المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٧

....جدّتي، جدّتي...

يصيبني ذلك الحنين في المساء وأنا عائدة وفي الصّباح الباكر، أحيانا الباكر جدًّا، كأنّ الجدّة التي كانت تنام غير بعيد عنّي لتوّها استيقظت وأنّي سأقوم لأتبعها، وأعرف أنّ الجوّ بارد وأنّ الصّقيع زجاجيٌّ جميل على النباتات، وبالأمازيغية اسمه يكاد يتكسّر وينزلق 'أزريش'. أمّي تتمنّى أن نبقى دافئين في الفراش، كما كانت تتمنّى في ظهيرة الصّيف أن نحتمي من الشّمس والحرّ في القيلولة، لكّن القرية مفتوحة وكلّ الحقول مباحة لنركض من الزيتون إلى اللّيمون والبرتقال ومن مساحات أشجار المشمش حتى سطر أشجار السّرو. أشجار الرّمان كان منظرها فوضويا، كأنّها غير مهمّة حتى تنطق بأزهار مدهشة يبقى منها تاج الرّمانة أو فمها، أيّ عجب! حالةٌ خاصّة هي الرّمانة وبذلك الثوب الفاصل في الدّاخل ثمرة أنثى. رائحة الحطب يحترق دليل على أنّ النّار في مكان ما، أنّ إحدى العمّات قد استيقظت وأنّها تعدّ الفطور، أنّ الحليب دافئ والخبز دافئ وأنّ الجدّة قد تكون بمنتهى السّرية أوصت لتكون في الفطور أشياء نحبّها أو تجعلنا نحبّها وهي تقشّرها لنا أو تقطعها أجزاءً كأنّها تُطْعِمُنَا لنكون ونَصِيرَ كبارًا، نصير فخرًا. لاأعرف عن ج

القصيدة تستمّر نحو غدها( الخروج من شرق المتوسطّ للشاعر نوري الجرّاح)ــ نصيرة تختوخ.

صورة
القصيدة خروج الشّاعر من الصّمت الذي كان فيه منغلقا على أناه، آمنًا في الوحدة، إلى التّحركّ صوتًا بالكلمات التي يتصرّف بها، و حديثًا لانشعر أنّه يُنْشِئُ ويتعمّد الترتيب بل يَصْدُرُ عَنْ صَوْتِهِ ومن كلماته. الصّمت الذي يقول عنه الشّاعر بييرـ ألبير جوردان:' الصّمت غرفتنا منذ الأزل/ الوَحْدَاتُ لاتُبْلَغْ /إلى بتمزقّات متعدّدة/ وإنّه بلا شكٍّ المعنى النّهائيّ/ لِنَفَاذِ الأرض البطيء إلى أجسادنا.' عندما يغادره الشّاعر فإنّه ولاشكّ يغامر بِطَاقَةٍ كَبِيرَةٍ وبِقَصْدٍ ودون قَصْدٍ يعرض شفافيته، التي قد تفاجئه هو أيضًا، بحكم أنّ لاأحد يعي تمامًا كُلَّ مايتوارى بداخله. الذي يجعل مغامرته تستحقّ التّقدير والامتنان هو الالتقاء بالآخرين الذّين يَسْمَحُ لهم بالرؤية معه وإن كان ذا موهبة، أصفها بالمصيرية، فإنّه لايكرّر بل يُضِيفُ ويُطَوِّرُ وفي الشِّعْرِ يناسب جدًّا أن أقول يتحدّى. من سيصرخ باليأس ذاهبًا إلى نهر النّور إن لم يكن الشّاعر؟ سيقول أحدٌ ما الموسيقيّ والفنان التشكيلي وأعيد أقصد يصرخ بكلماته التي تَحْفُرُ وسافرت وتترك أثرًا وإن كانت غريبة عن بعضها تصير بحياةٍ جديدة تقبل أدوار