المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٥

هل تحكم دمشق الحجاز؟ أم يحكم الحجاز دمشق ؟ ''

 طوماس إدوارد لاورنس، نيد أو لاورنس العرب كما يصطلح على تسميته، صديق ودود للعرب أم جاسوس وعميل محنك أدّى دوره المشبوه وانصرف. يمكن أن نجد كتابات متعدّدة عن الأوروبي المصور مرارا بالزيّ العربي وحتى أفلاما تشهد باهتمام السينما بحياته المثيرة للفضول. لكن الطريق الأقرب ربما لصورة أصفى عن شخصيته هو الدخول إلى تجربته في بلاد العرب من خلال كلماته الموثِّقة في كتابه '' أعمدة الحكمة السبعة .'' لانتهيّأ طويلا والكتاب بين أيدينا لنرى ملامح تلك الثورة العربية الزاحفة من مكة إلى دمشق ونلمس دوافعها التي لم يكن لاورنس أو البريطانيون بصفة عامة موجديها وإن أسهموا في تشجيعها ودعمها لزيادة السقم العثماني. يصف لاورنس أحد تلك المجالس العربية الكثيرة التي حضرها قائلا: ''لقد أدهشني رجال العشائر ذوو الملابس المهلهلة باطلاعهم الواسع وإدراكهم العميق للمفاهيم القومية التي يتعذر حتى على الطبقات المثقفة هضمها، وكي أسبر غور هؤلاء الحاضرين طرحت عليهم السؤال : ــ '' ترى بعد انتصار الثورة هل تحكم دمشق الحجاز؟ أم يحكم الحجاز دمشق ؟ '' والجواب كان أن هذه المسألة لا تعنيهم كثيرا &

الجاني النرويجي وجناة باريس

صورة
الجاني النرويجي وجناة باريس http://www.alarab.co.uk/?id=42684 حرية التعبير والديمقراطية في أوروبا ليستا وليدتي مرحلة التفكير والكفاح التي أوصلت إليهما، وحسب، وإنما هما ثمرة عملية متواصلة اليوم لتحقيق التوازن. العرب  نصيرة تختوخ  [نُشر في 14/01/2015، العدد: 9797، ص(15)] تحقيق توازن يدعم الإحساس بالديمقراطية والحرية مع الأمن يمكن النظر إلى حادثة شارلي إيبدو من عدة زوايا، فهي بالتأكيد تستدعي تسليط الضوء على جوانب أكثر من مجرد مقابلة “حرية التعبير” بالعنف والدم. بداية لنتذكر هجمات 22 يوليو 2011 في النرويج وما قام به أندرس بهرنغ بريفيك، الثلاثيني الذي يعرف نفسه بأنه مسيحي محافظ والذي قتل ما لا يقل عن 77 شخصا، وحتى بعد صدور الحكم عليه بالسجن لمدة 21 عاما فإنه لم يقدم اعتذاره لعائلات الضحايا بل بالعكس عبر عن اعتذاره لـ “المناضلين الوطنيين” لأنه لم يسقط عددا أكبر من الضحايا. فحسب تفكيره، وميله المتطرف، فإن التنوع الثقافي ووجود المسلمين في أوروبا، وفي بلده تحديدا، خطر على ثقافته. ومن يشاركون في سياسة اجتماعية تشجع على الاندماج والتكامل الثقافي مذنبون. خوف وإدانة عبّر عنهما بج

أن تطيع الحياة كجندي عائد من الموت

صورة
http://www.alarab.co.uk/?id=42091 رواية 'حرب وتربنتين' للكاتب البلجيكي ستيفان هيرتمانس تنجح بحمولتها الإنسانية في حصد أكثر من جائزة، وهي مؤهلة لنجاحات أكبر. العرب  نصيرة تختوخ  [نُشر في 07/01/2015، العدد: 9790، ص(15)] ستيفان هيرتمانس يخرج الحرب من أوراق جده ويجعلها صورا حية الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى لم تكن لتمرّ غير ملحوظة في بلد صغير كبلجيكا، عايش جبهات النار، واحتفظ بآثار وجود العدو والحلفاء على أرضه.لكن الذي لم يكن متوقعا ربّما هو أن تصدر في 2013 رواية بمستوى رفيع، توثق الوجه البشع للحرب بحواس وعاطفة إنسان عايشها، وشارك فيها، وبقلم شاعر وكاتب عارف بالفن، استطاع أن يوجِد مشاهد لا تترك القارئ بعيدا، بل تشدّه إليها بقوّة. ستيفان هيرتمانس في “حرب وتربنتين” المتوجة عام 2014 بأكثر من جائزة أدبية، يروي حكاية جدّه أوربان مارتيان، الذي ولد في بلجيكا ما قبل التعليم الإجباري والتأمين الصحي وقوانين العمل. حيث كان الصغار يمارسون أعمالا شاقة برواتب زهيدة لمساعدة ذويهم، ويتقاسمون المسؤولية، كما يتشاركون في الطعام والمسكن. ما تحتمه الحرب ابن الرسام الذي يحلم