المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٥

قوّة الخطاب وألق الموهبة في ' وحوش بلا وطن '

صورة
إفريقيا الأمومة و الطبيعة والإنسان تُوجِعُ عميقًا في فيلم " وحوش بلا وطن"   المقتبس عن رواية الكاتب إزودينما إيوايلا ذي الأصول النيجيرية التي تحمل نفس العنوان. يدخلها المُشاهد بسعادة مع بدايات العمل السينمائي ليجد نفسه سريعا في إحدى قضاياها الأكثر إيلامًا. تنتشل فوضى الحرب الأهلية الطفل أغو من طمأنينة الحياة الأسرية لتقذفه إلى كتيبة المتمردين فيصير ,مُرغما, مجندا يعايش العنف والقلق ويضطر لممارسة القتل بلا رحمة ولا تردد .  إمتحانات مؤثّرة عديدة يجتازها ليفقد رهفه الطفوليّ ويثبت ولاءه للقائد ؛الذي يتقن دوره النجم إدريس إلبا؛ إنّه يتدرب ويهتف ويتجاوب مع الأوامر، يتحمّل كما يتحمّل رفاقه الصغار، ينام في الغابات ويصحو فيها وحين يضطر للتنقل إلى أماكن أكثر تمدنا فللقتال والقتل. الطفل الغانيّ أبراهام أطاه في دور أغو  يثبت أنه جدير بالدور الصعب كما يشهد على ذلك حصوله على جائزة مارتشيلو ماستروياني في مهرجان البندقية لهذا العام. بذوبانه في الشخصية التي تقمصها يقنع المُشَاهد بالمراحل القاسية التي تصنع الجنديّ الصغير الذي لايفهم مالذي يحصل ولماذا لكنه مدفوعا بغريزة البقاء يُحاول أن

ترجمتي لقصيدة " بلور " لباول تسيلان

صورة
ليس على شفتيّ تبحث عن فم, ليس أمام البوابة عن الغريب, ليس في العين عن الدمعة. سبع ليال صعودا يقترب الأحمر حتى الأحمر, سبعة قلوب أعمق تدق اليد على البوابة, سبع وردات لاحقا  يهمس النبع. ترجمتي --Nassira °°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° -Paul Celan - Kristall--

بورتريهات العصر الذهبي شهادات فنية أطول عمرا من السيلفي ــ نصيرة تختوخ

صورة
من المعروف  أن عددا من الفنانين رسموا بورتريهاتهم بأنفسهم. لماذا فعلوا؟ سؤال يتبادر إلى الذهن ومعه تأويلات قد تقترب أو تبتعد عن الحقيقة. في متحف ماوريتس هاوس بلاهاي يجد الزائر بعض الإجابات من خلال المعرض الذي يقدم مجموعة مهمة من البورتريهات لرسامي هولندا المنتمين للقرن السابع عشر والذي يُصطلح على تسميته بالقرن الذهبي في هولندا ,نظرا للازدهار والغنى والتقدم الذي عرفه البلد  آنذاك. أوّل ما يتم الوقوف عليه هو صعوبة إنجاز البورتريه الذاتي في تلك الفترة نظرا لضرورة الاستعانة بالمرآة أثناء الاشتغال الذي يتطلب أيضا حمل الريشة و لوحة الألوان. الفنانون اجتهدوا في أن يظهروا بأشكال لاتوحي باستعانتهم بالمرايا وحاولوا تقديم أنفسهم بالصورة التي تناسب رؤاهم من جهة ومستواهم الفني من جهة أخرى. عندما نشاهد بورتريه رمبرانت الذي رسمه في عامه الأخير فإنّنا نرى المعلم وآثار السنين على شكله لكنه يقنعنا بنظرته غير الآبهة بالزمن و بظروفه القاسية في اللوحة ، قبعته التي توحي بطابع شرقي والملابس التي لايبالغ في تجميلها ,والتي تبدو وكأنها تناسب قرنا مضى, تخرجانه من سطوة وقته إلى خياره ولمسته ونظرته الفنية الخا

الأمل الفلسطيني العجيب في أزرق سوزان أبو الهوى-نصيرة تختوخ

صورة
غزة قفص يجاور البحر تتذكره الإنسانية عندما تزوره نيران وآلات الحرب وكثيرا ما يُنسى، سوزان أبو الهوى تدخله روائية، تتحرك مع الزمن وتسبح مع الجن لتشهد على الإنسان الذي يولد ليحيا فيجد الباب بينه وبين العالم الآخر مفتوحا بينما تنغلق أبواب أخرى كثيرة أمامه . توظف الكاتبة مظاهر الثقافة السائدة في غزة، تأخذ من التاريخ و تستشهد بأحداث واقعية أليمة وتنجح كروائية في إيجاد الوصفة التي توازن بين الواقع و الخيال فلا توقع الرواية في التقريرية كما تنأى بها عن ورطة الموقف الذي قد يجعل القارئ يلمس تحاملا ما قد لا يرغب فيه . تبدأ الحكاية من قرية بيت دراس التي كانت تقع في القرن الثالث عشر في الطريق بين القاهرة ودمشق ، تمر بها القوافل التجارية الذاهبة لشمال إفريقيا وآسيا وجنوب شرق أوروبا .هناك حيث النهر الرقراق، الذي تجلس قربه مريم وصديقها خالد، يعرف الطريق إلى البحر الأبيض المتوسط تكبر الأخت الكبرى نظمية وأخوها ممدوح مع غرابات والدتهم، تبدو الحياة متصلة بماضيها المتوسطي إلى أن يقطع الهاجانا هدوء الليل ويلطخوه بالدم. نظمية الراكضة ضد التيار لنجدة أختها مريم لاتصرخ بعد أن تُغتصب عدة مرات فيهتدي ال

الموهبة الصغيرة و شهية النشر

صورة
يبتسم أحد زملائي دائما وهو يستشهد بمقولةٍ لوالده مفادها أن الموهبة الصغيرة عليها أن تقسو على نفسها وتثابر كثيرًا. الإبتسامة حسب تخميني ليست نابعة فقط من إستحضار الرجل لوالده وقفز الذكريات إلى المخيّلة بل من اللؤم والمرارة الموجودين في الحقيقة واللّذان يحولناها في بعض الأحيان إلى نوع من الفكاهة السوداء . المقولة صائبة ولاأشكّ في وجود حكم وأمثلة عربية وأجنبية تقترب منها لكن الإستثنائي والجميل فيها تزويج الموهبة بالحجم؛ فهي بوجودها باعثة على الأمل وبحجمها غير كافية وتتطلب أكثر لتكون مرضية . لن أدخل في البيداغوجيا وتطوير المهارات أو حتى عمل الدماغ سأمكث في الكتابة لأستمتع بفكرة أن مواهب صغيرة كثيرة في هذه اللحظة تؤلف " نصًّا " . العاطفة مدرارة والعقل لايحتاج لتشغيل عضلاته والتعرق و الكاتب لديه أصدقاء وقد سبق له النشر إلكترونيا و على الورق. لقد تم الإعتراف به بشكل ما، أكثر من ذلك هناك كاتب آخر كتب عنه. يمكن أن يبخل على نفسه لكن الحقيقة كما يراها أنّه كاتب أو شاعر وهذه الصفة الثانية تحديدا عزيزة ومعبرة وتقدّمه إلى زمالة أرتور رامبو وسيلفيا بلاث ونيرودا ولوركا؛ تتجاوز به الح

التميز والتساؤل مع' أنا وإيرل والفتاة التي سوف تموت '

صورة
" أنا وإيرل والفتاة التي  سوف تموت " كانت الرواية الأمريكية التي ألّفها جيسي أندروس وعرفت طريقها للقراء عام 2013 وأصبحت بجهد وموهبة المخرج ألفونس غوميز ريخون والطاقم المتعاون معه فيلما بديعا أخذ من الرواية أحداثها الأهم وأعطاها بإبداع الصور والحوارات وأداء الممثلين حياة وأبعادًا أكثر. ريتشل المصابة باللوكيميا تحتاج  لمن يواسيها ويسلِّيها و ليست هي من يطلب ذلك بل والدة غريغ (كوني بريتون)  التي  تدفع إبنها  كصديق طفولة سابق ليفعل فيشاركها الأب الغريب الأطوار (نيك أوفرمان ) في الإلحاح والدفع في نفس الاتجاه. غريغ (طوماس مان) يلبي رغبة والديه ويجد نفسه شيئًا فشيئًا يتعود و ينسجم مع ريتشل(أوليفيا كوك). يتعرف على وساداتها الكثيرة وتفاصيل غرفتها الزاهية التي ينتبه لها فيتحدث عنها وأخرى نكتشف معه دورها في آخر المَشَاهد. إنّه يستخدم فكاهته الفريدة ويجعل صديقته المريضة تضحك ويقرب المتفرج من سمات الصداقة الأدقّ. يهمل دراسته ولايهملها ويعرِّفُها بصديقه إيرل (رونالد كايلر  II ) لتكتشف فيما بعد الهواية التي تجمع خيال الاثنين وترافق يومياتهما منذ سنوات. ينكشف من خلال طباع الثلاثة أن