المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٦

عبور الشاعر إلى الغياب تدريجيا وحتّى النهاية--نصيرة تختوخ

صورة
  للوصول إلى " الحوض الأزرق" قطعت 247 صفحة منسجمة مع إحساس ورؤى الكاتب ــ الشاعر يوست زفاخرمان.   كتابه " صمت الضوء" الذي ينفتح أمامي كروح شفافة ومناضلة صدر في اليوم الموالي لانتحاره بتاريخ 8 سبتمبر 2015 واللوحة التي أشير لها واحدة من كثيرات يتعرض لهن يوست زفاخرمان كإنسان وكاتب عمود صحفيّ منتبه قادر على ربط التفاصيل بحيوية، وذكاء وكشاعر تخطر القصائد بباله لينضاف وزن الكلمات ودرجات رقّتها وعمقها لسلطة اللوحات في رحلتها التعبيرية أو التغييبية إذا راعينا نظرته للفن كوسيط للعبور إلى الغياب.     لم أقل بعد أن " الحوض الأزرق" لوحة يعود تاريخها لعام 1907 للفنان البلجيكي ليون سبيليارت (1881ـ 1946) وأن يوست زفاخرمان شاهدها في متحف " موــ زي " بمدينة أوستند الساحلية وإن فعلت الآن فلنقترب من الأزرق أكثر وأُنَبِّه لسطوة الرماديّ على ما سيحدث . كان ليون سبيليارت حسب مايروي عنه الكاتب والشاعر الهولندي شابا قلقا، ملاحقا بال

السّوريون يشربون كأس أَلَمِهِم ونوري الجرّاح يضمّهم والشّام تحت غشاء القصيدة-- نصيرة تختوخ

صورة
كتب الشاعر نوري الجراح قصيدة من الألم السوري المكشوف للعالم و ذاك المعتق في قلبٍ عميق. بأصابع تداعب بشرة الفاكهة الشامية أحيانًا وترتعش مغلوبةً مُرهفة أمام حمرة الدّم الدافئ على حافة الموت يصادفه القارئ يناسب حركتها وما تلمسه من حروف لتلتقي بإيقاع شفتيّ الشّام وتستوحي رسالتها. في واحد من أكثر مقاطع القصيدة توغلاًّ في الرّقة وإدراكًا لدرجة تداخل الإنسان الشفيفة مع مكان تشكّل معه وفيه يقول الشاعر: '' لَو كَانَ لِي قَدَرٌ سِوَى قَدَرِي/لَمَا أَحْبَبْتُ لِي اسْمَاً يُسَمِّيهِ/سَواكِ،/يَا شامُ./يَا أُخْتِيَ الصَّغِيرةَ، أَنْتِ/ يَا ضَوْءَ الْفَرَاشَةِ/فِي شِتَاءِ الَأَرْضِ،/ويَا دَمَ التَّارِيخْ.'' يسلّم الشّاعر كلامًا كهذا للإنسان والوقت السوريّ ينادي العالم كي يرى مع المشاهدة ، كي يبالي مع الاستماع ليرتبط كل رقم بحياة ٍوإنسانٍ مماثل وُلِدَ في بقعة جثمت عليها السلطة كأشجار باوباب ضخمة مستعدّة للتعمير طويلا وإيثار الخراب على اقتلاعها. إنّه يصف هؤلاء السوريين الذين تتناسل صورهم هائمين على وجوههم ليُقبلوا حينا أو يقابلوا بالرّيبة والشتائم أحيانا أخرى ويُخاطبهم بتعا

ماود فانهاورت--نحن متوازيتان --ترجمتي

صورة
تأتي امرأة إليّ تقول لي: ' نحن متوازيتان ، نلتقي في اللاّنهاية، اتركينا نركض '. أ ننتظر؟ أ ننتظر حتى يكبر الأطفال ويحمّر التوت، لازال شاحبًا جدًّا، صغيرًا جدًّا وصلبًا جدًّا. أ  ننتظر حتّى يهبط المساء واللّيلة التي نريد أن ننامها مرّة أخرى. تعلّق ذراعها في ذراعي حتّى يتشكّل رمز اللّانهاية. أ  ننتظر خطوة    أولى عملاقة لدرجة تسمح بشدّ خيمة بين ساقينا بيُسر. يخيّم الأطفال الجدد فيها وينضج التوت ولاأحد بعد يقدر على مغادرة الصيف. ونركض. نلوّح بذراعينا مقاسا يناسبنا. ماود فانهاورت شاعرة بلجيكية--