المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٥

عن فيلم 'فندق بودابيست الكبير '

قد يكون الكثير منّا عاشوا ذلك الموقف الغريب حيث يستغرق الغير في الضحك بينما لا ننجحفي مجردّ اصطناع الابتسامة، فنحافظ على برود يناسبنا ولايناسب انفعالات من حولنا.الكوميديون المُجِيدُون يدركون صعوبة مهمة إثارة وصناعة الضحك كلّما ارتفع مستوى ذكاء المتلقي وثقافته. الدماغ عندنا كأنّه يطور مناعة ضد المتكرر والمتوقع في الفكاهة فيسبق الاستقراء أو الاستنتاج ماسيحدث أو يقال وتفشل فرصة صناعة الضحكة. في فيلم '' فندق بودابيست الكبير '' قد يتوقع المشاهد أنه على موعد مع مايثير ضحكه حتى قبل دخوله البناية الفاخرة لكنه سيفاجأ كثيرًا بقدرة النص والصورة والموقف على تحطيم أقفاص المنطق وإثارة انفعالاته التي من بين ماينفلت منها: ضحكٌ متحرر من التفكير.البواب القدير السيد غوستاف والشّغيل مصطفى زيرو الحديث العهد في الفندق يقتربان من بعضهما بسبب الظروف المتلاحقة ويعيشان عالمًا من الأحداث يملأ كتاب مؤلّف يصغي باهتمام.رالف فاينس (السيد غوستاف ) وطوني ريفولوري ( زيرو شابا) ينسجمان في الأداء وفي الاحترام والوفاء لبعضهما كما تتطلب الأدوار. بعد أن توافي المنية السيدة دي (تيلدا سوينتون) ويسافر الرفيقان

فيلم 'الدفتر الكبير ' للمخرج الهنغاري جانوس ساس--نصيرة تختوخ

صورة
'' الدفتر الكبير '' لم يعد بعد فيلم جانوس ساس مؤلفا من أرشيف الأدب العالمي بل صار للسينما فيه نصيب. إنتشل المخرج الهنغاري شخصيات فيلم'' الدفتر الكبير '' وأحداثه من رواية أغوتا كريستوف و كان يلزم العمل السينمائي بالتأكيد طاقمٌ يظهر بما يكفي من القوّة التي تلمس عاطفة المشاهد بالتناقض القاسي والمقبول معًا. و قد نجح المخرج عبر التوأمين '' لازلو و أندراس جييمانت '' و الممثلة '' بيروسكا مولنار ''( الجدّة ) وممثلين آخرين, أجادوا التمكن من أدوارهم, في تحقيق ذلك. تدور الأحداث في فترة الحرب العالمية الثانية حيث يصبح استقرار وحياة الأُسَرَ الآمنة في بيوتها مهددين . تلجأ أمّ التوأمين إيجيك وماسيك ،البالغين الثالثة عشر من عمرهما، لفكرة إيداعهما عند والدتها التي تعيش في قرية حدودية ويمنحهما والدهما الضابط دفترا من الحجم الكبير ليدونا فيه كل شيء وينصحهما بالتعلم. الجدة الملقبة بالساحرة الشريرة والمتهمة في عيون سكان قريتها بتسميم زوجها تستقبل الحفيدين ووالدتهما بمايكفي من قسوة وتجاهل، سلوك تحرص على الحفاظ عليه بعد مغادرة الأمّ وبقاء الو

'سر درسدن' معرض تشكيلي يمسح أحزان مدينة الحروب

صورة
'سر درسدن' معرض تشكيلي يمسح أحزان مدينة الحروب لوحات الطبيعة الميتة بمنتهى الحياة والجمال تحضر في معرض دو خرونينغر فارضة قوة الإتقان والإبداع فيها، موقعة بأسماء أبراهام مينيون وإرنست ستوفن وغيرهم. http://alarab.co.uk/?id=46617 العرب  نصيرة تختوخ [نُشر في 04/03/2015، العدد: 9846، ص(16)] المعرض يعيد قراءة الجمال الذي غاب عن درسدن لسنوات كثيرون يتذكرون درسدن في سياق الحرب العالمية الثانية وآلامها، لكن تاريخ المدينة الغني يمكنه أن يعيد الذاكرة الجماعية إلى فترات أكثر جمالا وانفتاحا على إبداع الآخر. عرفت مدينة درسدن الألمانية فترة مزدهرة، إبّان حكم الملكين أغسطس الثاني والثالث الساكسونيين، اللذين عملا على جمع لوحات فنية شكلت مجموعة شديدة التميز، أذهلت الشاعر الألماني غوته، وألهمت من يعتبره البعض مؤسسا لتاريخ الفن يوهان يواخيم فينكلمان. درسدن مجاورة لنهر الألب، أصبحت في عهد أغسطس الثالث فلورنسا جديدة تستقطب الفنانين، ليرسموا من أجل القصر أو تشترى أعمالهم لتنضمّ إلى ثروات المدينة، فيضاف إلى رفاهيتها الإشعاع الثقافي والفني. يشاهد المتابع للشأن التشكيلي العالمي، من

الشاعر رياض الصالح الحسين

مع صوت ماريا كالاس تغني '' لقد أضعت أوريديسي '' أتذكر الشاعر الذي اكتشفته هذا الأسبوع كمن يعثر على جنية هادئة تجاور زنابق الماء وتدير في هدوء كُرَاتٍ من نور إلى حين تتوجه لمهمة نبيلة جديدة. الإنسان الأصمّ الأبكم الذي ترك دواوينه الأربعة ورحل، دافعًا بقصائده جدران عالمه الداخليّ لتنطلق الكلمات متشكلّةً ،خالصةً، من الإحساس بمعناها. رياض الصالح الحسين الذي نجد في سيرته الذاتية الجملة الغريبة '' لم يُكْمِل تعليمه '' ونتساءل كم من التعليم يلزم ليكون المرء شاعرا؟ وأيُّ تعليم يناسب تكوين شاعر أو حتّى متبصر في الشعر؟ ليس بالتأكيد ذلك الذي خرّج لنا نقادًّا يمسكون القصيدة كجثة ويشتغلون على الديوان ككلّ ليخرجوا إلينا بعد فحصهم بمعلومات مثل يقع الديوان في كذا من صفحة وكذا من كلمة ويتكرر هذا وهذا ويستكشفون الأوزان والكلمات حتّى يبدو وكأنّهم بذلوا مجهودا يعادل مجهود منجميين في بلد متخلف لكنهم للأسف لايخرجون بالماس بل بالفحم الحجري والتعب. أريد أن أفتح نافذة/ في كل جدار/ أريد أن أضع جدارًا/ في وجه من يغلقون النوافذ.../ أريد أن أكون زلزالاً/ لأهزّ القلوب الكسولة/ أريد