعج الصهاينة. لكن المأساة تظل نفسها والعربدة الإسرائيلية تظلها ذاتها العربدة.
كل ما يبنى في غزة مهدد بالهدم والإنسان المقيم في غزة مهدد بالموت والأسرة الناعمة بالدفء والطمأنينة قد تغدو في أي تاريخ وتوقيت مشردة بدون معيل أو فاقدة لفرد أو مجموعة من أفرادها.
إنَّها ليست حرباً، إنه عدوان حادث قابل للتجديد من أجبن وأحقر الأنواع والأصناف.
إنه التهديد والتجبر المستمر على مجموعة بشرية محاصرة تحاول الاستمرار في الحياة والتسلح بمعنوياتها الثقافية والعقائدية وذخيرتها النفسية كي تعيش.
تنطلق هاسبارا الحكومة الصهيونية عبر العالم لتجد أبواقا داعميها في الانتظار لكنها لاتزيد كراهة وشنيع فعلها إلا غوصا في قلة الأخلاقية واللامصداقية.
مايحدث اليوم يعيد إلى أذهان الكثيرين ذكريات الرصاص المصبوب ويهز العالم والناشطين من أجل حياة إنسانية أفضل كي لا يخمدوا.
مشوارهم لتصحيح المسار، مساعدة الآخر وتنوير من لايدركون لايزال طويلا.
غزة وإنسانها عنصران في معادلة غير متوازنة مع الكيان الصهيوني، تصبح مهددة بالانفجار حسب النزوات السياسية الإسرائيلية وهذا أمر منافٍ للعدل والإنسانية.
كما كتب مراسلون بلا حدود وأطباء ومراقبون وصحافيون من كل أنحاء العالم إداناتهم وشهاداتهم على العدوان على غزةعامي 2008 /2009وتجمعت المقالات في ندوات ولقاءات وكتب منشورة... على الجهد الإنساني أن يستمر و تصحيح المفاهيم أن يتواصل.
صاروخ يصل أو يضل هدفه من مجموعات المقاومـة الفلسطينية لا يجب أن يلهي محبي غزة والعدالة عن التضامن ضد الظلم والعدوان وتوضيح ماقد يغيب عن بعض العقول.
غزة محاصرة منذ سنوات، مهددة دائما، يحكمها واقع سياسي فلسطيني بعيد عن الانسجام والتعافي التام.
غزة تحتاج وبشكل متناسب مع واقعها المهدد للمزيد من جهود العالم والإنسانيـة لكي تكافأ بالحياة التي تستحق: حياة إنسانية بلا تهديد وحصار وهواجس اعتداءات.