قصيدتي ..ــ نصيرة تختوخ

قبل أن يأتي المساء يجب أن أجد القصيدة التي تبحث عنّي، ليس من المعقول أن أتوه عنها كلّ هذا الوقت وأن أتركها وأتركني مستسلمة لألوان السماء تشدّ خيوطي فتؤلمني وتريحني، تحرك ابتسامتي وتُحرج مقاومتي متى شاءت. بمجرد عثوري عليها سأكتبها وأُحمّلها ثقتي الكاملة، أسمّيها ''رسولتي '' وأوصيها وصاياي لتحفظها كأقحوانة كثيفة البياض توحي بأنّها تَعْرِف وتُشهر غموضها وإيحاءاتها الكثيرة ومنها أنّها تعرف البحر ومنها أنّ للثلج براءة ومنها أنّني موجودة في كينونتها وأنّني شربت من الكون صور الكائنات الأروع وأنّي أحببت كما يليق. أسأل نفسي: 'كيف سأتجرّأ على إثقالها ؟' ويجتاحني البكاء، إمرأة مثلي لماذا تكون خفيفة كأصغر بتلة في تاج الأقحوانة الأبيض وعميقة كالظلام المسافر في فراغ الساق الطالع من الأرض بالحياة؟ أيّ معادلة معقدّة الرّهف أتمتمها للورق وأراها تتنفسّ وتُبحر لتطول وتكفي؟
الحيرة أقلّ مايلزمني، هي البرد وبداية التّيه، شيءٌ كديسمبر عندما يحطّ ويُنْكِرُ أنّ للصيف رُتْبَة تلمعها الشمس ويثرثر بالهدايا والأعياد والأماني والأعواد تيبس خائفة لأنّ الطيور شربت أغانيها ورحلت.
قصيدتي '' الرّسولة '' لو تفهم تقتبس لي شعاعا رفيعا شديد الصفرة. أُربّيه على الظرف الذي سأغلّفها به فينمو. تتدوّر حوله الأقواس كأطراف تنانير الأزهار وينبض لتحلّق من أجل الانغماس فيه حدّ الشّبع من النور والدفء حياتي.

Nassira 7-5-2015