أركضي ياريشتي ــ مارسلين ديبورد فالمور (ترجمتي )

أركضي ياريشتي، أركضي: تعرفين جيّدًا من يأمرك.
أتوسّل موهبة متعاطفة أن تضفي على عملك جاذبية الخيال الغامضة، فلا يعرف أيّ أحد مصدر مجهوداتك ولا الحمّى التي تقودك: إنّ المصادر التعيسة تنفّر.
لتكن روحي مفتوحة لنظرة الخالق فقط. أتركيها وحيدة في ليالي الأرق: إنّها لاتبوح بسبب جدالاتها مع الأرض. يعرف الإله بأن لذلك السبب المقدس الأمل المعلق بالدخول يوما في سمائه، كما يدخل طفل بيت أبيه.
الطفل العاقّ عانى قبل أن يرى باب الأمّ يفتح أمامه مجدّدًا: لولا دموعه المرّة هل كان ليعود ؟
أركضي إذن ياريشتي، أركضي: تعرفين جيدا من يأمرك.
أُسَلِّمُ لك ساعاتي، لتترك، من خلالك، أثرا ضعيفا لمرورها في الحياة. عندما ستعبر الحشد، على جناحيّ أساي إذا صُرِخَ:' ليس لديها نَفَسٌ.' قولي أنّ الجُدْجُدَ المختبئ في حقول القمح يؤلفّ أيضا موسيقى ضعيفة. لكّنها ليست بدون لطافة وسط الضجيج الفاخر بروائع الطبيعة؛ أجيبي من أجلي بما أجاب الإله من أجل الجدجد:' اتركوا جدجدي يغني، إنّي من وضعه حيث يغني. لاتعارضوه في حصّته غير الملحوظة وسط الحصاد الشاسع الذي تجعله شمسي يصفّر وينضج من أجل الجميع.'
أركضي إذن ياريشتي، أركضي، تعرفين جيّدا من يأمرك.
المتقشف، غير المستقر، القدر، الذي قال لي:'يكفي.' عندما كنت أطلب منه حصتي من نِعَمِ الوجود. القدر الذي قال لي:'لا!' عندما كنت أرفع عينيّ لأحصل مجدّدا على ابتسامة من ابتساماته،أَسْقَطَ رغم ذلك، في فزعي، نعمة كانت هيئتها توحي بقيمة ضئيلة، لكنها تصير نخلة خلاص لو كستها العذراء بخيوط من العفّة السّماوية: أنت ياريشتي المنفصلة عن طيران عصفور مسكين مصاب مثل روحي،ربّما؛ أنت من لم يُعَلِّمْنِي أحد سياقتها؛ أنت التي بدون أن أعرف التّقليم تركتك تتجولين في فكري بدون تردّد أو إحباط؛ أنت، التي هربت مرارًا من أصابعي الجاهلة؛ أنت، التي تجدين أحيانا، بدرجات أسرع من فجأتي، بعض العبارات أقلّ دناءة من معلّمين نظروا إليك في البداية بشفقة.
هكذا ياريشتي اركضي، اركضي: تعرفين جيّدا من يأمرك.
أنت لن تجرحي، لن تتمتمي بكلمة كراهية واحدة، عندما يتعلق الأمر بدفع الإساءة: يُفَضّل التهاوي غبارا، لن أرتعش مجدّدا بغير الحب، عندما أصير غبارا، أبدا لا بالخزي؛ حتّى إذا انتظرت وسط المطهر، الذي وصفه دانتي، الذي رآه، بأنه تعيس للغاية، ناعم للغاية،  تقول لي كلّ الأرواح السعيدة التي تمرّ أمامي خفيفة وناجية  بابتسامة: إلى اللّقاء!
لهذا الثمن المغموس في الحبر أو الدّموع أركضي ياريشتي، أركضي: تعرفين جيّدا من يأمرك.
*مارسلين ديبورد ـ فالمور(1786-1859)