'' تقول لي ــــ لم يبق أحدٌ في البيت --Cesar Vallejo--ترجمتي

'' لم يعد أحد يعيش في البيت، ــــتقول لي ـــ لقد غادروا جميعا. الصالون، غرفة النوم، الباحة، بقيت مهجورة. لاأحد بقي لأنّ الكلّ غادروا. 
وأقول لك: إذا غادر أحد، يبقى أحد . النقطة التي ذهب منها الإنسان لاتبقى بعد ذلك وحيدة . فقط في وِحدة الإنسان توجد تلك المنطقة التي لايمرّ بها أيّ إنسان. البيوت الجديدة أكثر موتا من القديمة لأن جدرانها من الحجر والصلب وليست من الناس.لايولد البيت بعد أن يتم بناءه لكن بعدما يُشرع في السّكن فيه. البيت يحيا بالنّاس فقط، مثل القبر. ومن ثمّ التّشابه الشّديد بين البيت والقبر، لكنّ البيت يتغّذى بحياة الإنسان والقبر بموته. لذلك يقف الأول ويستلقي الثاني.
كلّهم غادروا البيت،في الحقيقة، وكلّهم بقوا. وليست ذكراهم هي الباقية بل هم أنفسهم. وليس أنَّهم يمكثون في البيت لكن أنّهم يستمرون خلاله . الأدوار والممارسات تغادر بالقطار أو الطائرة أو على الحصان أو مشيا أو حبوًا. مايبقى في البيت هو العضو، الكائن المتصرف في اسم المصدر أو الشكل الدائريّ.
الخطى غادرت والقُبل والمسامحة والإساء ات.مايستمر هو الرِّجل والشّفة والعين والقلب.
التنكرات والتأكيدات، الخير والشر توزعوا أسرابًا. مايبقى في البيت هو موضوع التّصرف.''

'' تقول لي ــــ لم يبق أحدٌ في البيت ''
Nassira 29-10-2014ترجمتي