وعد العودة

لا لم أكن هناك على تلك الأرض الطيبة ولم أخرج حافية، مذعورة في منتصف الليل .
لم أستيقظ على صوت بيت يطير في الهواء وعلى بكاء رضيع لم يبك حتى النهاية.
هؤلاء الذين ركبوا الشاحنات قسرا وهؤلاء الذين استداروا نحو الحائط كي يرسم الرصاص ثقوبا في ظهورهم لاأعرف أسمائهم و أعمارهم و بما كانوا يحلمون .
قد تكون رسالة سكنت في جيب أحدهم،كتبها لحبيبته و لم يجرؤ على تسليمها و كان يُسِرُّ لظلام الليل أنه
سيفعل ويفعل ويفعل .
قد يكون الرجل الذي لم تُمِته الرصاصة الأولى تمنى أن يعيش بعد أن رأى الموت يمشي إليه و نسي كل الهموم إلا هَمَّ العجوز التي يقبل يديها كل صباح.
قد يكون الذي حمل البندقية أسعد الراحلين لأنه أطلق طلقتين قبل أن يصاب ولم يخذل سلاحه .
لاأعرف المرأة التي عضت على ثوبها كي تئد صرختها ولاأعرف من مِن بين الصبايا كانت عروسا
لكني أدركت الحكايا .
كانت متشابهة في كل الربوع وكل الربى و نامت في الخيام.
مشت في الوحل و تحت عصف الرياح وصفعات المطر.
لم يمتصها الإسفلت و لم يأكلها الرصيف و لم تسقطها المطارات و الهويات الجديدة.
هي الحكايا الخالدة تعيش كالتاريخ و لا تموت .
لازلنا نقول أصل الإنسان من صلصال و لازالت تقول كل من أُخرجوا مرغمين عائدون هم أو من ورثوا المفاتيح.
الأرض تعرفهم و الشجر وأحجار البيوت و الوادي الذي كان يجري رقراقا ويحمل أغاني الصبايا وثغاء القطيع لازال بالانتظار،سيلتوي راقصا فرحا بعودة أهل الأرض حين عودتهم أفواجا وأسرابا كطيور لا تخلف الميعاد ولاتخونها بوصلة الطبيعة.
Nassira