كي أنام

هدهدني هدوء اللون في لوحـة ماتيس وتمنيت لو يحملها قماش يغطيني ويخلو الرواق من زواره، أنام.
منذ وفاة أبي وحزني يحملني، يسبح بي في سماء الشفافيـة حتى باتت روحي تستحيل نسيما وأريجاً.
يتلاشى الحاجز بيني وبين الأجسام ، أتنقل على الأرض كزَغَبٍ تحرر.

أتمنى أن تتلقفني يد أبي.تحملني، لا أضيـع، لاأخاف، لاأشك.
في حضوره يتمخض الغصن ، يولد الزهر سطور حجيج تسبح بلاشفاه ولاكلام تدعو
لي كي أنام . يده ، آيـة الرحمان في الرحمـة، تتهادى لحضورها شعب المرجان على غطائي ويتحرك سنونو ماء تابعاً حدسه لوداعة خيالي.
يجاريه قنديل بحر يسافر خفيفا، أليفاً بلا لون. نبدأ رحلة الصعود 
معًا، متوازيين. 
أرتفع للوصول إلى وجه حبيبي، إلى بسمته ، إلى الطمأنينة الشاسعـة في عيونه.
تعانق نظرتي نظرته وتنغلق الجفون على السلام كي أنام ، لأستريح.

Nassira