الجمهور الكسول ---نصيرة تختوخ
أتذكر جملة للمغني الأسطورة '' فريدي ميركوري '' يخاطب بها الجمهور قائلا :'' اتركوني أُمتعكم '' ويتجاوب معها الجمهور بكل القابلية والثقة والحماس. الفنان صنع مشواره الناجح بدأبه وموهبته وقدرته على التجديد وبعد ذلك صار له مكان ومدخل أوسع يتيح له المجازفة . الجملة لمن يتأملها فيها أكثر من علاقة الثقة والتعلق والتفاوت بين صانع المتعة والمستمتع الشغوف: فيها كسل الجمهور والمتلقي المستعد للاستسلام لما ينقله إلى الحالة الأخرى . الجمهور الذي يبدو وكأنه يختلف من ساحات الغناء إلى أروقة المتاحف وكراسي المسارح ومعارض الكتب يتشابه في تكتله واستهدافه وكثيرا ما يقع في ذات الخمول الذي لا يثور عليه إلاَّ المبدع الحقيقي الذي قد تصطدم قناعاته بالقديم الموجود لكنها لا تثنيه عن المضي في طريق الجديد المغاير حتى وإن بدا غريبا. المُقَلِّدُون في الأدب والفنون وحتى المبدعون الذين يكرّرون نفسهم لايسهمون فقط في تفاقم الخمول عند الجمهور بل في النفور بعد ذلك من كثرة التشابه و نحافة المشهد. كلما ازداد المتكررون وأَسْهَمَ الإعلام في تعزيز سلوكهم بترويج طغيان المستنتسخ، كلما ازدادت قوة...