رسالة أملاها الصباح

عادة أبدأ رسائلي بعبارات حلوة كسطور أنشودة، لكني معك أحتار حتى في البدايات وهذا طبعا من بشائر وإرهاصات تجلياتك.
سيدي الكريم والجليل الذي يسعده أن أخرس. إقبل اعتذاري الشديد والسميك والمتين، مضطرة للحديث والحديث عنك تحديداً فعيناك تستحق الانفتاح على حقيقتي الغريبة التي تعجز عن رؤيتها ولمسها والاحتفاء بها كغيرك.
حاولت آلاف المرات استيعاب حجم فشل نور الصباح في إعادة برمجتك ومثل صديقي النور فشلت .
عرضت على وقتي أن يعلمني طرقا جديدة لتمرير البساطة و مسح الأحكام الخاطئة فرفض، إعتبر الأمر تضحية دون نهاية سعيدة أكيدة.
أتساءل بهذه المناسبة إن حدث يوماً أن فكرت في ماهية السعادة وإن قفزت متحمسا في بسمة امرأة أو طفل وسبحت في الرِّقـــة لتخرج عَطِراً، نضراً ويُمطرك الكلام الجميل الناعم.
أظنك لم تفعل، فأولوياتك بعيدة عن همس الزنابق وأجنحة أحلام اليقظة .لا يغري حضرتك التحول مثلي لفراشة أو لون فاتح، ولاتستهويك أسرار الأفنان ولغة الأشياء الصامتة.
خلصتُ لحقيقة اختلافنا البديهية وسلَّمت بها . ماتبقى الآن بضع عوالق أحاول التصرف فيها بالشكل الأنسب وكعادتي فيما يتعلق بك أفشل.
الفشل حليفي معك، استراتيجياتي تذوب كغزل البنات عندما تهب عليها كلماتك المصهودة. تنتحر وتتركني أبكي كل جمالٍ لم يتسلل لروح كائن فينعكس بعضه على غيره.
تبقى لي شجاعـــة الاعتراف أن نرجسيتي تغدو أكبر حين تحضر ويلون حضوري كل ما حولك لتبقى وحدك برونزيا أو في أفضل حالاتك كروميا.
Nassira