....جدّتي، جدّتي...
يصيبني ذلك الحنين في المساء وأنا عائدة وفي الصّباح الباكر، أحيانا الباكر جدًّا، كأنّ الجدّة التي كانت تنام غير بعيد عنّي لتوّها استيقظت وأنّي سأقوم لأتبعها، وأعرف أنّ الجوّ بارد وأنّ الصّقيع زجاجيٌّ جميل على النباتات، وبالأمازيغية اسمه يكاد يتكسّر وينزلق 'أزريش'. أمّي تتمنّى أن نبقى دافئين في الفراش، كما كانت تتمنّى في ظهيرة الصّيف أن نحتمي من الشّمس والحرّ في القيلولة، لكّن القرية مفتوحة وكلّ الحقول مباحة لنركض من الزيتون إلى اللّيمون والبرتقال ومن مساحات أشجار المشمش حتى سطر أشجار السّرو. أشجار الرّمان كان منظرها فوضويا، كأنّها غير مهمّة حتى تنطق بأزهار مدهشة يبقى منها تاج الرّمانة أو فمها، أيّ عجب! حالةٌ خاصّة هي الرّمانة وبذلك الثوب الفاصل في الدّاخل ثمرة أنثى. رائحة الحطب يحترق دليل على أنّ النّار في مكان ما، أنّ إحدى العمّات قد استيقظت وأنّها تعدّ الفطور، أنّ الحليب دافئ والخبز دافئ وأنّ الجدّة قد تكون بمنتهى السّرية أوصت لتكون في الفطور أشياء نحبّها أو تجعلنا نحبّها وهي تقشّرها لنا أو تقطعها أجزاءً كأنّها تُطْعِمُنَا لنكون ونَصِيرَ كبارًا، نصير فخرًا. لاأعرف عن ج...