المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٥

مدرسة لاهاي صلتها بمدرسة باربيزون وإطلالتها على العالم--نصيرة تختوخ

صورة
عندما نتحدث عن حركة فناني لاهاي أو 'مدرسة لاهاي ' في الفن التشكيلي الهولندي فإننا ندير عجلة التاريخ إلى الوراء لنتحدث عن حقبة فنية هولندية غنية بالتعاون والدأب والجمال. وإن كانت اسما ء رمبرانت فان راين وفينسنت فان خوخ أو ربما حتى يوهانس فيرمير الأشهر عند عموم الناس عالميا فإن المهتمين بالفن لايغفلون عن كفاءة وتميز الفنانين الذين شكلوا الحركة الهولندية القريبة من جارتها الفرنسية المتمثلة في '' مدرسة باربيزون ''. مع بدايات عام 1830 كان نُزْل السيد '' غان '' وزوجته محطةً لفنانين وجدوا في منطقة باربيزون و النّزل ضالتهم التي يبتغون. طبيعة قريبة وثمن إقامة مناسب وتواصل فنيّ أتاح لفنانين فرنسيين فرصة الاشتغال على مايريدون والتقدم في توجههم الجديد. متمردين على الرومانسية لصالح الواقعية التي تكفلها الطبيعة ومنتبهين لأثر تغير الضوء على مدار اليوم على ماينقلونه للوحاتهم من مناظر . إستطاعت نخبة فناني باربيزون ومنهم '' ثيودور روسو '' و'' ميليه '' و '' دوبيني'' و&

السقوط في الرداءة بحجج واهية-نصيرة تختوخ

صورة
إنّ المُطّلع على الكثير من جديد السينما العربية، مغاربية كانت أو مشرقية، سيندهش من كمّ الأعمال الغارقة في الفوضى والتخبط والتي لا يسعفها اتخاذ '' الواقعية '' أو '' تسليط الضوء على مشاكل المجتمع '' أو حتى ''إضفاء أجواء المرح '' عذرا. حشو السيناريوهات بالكلمات البذيئة أو المشاهد بأجواء الانحراف وإقحام العربدة كنوع من اليوميّ في حياة الإنسان أمورٌ تتكرر ويبقى الرّهان الفنيّ المتعلق بذلك الاستخدام المفرط لها مُبهما. من المؤكد أن واقع المجتمعات العربية لايخلو من التناقضات والممارسات المتضاربة مع القيم وأنّ انتماءها للعالم الثالث بشكل عامّ تصحبه مظاهر تجعلها بعيدة عن المثالية لكّن الأكيد أنّ وظيفة الفن لم تكن أبدًا تشويه المشوّه أو اصطياد القُبح ووجوه الانهيار الإنسانيّ وزيادة بعض ملامح السقوط عليها لخلق فرجة ومتعة الغوغاء. أن يكون المُتَوَقَّعُ خلقَ نشوة المتلقي برؤية الطابوهات معروضة وإمتاعه بصراعات ولغة المسحوقين من أجل البقاء أو مايرومونه من الحياة مؤشرّ يدلّ على سقف طموح منخفض ومستوى عام يرجو الارتقاء به لا تغذيته بما يبقيه عل

الانشغال بالإرث الفني في زمن الحرب ـــ نموذج من هولنداـــ نصيرة تختوخ

صورة
وصول هتلر إلى سدّة الحكم رافقه تصنيف قاسٍ ومُهَدِّد للفن ولجامعي اللوحات خاصّة من اليهود . لقد أطلق النظام النازيّ على الفن الذي لا ينسجم مع توجهه صفة '' المُنْحط '' وسعى إلى محاربته بدءًا بتقزيمه في معارض نزلت بأعمال فنية معاصرة آنذاك إلى درك الرداءة والتهكم ومقارنتها بأعمال المعاقين ذهنيا ثم بالسعي المستمر إلى إبادة مالايروقه بحجة عدم ملائمته لألمانيا الآرية المتفوقة وروح شعبها الذي تناسبه البطولة و الالتزام . أصبح تجار الفن مشبوهين بممتلكاتهم ومتهمين بيهوديتهم إن كانوا يهودا و الفنانون مقيدين بالتوجه الوطنيّ الذي لاتناسبه الحريّة المنتجة لأعمال '' الفن المنحطّ'' . لأن صدى النازية تجاوز سريعًا الحدود الألمانية فإنّ بلدًا جارًا وصغيرا كهولندا استشعر، بحدس القائمين على الفنّ فيه، الخطر القادم . سافر فيليم ساندبرخ الذي كان محافظا في ثلاثينات القرن الماضي في متحف الستايدليك بأمستردام إلى إسبانيا ليقف على طريقة حماية التحف الفنية أثناء الحرب الأهلية وعاد ليفكر في حلّ يناسب الطبيعة الهولندية الخالية من الجبال. في كهوف كوستا برافا المختبئة خلف ال

'الحصان الأسود' قدرة الفن على خلق أجنحة

صورة
تكرّرت قصة المعلّم الملهم والمؤثر في السينما إلى درجة أنّ الطرح أصبح يبدو مستهلكا، وصار يفرض الرهان على تميّز بالغ وإضافات تحافظ على اهتمام وانتباه المشاهد، وهو ما نشهده في الفيلم النيوزيلندي “الحصان الأسود”. العرب  نصيرة تختوخ  [نُشر في جريدة العرب اللندنية بتاريخ:19/05/2015، العدد: 9922، ص(16)] الفيلم مقتبس من قصة حقيقية عن الماوري جينيسيس بوتيني عندما نقرأ تقديما موجزا لفيلم ”الحصان الأسود” لمخرجه النيوزيلندي جيمس نابيي روبرتسون، ونتبيّن أنّه يتعلّق بالمدرب جينيسيس بوتيني الذي يحاول تدريب مجموعة من الأطفال المهمشين على الشطرنج، وأنّ الفيلم مقتبس من قصة حقيقية فإن حذرا ما ينتابنا، يليه الفضول لحسن الحظ. تعليم لعبة ذهنية بعيدة عن الاستخدام البدني الذي قد يخلق نوعا من الحركة الباعثة على النشاط والحماس، وإقناع المشاهد بالسّياق وبانخراط الأطفال في ممارسة اللعبة ليس بالأمر اليسير خاصة، إذا عرفنا أن المدرب الذي يتم تناول شخصيته، إنسان عانى من الاضطراب النفسي المعروف بالاضطراب الوجداني الثنائيّ القطب، بما يتطلبه ذلك من إلمام وقوّة في الأداء للوصول إلى الواقعية والإقناع.

قصيدتي ..ــ نصيرة تختوخ

قبل أن يأتي المساء يجب أن أجد القصيدة التي تبحث عنّي، ليس من المعقول أن أتوه عنها كلّ هذا الوقت وأن أتركها وأتركني مستسلمة لألوان السماء تشدّ خيوطي فتؤلمني وتريحني، تحرك ابتسامتي وتُحرج مقاومتي متى شاءت. بمجرد عثوري عليها سأكتبها وأُحمّلها ثقتي الكاملة، أسمّيها ''رسولتي '' وأوصيها وصاياي لتحفظها كأقحوانة كثيفة البياض توحي بأنّها تَعْرِف وتُشهر غموضها وإيحاءاتها الكثيرة ومنها أنّها تعرف البحر ومنها أنّ للثلج براءة ومنها أنّني موجودة في كينونتها وأنّني شربت من الكون صور الكائنات الأروع وأنّي أحببت كما يليق. أسأل نفسي: 'كيف سأتجرّأ على إثقالها ؟' ويجتاحني البكاء، إمرأة مثلي لماذا تكون خفيفة كأصغر بتلة في تاج الأقحوانة الأبيض وعميقة كالظلام المسافر في فراغ الساق الطالع من الأرض بالحياة؟ أيّ معادلة معقدّة الرّهف أتمتمها للورق وأراها تتنفسّ وتُبحر لتطول وتكفي؟ الحيرة أقلّ مايلزمني، هي البرد وبداية التّيه، شيءٌ كديسمبر عندما يحطّ ويُنْكِرُ أنّ للصيف رُتْبَة تلمعها الشمس ويثرثر بالهدايا والأعياد والأماني والأعواد تيبس خائفة لأنّ الطيور شربت أغانيها ورحلت. قصيدتي '&

نساء آذتهن الحرب: شامخات بإرادة الاستمرار كجبل فوجي- نصيرة تختوخ

صورة
قد لا يبدو من العدل تهميش 300 عام من التواجد الهولندي في أندونيسيا، بما فيها من استغلال، والتركيز على ثلاث سنوات من الاحتلال الياباني للبلد لكنها قذارة الحرب لا تنزه أحدًا وآلام الإنسان تتجاوز المقارنات. من 1942إلى 1945 أحكمت الآلة العسكرية اليابانية قبضتها على الهند الشرقية الهولندية، إندونيسيا حاليا، وكانت الحرب العالمية الثانية مستعرة. الأرخبيل القويّ الطموح بحساباته والمهدّد بأعدائه نشر جنوده على البلد المثير للمطامع لغناه بالمواد الأولية وحدث الكثير مما حفظته صفحات التاريخ العالمي كخطوط عريضة والذي قد يحسب قليلا لكنه كثير مثير للجدل. تبوح الجدّات الإندونيسيات اليوم، الجميلات الطفلات أو الشابات في زمن الحرب بأشياء مثل:''كانوا كثيرين متشابهين بعيون ضيقة'',''كان عليهم أن لايطيلوا البقاء وإلاّ تم تعنيفهم''... هؤلاء المقصودون هم الجنود اليابانيون خارج الفخر والأوسمة والبطولة. يطلون كضمير الغائب من ذاكرة عجائز إندونيسيا اللواتي عايشن الحرب وحملن ألم ماعايشنه هائلاً وعميقا يقاومنه كي لايفتتهن والحياة تطالبهن بالقوة والاستمرار. جميلات الأمس اقتدن من بي