المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

ترجمتي لمقطع من كتاب 'مغزى الحياة ' للصحافي فوكه أوبيما

صورة
ثونيس بيرسما Theunis Piersma باحث وبروفسور يدرس إيكولوجيا الطيور المهاجرة في جامعة خرونينغن. ـالصحافي: 'مالذي تعلّمه دراسة الطّيور عن الإنسان؟' ثونيس بيرسما : 'لقد تعلّمت أن أرى الناس أكثر فأكثر كجزء من محيطهم. طائر الدّريجة الرمادية يصير مختلفا بعد أن يُحْبس. ردّات فعله المتعلّقة بالأكل و الخطر تصير مغايرة. الإنسان بالنسبة لي لايختلف في هذا؛ إنّنا حيوانات مختصة. كلّ مايدور في رأسنا وجسدنا، يتأتّر بمحيطنا، أكثر منه بجيناتنا. الإنسان مايأكل ومايفعل.' الصحافي:' الإنسان حيوان مختص لكنه يمتلك الوعي.' ــ ثونيس بيرسما: 'ولماذا لايمتلك طائر الدريجة االرمادية ذلك؟' الصحافي: ' أظن أنّه من الصّعب تخيل حوارٍ عن مغزى الحياة بين طائرين من هذا النوع. ' ــ ثونيس بيرسما: 'بالفعل; حياتهم أيضا قصيرة من أجل أشياء كهذه. لكّن يجب أن لاتخطئ في تقدير معرفة هذه الطيور التي تتمشّى على الشّواطئ; إنّ لديها معرفة هائلة. إنها تعبر العالم من موريتانيا عبر بحر وادن إلى سيبيريا وتتصرف كأنها تحمل على متنها نظاما لتحديد المواقع/ gps. لو كان لطائر الدريجة الرمادية ليدون ملاحظ

ليكن إِسْمُنَا 'لاأحد ' ونحن نقرأ قصائد 'لاحرب في طروادة '

صورة
أذكر أنّني كنت منتشية عندما تسلّمت ديوان 'لاحرب في طروادة '؛ بفضول الكائنات التي تحبُّ السَّفر والفوز بالدّهشة حاولت تصفحه سريعا لكّني سرعان ماأحسست بوقوعي في الخطأ و بِهيبة القصائد التي تفرض طريقة أخرى في التّعامل معها وتتحدّى القارئ. مررت بالصّفحات وصرت أَعْلَقُ في الأزمنة والصُّوَر وألمس فداحة اليأس إذ لايُخَلِّص المرءَ ولايقضي عليه. باختصار فإنّ القصائد التي كانت أمامي تشكّلت في عوالمها بإرادة معقّدة لشخوصها وكلماتها وأزمنتها التي لم تخلُ من الإنسان والحرب. عدت للديوان لاحقًا وعدت معه إلى كلامٍ لحنّة أرندت عن التاريخ إذ تقول:' التاريخ كفئة للوجود الإنساني أقدم بالتأكيد من الكلمة المكتوبة، أقدم من هيرودوتس، أقدم حتّى من هوميروس. ليس بالحديث تاريخيًّا بل شعريًّا، بدايته توجد بالأحرى لحظة يستمع عوليس لنفسه وهو يروي حكاية أفعاله ومعاناته في حضرة ملك كورفو، حكاية حياته، وقد صارت شيئًا خارجًا عنه، '' شيئًا '' كان على الجميع أن يروه ويسمعوه. ' رأيتُ بعيدًا عن سذاجتي الأولى كيف أنّ نوري الجرّاح يختار أن يكون هوميروسيًّا وأوديسوسيًّا معًا. يروي شعريًّا حكاية