المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٠

البحر- مارسيل بروست -- سبتمبر 1892 ( ترجمتي)

البحر سيسحر دوما من يسبق عندهم النفور من الحياة والانجذاب للغموض أولى الأحزان، كأنّ لديهم إحساسا مسبقا بعدم قدرة الواقع على إرضائهم. هؤلاء المحتاجون للراحة قبل الإحساس بأيّ تعب، يواسيهم البحر و ينعشهم بصورة مبهمة. البحر لايحمل مثل الأرض آثار أعمال الناس و الحياة البشرية. لاشيء يبقى فيه، لا شيء يمرّ إلاّ ليهرب والأمواج التي تنحسر خلف المراكب الذاهبة سرعان ماتتلاشى! من هنا ذلك النقاء العظيم الذي يملكه البحر ولاتملك الأشياء على اليابسة. تلك المياه العذراء أرق من الأرض المتصلبة التي يلزمها معول للبداية. خطوة طفل على الماء تحز أخدودا بصوت صافٍ وتدرجات الماء الموحدة تتكسر للحظة؛ ثم يختفي كلّ أثر ويعود البحر هادئا كما في أيام بداية العالم الأولى. من يمل من طرق الأرض أو يتخيّل حتى قبل تجريبها، كم هي قاسية وفظّة سيكون مفتونا بالطرق الشاحبة للبحر، الأخطر والأنعم؛ غير الموثوق فيها والخالية. كل شيء في البحر أكثر غموضا، حتّى تلك الظلال الكبيرة التي تطفو أحيانا على حقوله العارية، بدون بيوت ولا أوراق تشكّل الظّلال، وتمدّد الغيوم، تلك القرى السماوية و الفروع المبهمة. له جاذبية الأشياء التي لاتص

مقتطف من كتاب صمت الضوء للكاتب الهولندي يوست زفاخرمان-ترجمتي

صورة
أشعة الشمس( أو غبار يرقص في أشعة الشمس) لهامرشوي والشمس في غرفة فارغة لإدوارد هوبر. غرفة هامرشوي الفارغة المتروكة تظهر فراغا يبدو وكأنه يريد أن يخفي نفسه عن العالم الخارجيّ. كأنّ الغرفة تخجل من غياب الأثاث والناس. لابد وأن الغرفة شهدت سريان الحياة بداخلها ذات يوم. لكّن ساكنها أو ساكنيها أداروا لها الظهر. الغرفة ليست متروكة ـ هذه الكلمة تبدو محايدة نوعا ما ـ لقد تم التخلي عنها؛ والآن هي تخجل من نفسها. هل رأى إدوارد هوبر لوحة هامرشوي أو عرف بعضا من أعمال هذا الأخير؟ لايرد في كاتب السيرة الذاتية الحميمة لإدوارد هوبر لغايل ليفينس أي ذكر لهامرشوي. يقال كثيراعن هوبر أنه يرسم لقطات الصمت في أفلام غير منجزة. لقطات صمت تنبئ بإثارة حدثت. في لوحات هوبر وكأن شيئا ما انتهى من الحدوث أو سيحدث. هذا 'الشيء ' هو في الغالب مبهم، مهدِّد أو مُحزن. الأمر يختلف في غرفة ' شمس في غرفة فارغة ' . ليس هناك شيء حدث منذ فترة وجيزة جدا؛ ماحدث كان منذ وقت طويل. لقد مات شخص ما هنا وبقيت أرملة أو أرمل في حدادٍ صامت. بعدها غادرت الأرملة أو الأرمل البيت الذي توجد فيه هذه الغرفة، ومنذ ذلك الوقت