اللّيلك

مزهرية قديمة من المعدن المطليّ أو زجاجية شفافّة عامرة باللّيلك يمكنها أن تقول طوال اليوم أنّها لاتخاف، أنّ الوقت عاديّ يذهب مع الفراشات ويأتي بالفراشات تحمل على سيقانها أسرار الأزهار والحميميّة من كؤوسها. 
 ''كثيرٌ من الأعوام تعودّت على الرّحلة الصّامتة تُسَجَّلُ  قد ذهبت وتحبُّ أن تسكن. تتحركّ في الغياب. الفراشات لم تكن قطّ وحيدة.'' ربّما يبوح لبعضه اللّيلك.

 من سيقطف الباقات البيضاء والبنفسجية والأخرى المدهشة ذات الطّبع المفاجئ، سأحملها عنه وأمشي بها بين ذراعي وصدري. تُقْرِئُ قلبي دقّاته. يمر بالمحطّات: حُلْمٌ، حُلْوٌ،غيمة فعودة.
اللّيلك في المقهى. النّادلة تحاول ألاّ تتأخّر، إيقاعها لاهث، الحُمْرَةُ على الحلوى من التّوت والسّواد من العلّيق، الباقي ممّا اكتسى بتفاصيل بنيّة كلّها من الكاكاو مسافرة مع نكهة الفانيليا، لو انتبهت وهي تسجّل الطّلبات لكانت لمحت بداية رسالة. عن الوقت، دائما، الذي تصير فيه السّنديانة طاولات في المقهى والحليب والسّكر وردة، كيف يكون مناسبًا عندما لانكون خائفين، نرى الإنسان ويرانا ونعذر أخطاءه، لانتوقع منه أن يكون مثاليًّا ونُمْهِلُه وقتا مُطْمَئِّنًا.
 اللّيلك في اللّوحة كما كان في غرفة الرّسام، ليس أجمل ولا حتّى أوضح لأنّ صاحبه انطباعيّ واللّوحة ليست مرآةً.
في صفحتي اللّيلك داخليّ، الشّتاء في الخارج.
هل تعرف ما يعنيه هذا؟
Nassira 28-1-17--