ترجمتي لمقطع من كتاب 'مغزى الحياة ' للصحافي فوكه أوبيما


ثونيس بيرسما Theunis Piersma باحث وبروفسور يدرس إيكولوجيا الطيور المهاجرة في جامعة خرونينغن.
ـالصحافي: 'مالذي تعلّمه دراسة الطّيور عن الإنسان؟'
ثونيس بيرسما : 'لقد تعلّمت أن أرى الناس أكثر فأكثر كجزء من محيطهم. طائر الدّريجة الرمادية يصير مختلفا بعد أن يُحْبس. ردّات فعله المتعلّقة بالأكل و الخطر تصير مغايرة. الإنسان بالنسبة لي لايختلف في هذا؛ إنّنا حيوانات مختصة. كلّ مايدور في رأسنا وجسدنا، يتأتّر بمحيطنا، أكثر منه بجيناتنا. الإنسان مايأكل ومايفعل.'
الصحافي:' الإنسان حيوان مختص لكنه يمتلك الوعي.'
ــ ثونيس بيرسما: 'ولماذا لايمتلك طائر الدريجة االرمادية ذلك؟'
الصحافي: ' أظن أنّه من الصّعب تخيل حوارٍ عن مغزى الحياة بين طائرين من هذا النوع. '
ــ ثونيس بيرسما: 'بالفعل; حياتهم أيضا قصيرة من أجل أشياء كهذه. لكّن يجب أن لاتخطئ في تقدير معرفة هذه الطيور التي تتمشّى على الشّواطئ; إنّ لديها معرفة هائلة. إنها تعبر العالم من موريتانيا عبر بحر وادن إلى سيبيريا وتتصرف كأنها تحمل على متنها نظاما لتحديد المواقع/ gps. لو كان لطائر الدريجة الرمادية ليدون ملاحظته عن البشر، سيعتبرنا كائنات مسكينة: إنّنا نادرًا ما نعرف أين نتواجد، لانعرف الفصول، لانعرف متعة الهبوط في التّوندرا ونملّ بسرعة شديدة.
مثل تلك الطيور نتكوّن أيضا من الكثير من الانفعالات/المشاعر والقليل من التفكير. إنّنا لانمتلك إلاّ طبقة كطلاءٍ خفيف من العقل نعتبرها تميزنا، لكّن هناك أشياء كثيرة لانقدر عليها. تبقى تلك الطيور طول اليوم تحفر بجانب الشاطئ ونظن ذلك مُمِّلاً، لكّن بالنسبة لها فالأمر ليس كذلك. إنّها تجد الأمر رائعًا.'
الصحافي:' هل تصف حقًّا ذلك الشّعور بالنسبة لها؟ '
ـ ثونيس بيرسما:' هناك رغبات كثيرة عند تلك الكائنات: الإنتقال لمكان آخر، الشّريك، الشعور اللّذيذ بحضن البيض لمدة ثلاثة أسابيع. هذا الأخير لانعرفه نحن، أظنهم يجدون الأمر رائعا. الرغبة تلعب دورا كبيرا، لايمكن للأمر أن يكون غير ذلك. الناس تظن غالبا: إنّها نوعٌ ما آليات. لكّن الأمر ليس بهذه البساطة. الطيور المهاجرة حيوانات من لحم و دم. مالذي يدفعها؟ مالذي يوقظ فكرتها بأن تطير لخمسة أيام بدون انقطاع من بحر وادن إلى سيبيريا؟ تلزمها الكثير من المعلومات ونقلها من أجل ذلك. وهنا نقتربا كثيرا من بعضنا أقصد طيور الدريجة الرمادية والإنسان.'