عن فيلم 'فندق بودابيست الكبير '
قد يكون الكثير منّا عاشوا ذلك الموقف الغريب حيث يستغرق الغير في الضحك بينما لا ننجحفي مجردّ اصطناع الابتسامة، فنحافظ على برود يناسبنا ولايناسب انفعالات من حولنا.الكوميديون المُجِيدُون يدركون صعوبة مهمة إثارة وصناعة الضحك كلّما ارتفع مستوى ذكاء المتلقي وثقافته. الدماغ عندنا كأنّه يطور مناعة ضد المتكرر والمتوقع في الفكاهة فيسبق الاستقراء أو الاستنتاج ماسيحدث أو يقال وتفشل فرصة صناعة الضحكة. في فيلم '' فندق بودابيست الكبير '' قد يتوقع المشاهد أنه على موعد مع مايثير ضحكه حتى قبل دخوله البناية الفاخرة لكنه سيفاجأ كثيرًا بقدرة النص والصورة والموقف على تحطيم أقفاص المنطق وإثارة انفعالاته التي من بين ماينفلت منها: ضحكٌ متحرر من التفكير.البواب القدير السيد غوستاف والشّغيل مصطفى زيرو الحديث العهد في الفندق يقتربان من بعضهما بسبب الظروف المتلاحقة ويعيشان عالمًا من الأحداث يملأ كتاب مؤلّف يصغي باهتمام.رالف فاينس (السيد غوستاف ) وطوني ريفولوري ( زيرو شابا) ينسجمان في الأداء وفي الاحترام والوفاء لبعضهما كما تتطلب الأدوار. بعد أن توافي المنية السيدة دي (تيلدا سوينتون) ويسافر الرفيقان...