المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٤

حديديّون للنحات عاصم الباشا

صورة
الحديدي: المنتظر ينتظر وينتظر وحتى وإن أتى ماسيأتي لن يتغير شيء، سيظل على وضعه، جالسا مسنودا بيديه إلى الخلف متنازلا عن ملامحه بزواية وجهه. يتلو انطباعه صامتا لمن يحاول الاجتهاد ليقرأ . رأسه المتقدم على رقبته، المائل قليلا مثيرٌ لحزن قد يحمله الرائي وينتهز فرصته للطلوع . فيمَ يفكر؟ الحقيقة تقول أن الفضول يجب أن يُكبح لصالح التعلّم من التّأمل. إنّه آخذٌ وقته ومن وقتنا معه نرى البطء المؤلم في الإنتظار والدأب على الأمل. سيحدث شيء ما ، سيحدث لأن الحركة في عناصر أخرى مستقلة عنّا تؤدي إلى حالات جديدة . الحديدي المثير للفرح :    إنّه حديدي يركض متحررا من الوجه ، مستفيدا من هيأته وشكل ساقيه. رافعا ذراعيه إلى السماء، طاويا يديه المثلثتين إلى الخلف يوقظ الإحساس بالطفولة الكبيرة، بالدعابة التي تغيب عن الراشدين وقد اجتاحتهم الأعراف وقلّمت نظرات الآخرين وأحكامهم التهور فيهم . مثيرٌ للحبّ كما أنجزه النحات عاصم الباشا ونجح في تجسيد اندفاعه وتوازنه واقفا رغم مايوحي به من حركة. ينتزع منّا نظرة الودّ ليصرفها لنا شعورًا طيّبًا بالفرح ونفض ثقل العبء اليومي لصالح انطلاقة بحبّ نحو لحظة سعيدة .

'' تقول لي ــــ لم يبق أحدٌ في البيت --Cesar Vallejo--ترجمتي

'' لم يعد أحد يعيش في البيت، ــــتقول لي ـــ لقد غادروا جميعا. الصالون، غرفة النوم، الباحة، بقيت مهجورة. لاأحد بقي لأنّ الكلّ غادروا.  وأقول لك: إذا غادر أحد، يبقى أحد . النقطة التي ذهب منها الإنسان لاتبقى بعد ذلك وحيدة . فقط في وِحدة الإنسان توجد تلك المنطقة التي لايمرّ بها أيّ إنسان. البيوت الجديدة أكثر موتا من القديمة لأن جدرانها من الحجر والصلب وليست من الناس.لايولد البيت بعد أن يتم بناءه لكن بعدما يُشرع في السّكن فيه. البيت يحيا بالنّاس فقط، مثل القبر. ومن ثمّ التّشابه الشّديد بين البيت والقبر، لكنّ البيت يتغّذى بحياة الإنسان والقبر بموته. لذلك يقف الأول ويستلقي الثاني. كلّهم غادروا البيت،في الحقيقة، وكلّهم بقوا. وليست ذكراهم هي الباقية بل هم أنفسهم. وليس أنَّهم يمكثون في البيت لكن أنّهم يستمرون خلاله . الأدوار والممارسات تغادر بالقطار أو الطائرة أو على الحصان أو مشيا أو حبوًا. مايبقى في البيت هو العضو، الكائن المتصرف في اسم المصدر أو الشكل الدائريّ. الخطى غادرت والقُبل والمسامحة والإساء ات.مايستمر هو الرِّجل والشّفة والعين والقلب. التنكرات والتأكيدات، الخير والشر توز

حيث كان فينسنت فان خوخ

صورة
  في هذه الرحلة القصيرة ألغيت بعض المشاوير التي كنت برمجتها، بشكل ما أخذتني الطبيعة وجَنَّبَتْنِي المدن، ومع الابتعاد عنها غابت المتاحف الفنية. نجحت رغم ذلك بضمير الأوفياء في تحصيل مساء قريب من أثر فان خوخ. إلى نيو أمستردام التي قصدها الأمسترداميون ،لجني الربح من بيع الخث الذي يوجد بوفرة في المنطقة، وإليها هي التي قصدها فينسنت فان خوخ، عملا بنصيحة صديقه أنطون فان رابارد باحثا عن مكان إقامة  ذهبت، إلى البيت الذي مكث فيه مدة شهرين عام 1883 وقضاها متناغمة وإيجابية . في مقهى البيت الطاولة التي كان يكتب عليها كلامه الطيب عن المنطقة وبعض المناظر التي أراحت خاطره فيقول كلاما مثل:'' إن كلَّ شيء مكتملٌ هنا وكلُّ ماأجده جميلا، بمعنى آخر هنا السلام '' .     ما يعكس رضاه ولاينفي نظرات الآخرين إليه التي لم تختلف عن مثيلاتها في مناطق أخرى مرّ بها .حذر واستغراب ونفور لم يُيَسِّروا أموره كالعادة. ومنها أن ماسهل استئجاره لغرفته كان قوله بأن والده رجل دين وأن البداية كانت ريبة بشأنه ستؤدي إلى رفضه كنزيل. وفي الغرفة الصغيرة في الطابق العلوي سريره الخشبي وغطا ؤ ه المليء بالقش وكرسيه و

نظرة على حرب وتربنتين لستيفان هيرتمانس --نصيرة تختوخ--

نظرة على حرب وتربنتين لستيفان هيرتمانس --نصيرة تختوخ-- '''' الذي رأيناه أمامنا ذاك الصباح في الشفق وخارت لهول منظره قوى الجميع : حشد من الكلاب والأرانب والقطط وأبناء عرس وفئران الخيل والجرذان بأنوفها بالكاد فوق سطح الماء تسبح كجيش من غير عالمنا. بأنوفها الحساسة صارت مثلثات غير معدودة تتقدم في مساحة الماء الناعمة السوداء. فتحت قنوات جر المياه في نيو بورت وحتى ستاوفنس كيرك ،بيرفايز، تيرفات وسخورباك فإن المياه علت الأرض. لقد أدركنا ببطء أن تقدم العدو سيتوقف لهذا السبب. بقلوب تخفق بقوة وقفنا نشاهد المنظر. كان ممنوعا منعا صارما إطلاق النار على الحيوانات لأن ذلك سيفضح موقعنا. هكذا رأيناها، الرسل الدقيقة الأنوف لعالم ملعون هاربة من أرمجدون غير مفهومة، تصل إلى اليابسة تنفض فروها ودون حساب أي حساب تركض على طول خنادقنا، عمياء في هروبها كاللاموس. لاأحد حاول الإمساك بالحيوانات، لاأحد أراد أن يقتل واحدا منها ليأكله، رغم جوعنا الشديد. كملائكة متنكرة من يوم القيامة غابت الكائنات الشبحية المثابرة عن الأبصار قافزة على الوحل الأسود اللامع في نور الصباح الرمادي''. من الصفحتين 2