المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٣

رسالة أملاها الصباح

عادة أبدأ رسائلي بعبارات حلوة كسطور أنشودة، لكني معك أحتار حتى في البدايات وهذا طبعا من بشائر وإرهاصات تجلياتك. سيدي الكريم والجليل الذي يسعده أن أخرس. إقبل اعتذاري الشديد والسميك والمتين، مضطرة للحديث والحديث عنك تحديداً فعيناك تستحق الانفتاح على حقيقتي الغريبة التي تعجز عن رؤيتها ولمسها والاحتفاء بها كغيرك. حاولت آلاف المرات استيعاب حجم فشل نور الصباح في إعادة برمجتك ومثل صديقي النور فشلت . عرضت على وقتي أن يعلمني طرقا جديدة لتمرير البساطة و مسح الأحكام الخاطئة فرفض، إعتبر الأمر تضحية دون نهاية سعيدة أكيدة. أتساءل بهذه المناسبة إن حدث يوماً أن فكرت في ماهية السعادة وإن قفزت متحمسا في بسمة امرأة أو طفل وسبحت في الرِّقـــة لتخرج عَطِراً، نضراً ويُمطرك الكلام الجميل الناعم. أظنك لم تفعل، فأولوياتك بعيدة عن همس الزنابق وأجنحة أحلام اليقظة .لا يغري حضرتك التحول مثلي لفراشة أو لون فاتح، ولاتستهويك أسرار الأفنان ولغة الأشياء الصامتة. خلصتُ لحقيقة اختلافنا البديهية وسلَّمت بها . ماتبقى الآن بضع عوالق أحاول التصرف فيها بالشكل الأنسب وكعادتي فيما يتعلق بك أفشل. الفشل حليفي معك، استراتيجي

مـــــلاكــي الحارس

عندما أبـكي من الداخل فإن نجمتي تنطفئ، تخجل من حضورها وملاكي يسألني إن كنت أبغي جناحيه فأرفض.لا آخذ أبداً ما ليس لي . تقول أسطورتي أن كل القلوب التي أحبتني لم تُتْقِن حبها فلم أُجَرِّمها ولم أَدِن لها بالولاء. قَدَّمْتُ السِّلم وآثرت التسامح ، التنازل لا النِّزال، حالـة الزهد عندي أزليـة وقد يكون هذا سِرَّ كرم ملاكي الرفيق معي. أفشى لي خليله سره، قال أنه اجتمع بأصدقائه حدثهم عني وأن أحدهم مزَّق ريشه حتى كاد نور قلبه يعمي الجالسين.ازدادت سعـة قلبي حينها أضعافاً واعتلى الحب عرش الأحاسيس سلطاناً. ليس كثيراً ماأهبه لغيري وليس ذنبي أن يكون الحب عندي عملاقا يحمل ملايين القلوب الصغيرة على راحة يده ولا يتعب. لكني أتعب من مصيري الغريب ومن ملاكي الذي يسكب العسل والشموس والبسمات و الطيبة في عيوني. تمنيته لو يتفانى أقل، لو يسألني إجازةً ويتركني أكره ذرتين أو أحقد مثقال حبة لكنه لايفعل. ربما عليَّ أن أَقْبَل جناحيه وأطير إلى نجمتي أستعجلها كي يُشعل حظي شمعته احتفاءً. حتى هذا الافتراض ألوم نفسي عليه فأنا لاآخذ ماليس لي ، ملاكـي أوفى من نجمتي وأكثر شجاعـة. حين أنام له أن يختار النوم في عيوني أو

بوح عن پوكيموني

تحمل الحلقة التي تجمع مفاتيحي سلسلة تنتهي بپوكيمون صغير. أجهل اسمه الأصلي وخصائصه الجينية وميزاته الپوكيمونية لكن من شكله أعرف أنه من فصيلة عصافير الپوكيمون. منقاره وساقاه برتقاليون وأكثر مطاطية من باقي أنحاء جسمه. تسريحة ريش رأسه تنتهي بالتواءة تشبه اعوجاج صنارة . منذ أيام انتبهت أنه فقد أحد ساقيه فشعرت بأسف وحسرة. فضمن لائحة ما تزعجني رؤيته دبدوب فقد عينه أو دمية بُتر ذراعها .. عندما أُغلق خزانة حجرة الدرس يتأرجح بوكيموني بسلسلته بالقرب من بابها وأنتبه للنقص الذي أصابـه. من الممكن التخلي عنه وتبديله بكائن صغير ناعم ذي أنف قطني مستدير أضغط عليه و هو في جيبي مثلا، أو بآخر ذي آذان متدلية أخبئ بها عيونه من حين لآخر أو أحمل مفاتيحي بها دون أن ألمس المعدن. لكني أخرجه من جيبي، أنظر إليه وأجد أن نظرته اللطيفة لم يتغير فيها شيء . فقد منقاره بعض لونه لكن لاذنب له في هذا،أصابعي هي من تحط على منقاره الجميل كل مرة ،تداعبه خلسة، تلاعب الحدة المسالمة التي لاتخدش و لاتجرح. ربما يبدو أن موعد إيداعه سلة المهملات قد حان. لكن بعين الوفاء التي تلتقط أبعاداً أكثر من أبعاد العين لازال ك

من رسائلي إلى أمي

سيدة الحب الأولى أتساءل أي امتحان صعب وأي حرب خاضتها الخلايا كي تتجمع إنسانة بمثل روعتك وقوتك. أحبك، أحبك جدا وعندما أتذكر حجم الحب بداخلك أشعر بضآلة حبي فأزيدها جدا وجدا ..وتظل لاتكفي. ماما ماميتا ينتهي الحديث ولاتكفيني المكالمات لانتشال كل الحزن بداخلك. أنظر إلى أصابعي وأتمنى لو كانت تستطيع التسلل لتقتلع الأسى كالأعشاب الضارة وتنبت الفرح. فرحا ينمو ويزهر ويطلق العنان لعطره وثمره... ماما أحب الحياة  لدرجة قد تجعلني متهمة بالوجوديـة لكني حين أتذكر القسوة في حياتك أتقوقع، يحيطني غشاء من نفور وشجن. أحـس بسلبية أكرهها وأتعرف على هذا الذي يسمونه حقدا ولو بضع وقت. ماما أنا أنقم على كل من قال لك كلمة جارحة ولاأسامـحه وأعد نفسي بأن أقرأه درسا من دروس معاملـة سيدة حبي.  في عيونك أنا دوما تلك الشجاعة التي لاتنكسر وتلك التي  تسعفها الكلمات. فتقول كلاما راجحا يأتي في موعده، وسأظل تلك التي تنتشي بأنك من أتت بها إلى العالم وبأنك في حمايتها. وعلى مسؤوليتي أن أجعـل كل من يقترب منك بأذى صغير ولو غير مقصود  يعود أدراجه. مملكتك تحت حراستي ياسيدة حبي. لاتحزني ماما، لا تبكي حين أنام لأن دموعك تتسلل لحلمي