المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٥

عن قصيدة 'صياح البط البريّ' لبدر شاكر السياب--نصيرة تختوخ

صورة
بدايةً حدث أن امتص الغياب العالم فلم يبقَ غير الظلام والفراغ، يمكن كنس كل شيء  من  الغمامة الكبيرة التي تحبسها جمجمة القارئ وكبح أيّ سؤال حول إحداثيات العدم، الاستسلام للانتظار هو المبادرة   الموالية وماأن تنجح حتّى يصيح الدّيك،  صوته إشارة انبعاث الزّمن والعُمران ومايسترو النّور. هُوَأوّل الحاضرين أو أوّل الباقين في الأبدية ومن ثمّ   الثِّقة  في الاستمرار كما يأتي معه.  ستقف أُطر الأبواب ،  وتنمو البيوت  دفعة واحدة .   تصلُ وعيها وتكشف بشبابيكها مبايعتها للحياة. وما الحقول أقلّ عزمًا ولاهي إن نوديت لا تستجيب؛ تعرف كيف تطوي المسافة وتقترب، تَتَابع فيها الأشجار حتى تقف آخر واحدة عارضة نفسها وفي أحضانها الثّمر. الوقت تفصيلٌ متحرك وعندما يبلغ الضحى تكون حالاتٌ كثيرة مفضوحة بيُبسها وضعفها وعطشها.عادت في النهار الآخر بهشاشتها ، في جذورها أمل يتوسّل.  بعيدًا عنه ــ من أجله شموعٌ تدفع جسدها قربانًا كي لاينطفئ .   كلّ ما سبق هيّأه بدر شاكر السّياب بعناية و عرفانٍ  فيه تبادل التأثير والتأثّر بين الكائنات وتموج وتواصل  أشكال الحياة. سرده بالمَشَاهِدِ الشعرية لاخُرَافة فيه ولا مخلوقات ماو

عن الحقائق اليومية الأخرى التي لا تخدش الحياءـــ نصيرة تختوخ

ينسى الكثير من العرب الذين يثيرون كلّ مرّة ضجات إعلامية حول تصريحات أو مشاهد أو تصرفات تتعارض مع دينهم وأخلاق مجتمعاتهم أنّ معظم واقعهم يتعارض مع مبادئهم الدينية والأخلاقية. ليس من علامات الأخلاق والشرف أن تكون نسب وفاة النساء أثناء الولادة في بلدانهم مرتفعة وليس من الخلق الرفيع أن نرى مجانينهم ومتسوليهم يجوبون الشوارع، وليس من إرهاصات الأخلاق  في شيء أن يصبح الغش في الامتحانات وأمور أخرى كثيرة ظواهر في بلدان عربية ... لايتذكر العربيّ عندما يهيّجه الإعلام أن العربدة على المراقص أو الكلام عابر أو المشاهد، التي إن تجاهلها ربما لن يكون لها أثر يُذكر، لاشيء مقابل العربدة اليومية التي يظل عرضة لها . فقد تبدأ بعد استيقاظه بقليل أو قبله ترافقه حتى نهاية اليوم. يكون مثلاً من سكان حيّ شعبي فيأتيه الضجيج لايراعي رغبته في إراحة جسده.  يسمع  جيرانه فرحين  أو متخبطين في شجاراتهم أو متسامرين بسعادة عالية ويكون نومه قربان انفعالاتهم دون أدنى اكتراث منهم. تواصل مفاجآت الصباح دورها معه بحوادث لايد له فيها كانقطاع الماء أو الكهرباء أو مقابلته  لمحتوى حاويات قمامة مسكوبة على الرصيف. إذا تنقل في  في و

عن فيلم '' أغنية البحر ''ــ نصيرة تختوخ--

صورة
إنّه الشعر في الصورة المتحركة، عاطفة الخيال بعد أن يزيح عنها المبدع السِّتار لتأخذنا إلى حضنها، الأسطورة بأنشودة النوم في جرابها، ولن تكفي أوصاف كهذه، لن يسعفنا إلاّ الخوض في مزيد من التفاصيل مرفوقين بكريات من نور للذهاب إلى '' أغنية البحر '' التي أبدعها الرّسام والمخرج الإيرلندي طوم مور . مع الصغيرين '' بِنْ '' و '' سيرشه '' ندخل عالم الميثولوجيا الكِلْتية الإيرلندية ليرحبّ بنا بموسيقى تبلسم الروح ،كانت نتاج تعاون بين المؤلف  الفرنسي  برونو كولي  و  فرقة كيلا الإيرلندية، وكائنات غامضة تجتمع في وجودها الثلاثية الحائية: الحزن والحب و الحرية . تعيش الأسرة الصغيرة المكونة من الأب والطفلين  ، في  بيت يجاور منارة  بالقرب من البحر ،  ناقصة بعد أن تغيب الأمّ ''برونا'' التي قصدت البحر مستشعرة آلام الولادة فاختفت ولم يظهر من أثرها إلاّ الوليدة '' سيرشه '' ملفوفة في ثوبها الأبيض على الشاطئ . تكبر الطفلة في كنف والدها مع أخٍ يعاملها بقسوة ويتجاهلها باللّعب مع

التفكير النقدي بديلاًـــ نصيرة تختوخ

صورة
  عندما نتحدث عن التفكير بطريقة نقدية فإنّنا نخرج من التخصصّ الضيق إلى المعرفة بمفهومها الواسع. نحتمي من السقوط في الأحكام الجاهزة بالتريث الذي يتيحه التحليل المنطقي واستيعاب الإشكالية أو الموقف بأبعاده المتعددة. التفكير النقدي ليس مرادفا لتفصيل رؤية نقدية ،أدبية أو فنية مثلاً، مبنية على نموذج جاهز بل هو نقيض ذلك تمامًا إن أخذنا بعين الاعتبار جانب التحدي فيه والهدف المتوخى منه كأن يكون إيجاد حلّ لمجموعة مشاكل أو العمل على تطوير منتج ما أو السعي للحصول على الأفضل بشكل عامّ .     إنّه عكس الجنوح للكسل العقليّ وقبول الاستنتاجات الأولى التي تتبادر للذهن بما فيها من راحة وتوفير للجهد. ولهذا فقد يكون مستفزًّا ومنفرًّا لكنّه بالتأكيد ذو أهميّة قصوى في التقدّم وتجاوز الفشل . إذا عدنا لمرحلة الطفولة التي يسميها البعض بمرحلة '' لماذا '' (مابين السنتين والثلاث سنوات قريبا) حيث يكتشف الطفل '' لماذا '' كأداة استفهام بوسعها مساعدته على فهم العالم من حوله. فإنّنا نصادف محاولات الفهم الأولى والانتقال المبكر لرؤى وافكار الكبار السابقين إلى المُسْتجدّين الصغار