المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

إلى صديقة ــــ رسائل قصيرة ـــ

صورة
أُودِعُ ياصديقتي في صباحك وردتين واحدة لكِ والثانيـة لكِ أيـضا، لكنهما معاً كي تكن ثلاثة وتصرن جماعـة في استقبال النهار. قَبِلْتُ كل هداياك وأنا أعـلم أن أحلى الهدايا ابتدأت في التَّشكل حين اقتربنا وتعلمنا أن نحفظ الصداقة وأَن لاننساها؛ نضعها في حقائبنا ونحن مسافرات ونكشفها في مواسم الحزن و الفرح ومابينهما. كل عام وأنت صديــقتي. كل عام و قلبك العامر بالطيبة بخيـر وأيامك على مواعيد مع الفـرح. كل عام والكون ينعم بوجود إناثٍ من خامتك والورد يؤلف مقامات للاحتفاء بحُسْنِ حضورك. كل عام في ذكرى ميلادك ولذكرى ميلادك أحلى الأماني وأسراب تهاني بكل لغات الدنيا. دمت بخير. كُنتُ متعبـة وكان كلامــك كالنهر الجاري أمشي على ضفتـه فيرافقني بانسياب . من أين جئت بكل ذلك الكلام الطويل؟ أعــترف أنـه كان جميــلا وأنه جعلني أشرع حلما كبيرا و قبل ذلك ضخ طاقة من نور القلب. أفتقدك ياصديقتي، أفتقدك وأنت تبتسمين، وأنت تبوحين وحتى وأنت تتذمرين وأتمنى أن تكوني بخير وأن يكون الجسر المؤدي لحضورك قريبا من خطاك. عندما تختارين الصمت وأهديكِ الكلام فليس ذلك ثرثرة مِنِّي ولا تَوَدُّدا ً غير مرغوب فيه. إِن

الكلمات تنبت جذورا أحيانا --ترجمتي لحكاية إغريقية

يحكى أنه عاش في بلاد الإغريق ملك جبار به عيب خلقي حاول إخفاءه عن الجميع عدا شخص واحد.فقد كان للملك قرن صغير على رأسه وكان هذا الأخير يغطي رأسه دوما حتى لا يسخر منه عدا أمام حلاقه الذي إستأمنه على السر وكان مهددا إن كشفه بالقتل. في كل مرة كان يأتي فيها الحلاق إلى القصر كان الملك يذكره أنه سيقطع رأسه إن أخبر أحدا بحكاية القرن الصغير على رأس الملك. مرت أعوام ولسان الحلاق يقلقه ويشتهي فضح السر .لكن خوف الحلاق على نفسه منعه من فعل ذلك.. أراد الحلاق إخراج السر بأي شكل كي يريح نفسه و يُرَوح عنها .فذهب إلى مكان بعيد به نبع ماء. إنحنى أمام نبع الماء وصرخ فيه بقوة:"للملك قَرْن!". مضت أيام وجف النبع و نبت به قصب طويل. مر أحد الرعاة يوما مع ماشيته ولفت القصب انتباهه فقطع قصبة و صنع بها نايا جميلا. بدأ الراعي بالعزف على نايه لكن مع النغمات خرج صوت يقول:"هاهاها للملك قرن،للملك قرن". سمع شخص آخر هذا و حكاه لغيره و هكذا تنقل الخبر من شخص لآخر حتى أصبح كل سكان البلاد على دراية بما ردده الناي. وصل الخبر الملك فغضب غضبا شديدا وأمر بإحضار الحلاق ؛ أقسم المسكين بأنه لم يخبر أحدا وحكى ل

كي أنام

صورة
هدهدني هدوء اللون في لوحـة ماتيس وتمنيت لو يحملها قماش يغطيني ويخلو الرواق من زواره، أنام. منذ وفاة أبي وحزني يحملني، يسبح بي في سماء الشفافيـة حتى باتت روحي تستحيل نسيما وأريجاً. يتلاشى الحاجز بيني وبين الأجسام ، أتنقل على الأرض كزَغَبٍ تحرر. أتمنى أن تتلقفني يد أبي.تحملني، لا أضيـع، لاأخاف، لاأشك. في حضوره يتمخض الغصن ، يولد الزهر سطور حجيج تسبح بلاشفاه ولاكلام تدعو لي كي أنام . يده ، آيـة الرحمان في الرحمـة، تتهادى لحضورها شعب المرجان على غطائي ويتحرك سنونو ماء تابعاً حدسه لوداعة خيالي. يجاريه قنديل بحر يسافر خفيفا، أليفاً بلا لون. نبدأ رحلة الصعود  معًا، متوازيين.  أرتفع للوصول إلى وجه حبيبي، إلى بسمته ، إلى الطمأنينة الشاسعـة في عيونه. تعانق نظرتي نظرته وتنغلق الجفون على السلام كي أنام ، لأستريح. Nassira

كيوبيد

ظل كيوبيد يطاردها بسهامه في المنام دون أن ينال مراده. حين استفاقت وَجَدَتْهُ مسجونا في صورة على غلاف المجلة المرمية عند قدم السرير.ابتسمت و حملت المجلة برفق , وضعتها في الدرج و نظرت إلى الساعة. كل مايفصلها عن إجازتها السنوية أسبوع واحد ، سبعة أيام يتغير بعدها إيقاع الحياة و يعلو لحنها الجميل. إلتهمها الشارع الكبير و هي تعبره قاصدة مقر عملها.لم تنتبه للإعلانات على واجهة المركز الثقافي الزجاجية إلا و هي تعبر نفس الشارع في المساء. لقاءات و ندوات ومسابقة قصصية قرأت تفاصيل الاشتراك فيها وأعادها الإعلان إلى ذكرياتها مع القلم. منذ زمن لم تكتب أي شيء يمت للأدب بصلة، منذ زمن لم تطلق العنان لخيالها كي يصهل حيث يشاء و يعربد كما يشاء ويرقص و يجن بلا قيد أو موعد. كان بينها و بين الكتابة عهد ظنت أنها لن تخونه أبدا لكن الظنون تخون و العهود تفنيها الآجال. على مائدة العشاء طفا الإعلان على صحنها حاولت تجاهله مقنعة نفسها بعبثية الرغبة التي تراودها فباءت محاولاتها بالفشل. ستة أيام فقط تفصلها عن بيت العائلة الدافئ وشرفته المطلة على بستان الليمون. صوت أمها ورائحة النارنج لازالا أحلى السمفونيات الم

امرأة تَحْضُرُ فيَفْتَحُ الصباح ذراعيه لقَلْبــِك

طالعةً من بئر الحزن العميقة أو منتشية في بلاط الفرح سأظل المرأة التي تَحضر فيفتح الصباح ذراعيه لقلبك. الصباح صديقي والربيع حليفي والمُرُّ حين يرتمي في كأسي تغرورق عيناك بالدموع. إنَّها سطوتي، أعلى درجاتِ ضعفي و قُوَّتي، مَسْحَةُ بَرَكَةِ الأنوثَـة وسُمُوِّ الرُّوح. يحلو لي أن أتحدث عني هكذا، كأني أعزف سوناتة ينعكس فيها ضوء قمر بيتهوڤن على بحيرة بجع تشايكوفسكي. أُواسيني، أُمَرِّرُ برِفْقٍ دَعَة نفسي على أَجنحة الأمـل المنطوية ارتباكا. أستقيل قليلاً من جرحي الأخير. أُوقِف توغله الشَّارد ليلاً، نهاراً في ذكرياتي البعيدة وتلك القريبة. ليفتح الصَّباح ذراعيــه لقلبك. أغصان الشجر تَلْبَسُ زهرها، فاتْرُكْه يلبس أجمل نبضه ويضحك. جَنِّحْ أدعيتك بالمحبَّة، أَطْلقِها تَقصد عنان السَّماء لأجلي. أحتاجــها ، أحتاج أن يضيف الربيع لبنود حِلْفِنا فقرة تغازلُ رقتي فينبت الورد يُسَرِّحُ عطره. امرأة تُبَلْسِمُ جُرْحَها ، تَصْقَلُ قطر الدموع كي يغدو حُبَيْبَات ندى، ألا تستحق فقرة شِعْرٍ وأدعية وأكثر ؟ Nassira

لأنهم رائعــون

بعد رحيل الإنسان الطيب احتل الفراغ وجوده الفيزيائي وبدأت كيمياء الحنين تعتمل. كان يمكن أن نقدم له أكثر، لكنه كان دوماً أجمل وقدم أكثر بعذوبة المــاء وسريان النور. رائعاً حين يضحك، كبيرا حين يبارك خطواتنا، هائــلا حين يرافقنا...أبي حتى عندما أبكيه يُكلِّمني كطفلة:'' مابك لا تكبرين؟! '' ويضحك وأنا أبكيــه. يضحك ليطمئنني بأنني ابنة رجل قادر على الموت وشحذ همتي في آنٍ واحد. الآباء الحقيقيون يعرفون طريقهم إلينا حتى وهُمْ في عِدَاد الموتى. لأنهم مسؤولون طيبون وغالباً لأنهم رائعــون. Nassira 5-04-2013

كل المشاكل أصغر من الموت....

كل المشاكل أصغر من الموت. ذاك أن الموت عندما يأتي يلوكها جميعها ويصنع فقاعـة فراغٍ كبيرة تضغط على الأحياء الباقين خلف الموتى. إلى أن تتلاشى الفقاعـة بالتعود و تمرد الاستمرار على الرُّكود، يظل ورثة الفراغ ينهلون من عزيمتهم ويستدرجون أغاني غِوايـة الحياة لعلها تأخذهم إليها. وقد ينجحون في العبور إلى التناسي أو يعجزون. يستسلمون لحُزنٍ سرمدي يجعلهم غرباء عمَّا حولهم. ساكنينَ خريفاً يتقدم فيقتحم حدود الشتاء لكنه العائد أدراجه قبل أن يصل الربيع وأهازيج الصيف. Nassira