من رسائلي إلى أمي

سيدة الحب الأولى أتساءل أي امتحان صعب وأي حرب خاضتها الخلايا كي تتجمع إنسانة بمثل روعتك وقوتك.
أحبك، أحبك جدا وعندما أتذكر حجم الحب بداخلك أشعر بضآلة حبي فأزيدها جدا وجدا ..وتظل لاتكفي.
ماما ماميتا ينتهي الحديث ولاتكفيني المكالمات لانتشال كل الحزن بداخلك.
أنظر إلى أصابعي وأتمنى لو كانت تستطيع التسلل لتقتلع الأسى كالأعشاب الضارة وتنبت الفرح. فرحا ينمو ويزهر ويطلق العنان لعطره وثمره...
ماما أحب الحياة  لدرجة قد تجعلني متهمة بالوجوديـة لكني حين أتذكر القسوة في حياتك أتقوقع، يحيطني غشاء من نفور وشجن. أحـس بسلبية أكرهها وأتعرف على هذا الذي يسمونه حقدا ولو بضع وقت.
ماما أنا أنقم على كل من قال لك كلمة جارحة ولاأسامـحه وأعد نفسي بأن أقرأه درسا من دروس معاملـة سيدة حبي.
 في عيونك أنا دوما تلك الشجاعة التي لاتنكسر وتلك التي  تسعفها الكلمات. فتقول كلاما راجحا يأتي في موعده، وسأظل تلك التي تنتشي بأنك من أتت بها إلى العالم وبأنك في حمايتها. وعلى مسؤوليتي أن أجعـل كل من يقترب منك بأذى صغير ولو غير مقصود  يعود أدراجه.
مملكتك تحت حراستي ياسيدة حبي.
لاتحزني ماما، لا تبكي حين أنام لأن دموعك تتسلل لحلمي وأستيقظ متعبـة.
تتضبب الرؤيا تمطر دموعا هذا الصباح. قطعت دموعك ليلة كاملة حتى تصلني صباحا إلى هذا الحد أنا بابتعادي عنك مذنبـة. إلى هذا الحد بيننا المسافـة حتى وأنت تسكنينني خلف الضلوع حتى وأنا أحبك جدا جدا جدا...
وتتدحرج جدّاً خلف جدّاً تستمتع بطولها وأزليتها وتضحك جدّاً، تسعد جدّاً لأنَّـها جدّاً فخورة  بحبي لأمي.
Nassira