المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٤

الجمهور الكسول ---نصيرة تختوخ

أتذكر جملة للمغني الأسطورة '' فريدي ميركوري '' يخاطب بها الجمهور قائلا :'' اتركوني أُمتعكم '' ويتجاوب معها الجمهور بكل القابلية والثقة والحماس. الفنان صنع مشواره الناجح بدأبه وموهبته وقدرته على التجديد وبعد ذلك صار له مكان ومدخل أوسع يتيح له المجازفة . الجملة لمن يتأملها فيها أكثر من علاقة الثقة والتعلق والتفاوت بين صانع المتعة والمستمتع الشغوف: فيها كسل الجمهور والمتلقي المستعد للاستسلام لما ينقله إلى الحالة الأخرى . الجمهور الذي يبدو وكأنه يختلف من ساحات الغناء إلى أروقة المتاحف وكراسي المسارح ومعارض الكتب يتشابه في تكتله واستهدافه وكثيرا ما يقع في ذات الخمول الذي لا يثور عليه إلاَّ المبدع الحقيقي الذي قد تصطدم قناعاته بالقديم الموجود لكنها لا تثنيه عن المضي في طريق الجديد المغاير حتى وإن بدا غريبا. المُقَلِّدُون في الأدب والفنون وحتى المبدعون الذين يكرّرون نفسهم لايسهمون فقط في تفاقم الخمول عند الجمهور بل في النفور بعد ذلك من كثرة التشابه و نحافة المشهد. كلما ازداد المتكررون وأَسْهَمَ الإعلام في تعزيز سلوكهم بترويج طغيان المستنتسخ، كلما ازدادت قوة

من رسالة لفينسنت فان خوخ بتاريخ 9 فبراير 1886 إلى أخيه:

هل تريد سببا يتعمق فيه المرء للحفاظ على هدوءه ، حتى عندما يكون وحيدا وغير مفهوم وتكون سعادته المادية قد شُطِبَت ـــ أعتقد أنه موجود ـــ المرء يحس غريزيا أن الكثير تغير والكثير سيتغير ــــ نحن في الربع الأخير من قرن سينتهي بثورة عملاقة. إفترض أن كلانا يرى بدايتها ونحن في أواخر حياتنا. من المؤكد أننا لن نرى الأوقات الأفضل للسماء الصافية وانتعاش كل المجتمع بعد كل تلك العواصف الكبيرة. لكن هو أمر لا يستهان به أن لانكون ضحية المُزَيَّفِ في زماننا، لدرجة أن يكتشف المرء فيه ذلك الرطب غير الصحيّ والضاغط في الساعات التي تسبق العاصفة. ويقول :'' نحن في ضيق تنفس لكن الأجيال التي بعدنا ستستطيع التنفس بحريّة أكبر ''. ترجمتي--Nassira

منازلة داريس وإنتيلوس في إنياذة فرجيل ـــ ترجمة: نصيرة تختوخ

كجوائز خصص أينياس للفائزَ عجلا مزيّنا بذهب وشريط و كترضية للمنهزم خوذة وسيفا. مباشرة تطوع للنزال وسط الهتاف ذو قوة العمالقة دارِيس الذي كان يتعطش فقط للفوز على باريس والذي هزم بوتس الجبار، من سلالة أميكوس، بجوار قبر هكتور، حتى سقط ميتا على الرمل. وقف داريس متحديًّا برأس مرفوع ، كاشفا كتفيه العريضيتين وملوحا بذراعيه كما في المنازلة. من سيقابله؟ لاأحد من الجمهور تجرأ ، لاأحد شدَّ زنار الملاكمة عليه .  هكذا وقف داريس فائزا دون نزال، فرحًا ممسكا قرن الحيوان بيده اليسرى أمام أينياس قائلاً: '' يا ابن الآلهة إذا لم يتجرأ أحد على المنازلة، كم من الوقت عليَّ أن أبقى واقفا هنا؟ اتركني أذهب بالجائزة ''. الكل وافق أن يأخذ داريس مكافأة الفائز. لكن أسيستطيس كلَّم إنتيلوس الجالس بجواره على العشب لائما : ''أنت الذي كنت أول الأبطال هل تترك جوائز ثمينة كهذه تذهب دون التباري عليها؟  أين الإله *إيريكس الذي سماك سيّدًا؟ شهرتك التي انتشرت في الأرض الثلاثية(صقلية) ؟ التباهي بالجوائز التي تزين بيتك؟ '' ردّ: '' لاتتجنبني الشهرة والطموح خوفا، لكن اليَوْمَ